مرض الأرقام”  يصيب وزير التجارة الجزائرية ويدعي أن بلاده جلبت استثمار 30  مليار دولار ويثير سخرية مؤتمر  عالمي

مرض الأرقام”  يصيب وزير التجارة الجزائرية ويدعي أن بلاده جلبت استثمار 30  مليار دولار ويثير سخرية مؤتمر  عالمي
عبدالقادر كتــرة

شارك وزير التجارة الداخلية وتنظيم السوق الوطنية الطيب زيتوني في الدورة 29 لقمة الشراكة بنيودلهي بالهند يوم 2 دجنبر 2024 بحضور ممثلين دوليين عن العالم الاقتصادي.
وأراد هذا الزعيم الجزائري استغلال هذا الحدث لتسليط الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الجزائر “الجديدة” بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون الذي بدأ ولايته الثانية منذ نهاية شتنبر 2024.
وأبرز زيتوني في كلمته التقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مجال ولا سيما الإصلاحات التشريعية فيما يتعلق بالاستثمارات والتنظيم المصرفي، والتي عززت جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب.
وقال في نيودلهي إن الجزائر سجلت أزيد من 10 آلاف طلب استثمار بقيمة 30 مليار دولار، وتستفيد من موقعها الاستراتيجي كمفترق طرق تجاري بين أكثر من 100 دولة. لقد تم الإدلاء بهذا التصريح المذهل أمام جمهور من صناع القرار الاقتصادي الدوليين الذين لديهم معرفة جيدة بكيفية عمل الاقتصاد العالمي.
إن 30 مليار دولار أمريكي هو مبلغ فلكي ، كما جاء على لسان الصحافي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو السمار،  يمكن أن يدفع بلدا بأكمله نحو الحداثة، إلا أن هذا التصريح للأسف محض كذب ولا يتوافق بأي حال من الأحوال مع الواقع الاقتصادي للجزائر.
“مرض الأرقام”  أو “الكذب المرضي” الذي أصيب به النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري الفاشل من رئيسه إلى أبسط مسؤول بل حتى آخر مواطن في الجزائر، أثار السخرية والضحك بل الاحتقار وسط وفود ممثلي الدول المشاركة  حيث الواقع يكذب  ما يدعي النظام لأن  الأمر ببساطة ينشر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) سنويًا تقريرًا عالميًا عن حالة الاستثمارات في جميع أنحاء العالم وينشر أرقامًا موثوقة ومدققة ومؤكدة حول الاستثمارات التي تمت في كل دولة على هذا الكوكب.
الجزائر لم تجلب قط 30 مليار دولار أمريكي في بضع سنوات كما يدعي الطيب زيتوني إذ، في عام 2022، سجلت الجزائر تدفقا للاستثمارات الأجنبية المباشرة بقيمة 255 مليون دولار فقط.
وفي العام السابق، في عام 2021، تمكنت البلاد من جذب تدفق من استثمارات الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 870 مليون دولار. وفي عام 2023، جلبت الجزائر تدفقات استثمار أجنبي مباشر بلغت 1.21 مليار دولار.
وخلاية القول والتمخيص. فك رموز هذه الكذبة الكبيرة تكشف عن اتجاه غير صحي بالكامل بين القادة الجزائريين المصابين ب”مرض الأرقام” أو “الكذب المرضي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *