تداعيات اختطاف كاتب ومؤرخ يحمل الجنسية الفرنسية بمطار الجزائر…
مروان زنيبر
في تطور مثير للانتباه، انتشرت اخبار سريعا مساء الخميس 21 نونبر الجاري، في فرنسا مفادها، انقطاع اخبار الكاتب و المؤرخ بوعلام صنصال ، المعروف بانتقاده للنظام الجزائري، و مباشرة بعد تفشي الخبر، انتقدت صحف فرنسية وعلى رأسها جريدة لوموند ، ولوفيغارو، ولوبوان، بشدة النظام العسكري الديكتاتوري الجزائري، والذي تجاوز كل الحدود بأقدامه على بسط قبضته الحديدية ضد المعارضين السياسيين و الصحفيين والمثقفين، كان آخرهم اختطاف الكاتب المعروف بوعلام صنصان الحاصل على الجنسية الفرنسية، بمطار الجزائر عند عودته من باريس…
وذكرت، تقارير إعلامية أن صنصال غادر باريس السبت الماضي برفقة صحفي لم تُحدد هويته بعد، ويُعتقد أنه فرنسي، فيما ومنذ وصولهما إلى الجزائر، لم ترد عنهما أي أخبار…. وبخصوص هذا الاختفاء أعلنت عائلة بوعلام صنصال، الكاتب الفرنسي-الجزائري البالغ من العمر 75 عامًا، عن فقدان الاتصال به منذ وصوله إلى مطار الجزائر يوم السبت 16 نونبر…
واجمعت كبريات الصحف الفرنسية في مقالاتها التحليلية، ان أسباب اختطاف الكاتب بوعلام جاء بسبب ما صرح به الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مقابلة مع Frontiers Media، حينما انتقد فيها تأسيس الجزائر لعصابة البوليساريو، وأشار إلى معطيات تاريخية حقيقية – لا لبس فيها- أن غرب الجزائر كان تاريخيا جزءا من المغرب وهو ما أزعج نظام عصابة الشر، و في سياق تصريحه خلال المقابلة المصورة والتي تم تداولها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي اكد الكاتب بوعلام ان “النظام العسكري عمد إلى خلق البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب…
وأكد الروائي بوعلام، في مقابلته، مع Frontiers Media أن مناطق مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت في الأصل جزءًا من المملكة المغربية، قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر خلال حقبتها الاستعمارية، مشيرا إلى أن الغرب الجزائري كان تاريخيًا تابعًا للإمبراطورية المغربية، كما أكد أن الجزائر طلبت دعم المغرب في نضالها من أجل الاستقلال عام 1954، مقابل وعد بإعادة الأراضي المقتطعة، لكنه شدد على أن الجزائر نكثت بوعدها بعد الاستقلال، ما أدى إلى اندلاع حرب الرمال بين البلدين عام 1963، وأستطرد الكاتب الجزائري قائلا ان “فرنسا لم تستعمر المغرب. لماذا؟ لأن المغرب كان دولة عظيمة، من السهل استعمار الكيانات الصغيرة التي تفتقر للتاريخ، (في إشارة واضحة لبلاد الكراغلة ) ولكن استعمار امبراطورية ممتدة قوية ذات تاريخ طويل أمر بالغ الصعوبة”.
وفي ظل التطورات التي طالت اختطاف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المعروف بآرائه المثيرة للجدل، تواجه الجزائر موجة جديدة من التساؤلات الدولية، حيث وردت اخبار تشير الى ان قصر الإليزيه ووزارة الخارجية الفرنسية يستعدان، لمطالبة الحكومة الجزائرية بتوضيحات رسمية بشأن مصير اختفاء الكاتب بوعلام الذي يحمل الجنسية الفرنسية، بعدما انقطع تواصله مع مقربيه وعائلته منذ مغادرته إلى الجزائر السبت الأخير، وسط احتمال كبير باعتقاله بشكل انتقامي من قبل السلطات الجزائرية.
يذكر ان بوعلام صنصال ولد عام 1949، ويعيش حاليا في بومرداس، شرق العاصمة الجزائرية، وقبل أن يصبح روائيا عمل مدرسا ومستشارا وموظفا ساميا في وزارة الصناعة، وتخرج مهندسًا من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر ومن المدرسة العليا للاتصالات بباريس، وهو حائز على دكتوراه في الاقتصاد، بدأ في الكتابة عام 1997، ونشر روايات عدة وهي “وعد البرابرة” و” طفل الشجرة” ” وحراقة” وقرية الألماني” وشارع داروين”. وغالبا ما يتطرق الكاتب الجزائري الفرنسي في الروايات المذكورة وفق تسلسلها الزمني إلى مواضيع شائكة تتعلق بالتطرف الإسلامي والعشرية السوداء ونظام الحكم المستبد الجزائري.