إلى أي مدى سيذهب نظام جمهورية تندوف الكبرى مع استراتيجية التهديد الإرهابي؟؟

إلى أي مدى سيذهب نظام جمهورية تندوف الكبرى مع استراتيجية التهديد الإرهابي؟؟

مروان زنيبر

مع انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية يوم الثلاثاء 3 شتنبر الجاري، في بلاد القوة الاقتصادية الثالثة عالميا، وبداية التصويت خارج الجزائر في القنصليات والسفارات، وسط أجواء متوترة، بعدما أظهرت مقاطع فيديو عزوف المواطنين في مقرات الاقتراع، تعبيرا عن رفضهم دعم مرشح العسكر ال” تبون ” في انتخابات محسومة مسبقا، كانت عبارة عن مسرحية بدون جمهور، وصرفت فيها أموال طائلة بدون رقيب ولا حسيب…

وحسب ما صرحت به مواطنة جزائرية تقطن بفرنسا،لاحدى القنوات الفضائية ان قاعة الاقتراع بإحدى القنصليات كانت فارغة بالتمام ، وقامت بواجبها بوضع ورقة فارغة في صندوق الاقتراع…فيما أظهرت مقاطع لشبان غاضبين ، قاموا بإتلاف ملصقات و لوحات إعلانية للانتخابات…
ومع العد العكسي لعملية التصويت، تكون الأجهزة الاستخبارية – التي اختارت بعناية فائقة المرشح ” كذبون” لعهدة ثانية- قد افلحت في الترويج للعهدة الأولى لحكم المهرج تبون، من خلال ارنبي السباق، الامر يتعلق بحساني شريف ويوسف اوشيش، وهي في الواقع فترة امتدت لخمس سنوات تميزت بتمريغ وجه الجزائر في التراب على كل المستويات، كما لجأت الى الخطة الثانية، المتمثلة في أسلوب التهديد وتخويف المواطنين، من مغبة ما وقع في سوريا واليمن من تطاحن بين السكان، – في حالة مقاطعة الانتخابات – ، وما وقع من انتفاضة شعبية سنة 1988، أتت على الأخضر واليابس، و كذا اللجوء الى الأكاذيب واختلاق احداث من قبيل تهديد الامن القومي للبلاد، كإغراق البلاد بالمخدرات واتهام جهات بافتعال حرائق الغابات، وكانت آخرها الترويج لخبر القاء القبض على شبكة جواسيس للتخابر هدفها المس بأمن الدولة….
ويرى مراقبون انه ليست المرة الأولى التي يلجأ اليها النظام العسكري في اتباع مثل هذه الأساليب، بل لا تزال وقائع بث التلفزيون العمومي خلال العهدة الأولى لل ” تبون” المزور عالقة بالأذهان، بمقاطع “عنيفة” لضحايا المجازر التي ارتكبتها جماعات إرهابية خلال “العشرية السوداء”، والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين.

وتضمن البرنامج الخاص أيضا اتهامات لـ”حركة رشاد” ولمعارضين في الخارج…وخلفت الصور التي وقع عرضها جدلا واسعا في البلاد و تساؤلات حول الجدوى من بثها في تلك الفترة …. وهو نفس السيناريو الذي لجات اليه العصابة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، بإقدام التلفزيون الرسمي على بثّ صور مرعبة ومشاهد صادمة من المأساة الوطنية، معتبرًا ذلك “إرهابًا إعلاميًا يُراد به ترهيب الشعب الجزائري.
ويبقى السؤال المطروح اليوم، إلى أي مدى سيذهب النظام الجزائري مع استراتيجية التهديد الإرهابي؟

لا أحد ينسى أنه خلال العشرية السوداء، كان السؤال المحوري بالنسبة للشعب الجزائري، “من يقتل من؟” ليتضح بالملموس أن عددا من المجازر ارتكبها نفس الأشخاص الذين كانوا يزعمون أنهم يحاربون الإرهاب… لكن المؤكد هو أنه في مواجهة احتمال انفجار شعبي محتوم، تحاول السلطة العسكرية إدامة سيطرتها بالتلويح بخطر الإرهاب…. علما ان البعض يعتبر ان ما تلوح به العصابة من تحذيرات، ما هو الا “إيحاءاتٌ سلبية، بالابتزاز والمساومة والمقايضة بالحلول الانفرادية للسلطة، أو القبول بالوضع الحالي في ظل الازمة الخانقة التي تمر منها البلاد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *