وهبي “اليساري” يتحول إلى “ستاليني” بسبب “لون تقاشرك”

لازالت جينات اليساري السابق عبد اللطيف وهبي، وزير العدل الحالي، تحمل تسلط الستالينية وتكبر بعض من الحركة الإتحادية وتعجرف جزء من رفاق الشهداء.
خطيئة الرجل أنه انتقل إلى وسط اليمين متأخرا وإلا لكان ركيزة من ركائز التسلط زمن الراحل البصري، ووجه من وجوه تخريب الديمقراطية زمن الظلامية، فلا عجب فالرجل احتمى ربيع نهاية حزب الإخوان المسلمين بزعيمهم الورقي عبد الإله بنكيران وكأننا به يحن إلى دور الحزب الواحد والفكر الواحد والعقل الواحد.
تحولات الرجل وميزاجه المتقلب هو منبع إزدواجية الخطاب، فحين كان الرجل برلماني كانت أسئلته وتدخلاته تنزل بردا وسلاما على صدر المستمع المغبون المقهور المتعطش إلى ريح الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية بتنوعها واسقاطاتها، لكن الذين يعرفون الرجل يقرون أن طموحه للأعالي وخطف الأضواء قد تدفعه للدوس على كل القيم، على كل المبادىء وكل الخطوط حتى لو كانت كرامة بني آدم.
ما تفوه به وزير العدل بصفته رئيس جماعة تارودانت في حق المدير الإقليمي لقطاع الثقافة بتارودانت قائلا: “أنا وزير العدل، الدور ديالي هو الأمن، هو المحاكم، المؤسسات كلها كاتشتغل معايا”، لايمكن تصنيفه إلا في دائرة التعسف.
وأضاف الوزير وهبي بلغة تبخيس مؤسسات بعينها وتحقير استقلاليتها ومس بكرامة المدير ” لون تقاشرك كنعرفهم “، دون أي احترام لخصوصية مسؤول، واش هاد المستوى “ولا زعما باغي تقول أنه كدوز عليك تقارير الأجهزة حتى تنسخ نسخ منها و تؤشر عليها ؟”.
تصريح الوزير وهبي إن لم نقل تهديده ووعيده للمدير فتح صفحات خالدة في مشوار المحامي البامي الوافد من أسرة اليسار، تذكر حينها الجميع كيف يعشق الترافع على مبددي المال العام، وإن كان من حق كل مذنب أو متهم أن ينتصب للدفاع عنه محامي، إلا أننا لا ننسى أن بعض رجال البدلة السوداء يرفضون ويتعففون في مثل قضايا اختلاس المال العام أو تبديده أو استغلال النفوذ وما شابهها من تهم تفسد سيرة من يعشق أتعابها المادية.
تذكر المغاربة جميعهم “الأوديو” المسرب للمحامي الوزير وهو يتحدث بلغة تجار الليل عن ” تحتها ” وما تعنيه من إخفاء وذر الرماد في العيون وفتح المسالك وسط أمواج بحر تطبيق القانون والضرب بقوته على منتهكيه.
كما يتذكر الجميع كيف تفتت عبقرية الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة الذي عقد عليه المغاربة آمالا كثيرة بتحريك عجلة المشهد السياسي والرفع من منسوب أداء الأحزاب، كيف اختار تنصيب مكتب سياسي على مقاسه بإقصاء أطر الحزب وكفاءاته وفاعليه.
لا غرابة فالوزير سبق له أن تطاول غلى اختصاصات أكبر سلطة في البلاد واسماها وتحدث عن العفو بطريقة تجعلنا نتساءل هل فعلا يعرف وهبي اختصاصاته جيدا ويغي ما يقول ام أنه يبحث عن “بوز سياسي” ونجومية زمن الرداءة الحكومية.
الحقيقة أن ما نعيشه مع وزراء حكومة التجمعي أخنوش هو تعبير واضح على تسفيه مجهودات الدولة والمجتمع وضرب لكل التراكمات الإيجابية.
ما هكذا تورد الابل يا معالي الوزير؟!.