هل تعليم التلميذ تشويه صورة لزميله عبر “سناب شات” باستعمال الهاتف النقال، إبداع أم سخرية واستهزاء إن لم يكن تَنَمّرا؟

هل تعليم التلميذ تشويه صورة لزميله عبر “سناب شات” باستعمال الهاتف النقال،  إبداع أم سخرية واستهزاء إن لم يكن تَنَمّرا؟

عبدالقادر كتــرة

جاء في مقدمة كراسة “المنير في التربية الفنية” للقسم الخامس “يسعد فريق التأليف أن يضع بين أيديكم “المنير في التربية الفنية ” للسنة  الخامسة من التعليم الابتدائي التي أعدت وفق المنهاج الجديد ، لتنمي كفايات مادة التربية الفنية وأهدافها.

لتحقيق كل ذلك ، تضمنت هذه الكراسة  كمجموعة من الأنشطة الفنية في المسرح والموسيقى والتشكيل بشكل مندمج يتخذ من المدرسة واللعب المنظم والتعلم التعاوني في إطار المشروع الفني أسسا بتحقيق متعة التعلم الذاتي وتنمية القدرة على الإبداع بالتغييرات الفنية لمجالات الوحدات الدراسية بما يذكي ملكة التذوق، وتلتمس تجلياتها الكونية وحمولتها الإنسانية”.

وأنا أتصفح الكراسة وبعض التمارين المقترحة، وجدت نفسي، كرجل تعليم مارس مهنة التدريس والتربية لأكثر من 35 سنة، مضطرا للإبداء بعض الملاحظات أراها أساسية حول تضمين الكراسة لبعض التمارين/الأنشطة غير التربوية لا توافق ما جاء في مقدمة فريق التأليف المفترض أن يكون من رجال التعليم مثله مثل فريق اللجنة الموافقة على محتواه.

تساءلت عن مدى استجابة  بعض الأنشطة لأهداف  التربية الفنية المسطرة في مقدمة الكراسة “ مجموعة من الأنشطة الفنية في المسرح والموسيقى والتشكيل بشكل مندمج يتخذ من المدرسة واللعب المنظم والتعلم التعاوني في إطار المشروع الفني أسسا بتحقيق متعة التعلم الذاتي وتنمية القدرة على الإبداع بالتغييرات الفنية لمجالات الوحدات الدراسية بما يذكي ملكة التذوق، وتلتمس تجلياتها الكونية وحمولتها الإنسانية”.

هل يعتبر نشاط استعمال الهاتف المحمول لأخذ صورة للإنسان (وأركز على عبارة “إنسان”)، زميل أو صديق وتشويه صورته عبر تطبيق “سناب شاب” (Snap Chat) وتحويلها إلى صورة رقمية حيوان أو وحش أو كائن غريب قادم من كوكب آخر، فنٌّ وإبداع وابتكار (الوحدة الثالثة)؟

أليس استعمال الهاتف النقال ممنوع في المدرسة لما له من مساوئ عديدة وانعكاسات على نمو الطفل وخياله وإبداعه الفني وثقافته المعرفية، كما أجمع فقهاء التريبة والتعليم على منع الأطفال من استعمال الهاتف والألعاب الالكترونية  والإنترنيت إلا تحت المراقبة ولأهداف معينة تروم البحث والتحصيل في سنّ معينة؟

أليس أعمال وأفعال تشويه صورة لأي كان قد تبدأ بالزميل والصديق وتمر على المُدرّس  والمدير والحارس وتنتهي عند الإخوة والآباء والأمهات، وتتحول إلى أعمال سخرية واستهزاء وتنمر  يُشجَّع “اقترافها”، مدعاة للضحك فتصبح سلوكا عاديا ضد الأخلاق والتربية الحسنة والعلاقات الطبيعية التي تتوخاها المدرسة والتربية الأُسرية.؟

ماذا سيكون ردّ الطفل أو التلميذ الذي شُوِّهت صورته وحُوِّلت إلى حيوان أو مخلوق غريب وعجيب، أمام أقرانه؟ وماذا لو أُطلق عليه اسم ذلك الحيوان المُشوَّه أو لُقِّب باسم كائن غريب وأصبح الكلّ يناديه به؟ أليس هناك مخاطر لهدم نفسية الطفل َبجرح شخصيته والانتقاص من معنوياته باحتقاره والاستهزاء منه؟

وفي معرض هذا المقال/الملاحظة ارتأيت أن أنقل لكم مجمل “أهداف التربية الفنية بالمرحلة الابتدائية بالكويت” الشقيقة وهي الأهداف التي تتوخى التربية والتعليم  والدراسة والفن والإبداع  والثقة بالنفس والثقافة والعلم والمعرفة:

1تنمية الذوق العام لدى التلاميذ من خلال رؤيتهم للطبيعة بما فيها من جلال وجبال ومن خلال ممارستهم للعمل الفني الذي من طبيعته يحي النواحي الوجدانية .

2تأكيد أثر التربية الفنية في حياة وسلوك التلميذ بما يحقق التوازن النفسي بين الفرد والمجتمع .

3ربط مادة التربية الفنية ومجالاتها المتعددة بما يتضمنه محتواها من الجوانب العلمية والثقافية بالمواد الدراسية الأخرى في ضوء وحدة الخبرة وكذلك ربطها بكل نشاط تقدمه الطفل .

4أطلاق جميع حواس التلميذ وصقلها لتأهيلها للاشتراك الناجح في مختلف العمليات التشكيلية سواء كانت ثنائية أم ثلاثية الأبعاد .

5احترام إنسانية التلميذ وتقدير عمله الفني وتقويمه والتعاطف مع أسلوبه في الأداء لتأكيد شخصته .

6الكشف عن ميول التلاميذ وأنماطهم والعمل على تنميتها كل في مجاله الخاص .

7إتاحة الحرية لكل تلميذ لضمان انطلاقه للتعبير الفني في شتى صوره وأشكاله في إطار من الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية .

8ربط التلميذ ببيئته الطبيعية والاجتماعية بما تشمل عليه من مظاهر وظواهر وتقاليد وعادات مما يؤكد تفاعله معها وذلك بالتعبير عنها بلغة الفن التشكيلي .

9تعرف مختلف الخامات والأدوات التي يتعامل معها تلاميذ هذه المرحلة وكيفية تناولها واستخدامها بالطرق العلمية السليمة مع تعويدهم على المحافظة عليها وصيانتها .

10تزويد التلميذ بالمعلومات والخبرات والمهارات الفنية والعلمية المتدرجة والتي تتناسب مع سنه ويؤخذ في الاعتبار مبدأ تطوير هذه المهارات وإثراء تلك الخبرات باستمرار التعلم في طريق الممارسة .

11إشعار التلميذ بالسعادة والاستمتاع بالعمل اليدوي واحترامه مع تدريبه على التفكير والعمل بالأيدي مما يشكل بداية التفكير الإبداعي القائم على الخيال .

12إشباع خيال التلاميذ في هذه المرحلة إشباعا عمليا وفنيا بالقصص الهادفة والملائمة لأعمارهم والتي تجمع بين الحقيقة والخيال لتثير كل ما يمكن من نفوسهم من انفعالات يستطيعون ترجمتها من تعبير متحرر .

13إتاحة الفرصة أمام جميع التلاميذ للاستكشاف والبحث والتجريب في مختلف جوانبه المادة بالأسلوب العلمي لاكتشاف المزيد من خصائص الخامات وإمكاناتها في العملية التشكيلية التي تنبثق عنها محاولات تكنيكية تكشف عن قدراتهم الإبداعية .

14تنمية القدرة على التعبير الابتكاري لدى التلاميذ الصغار واعتبارا الابتكار هو أساس في كل الأعمار الفنية.

15اكتساب بعض المهارات الملائمة في استخدام الخامات والأدوات وصولا إلى القدرة على الإنتاج اليدوي وذلك جزء أساسي من تربية الأطفال .

16تهيئة الفرص المتكافئة لجميع التلاميذ في الممارسة العملية بحيث يبلغ التلميذ المستوي اللازم في المهارات الفنية وقف قدراته واستعداداته .

17تحقيق الإنماء المستمر بطرح بعض المسابقات العلمية الملائمة لأعمار التلاميذ ليصبح طفل المرحلة الابتدائية أكثر نضجاً في التفكير والإدراك والمبادرة والتساؤل والنقد والتحليل حتى يكون عنصراً ايجابياً للمواطنة الصالحة .

18الاهتمام بمفردات التلاميذ بما يكشف عن القدرات وذوي المواهب الفنية الخاصة وتشجيعهم على الاستمرار والنمو في أعمالهم الفنية .

19رعاية المتخلفين بين أطفال هذه المرحلة عن طريق توفير بعض المجالات المناسبة لشخصية كل تلميذ واستعداده الفني .

20تبصير التلاميذ بمقومات العمل الفني الجيد وتدريبهم على التفكير النقدي والتحليل باشتراكهم في المنافسة وإبداء الرأي وتحليل الأعمال الفنية لزملائهم .

21تشجيع التلاميذ على استثمار أوقات فراغهم بالأعمال الفنية الملائمة لميولهم مدفوعين بحوافز جديدة ومثيرات فعالة في محيط حياتهم : المعارض والأندية الاجتماعية تأكيد الأهمية التعليم الذاتي .

22الاهتمام بتذوق الفنون العربية والتراث وتكوين اتجاهات تشكيلية نابعة من هذه الفنون العربية بما يلائم تلميذ المرحلة .

23تنمية الروح التعاون بين التلاميذ عن طريق إسهامهم في المشروعات أو الوحدات الدراسية والأعمال الجماعية التي يتطلبها الموقف التعليمي وما ينبثق عنه من أنشطة فنية وثقافية .

24. توطيد التبادل الفني والثقافي بين الكويت والدول العربية وباقي دول العالم بالمساهمة في المعارض والمسابقات الفنية الخاصة برسوم الأطفال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *