كبير المرتزقة المريض بالسرطان يقاوم الموت والنظام العسكري الجزائري يهيئ “البوهالي” لخلافته
عبدالقادر كتــرة
في الوقت الذي يوجد زعيم الانفصاليين “ابراهيم غالي” في وضعية صحية حرجة ويخضع لسلسلة من العلاجات الكميائية داخل المستشفى بالعاصمة الجزائرية لعدة أيام ويقاوم الموت بعد أن نخر السرطان جسده ولم يعد قادرا على التحرك، خرج الإعلام الجزائري ليروج لتواجده في صحة جيدة عبر نشر برقية تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان لسيده عبدالمجيد تبون الرئيس المعين من طرف جنرالات ثكنة بنعكنون .
ويمر إبراهيم غالي بظروف صحية صعبة، ينقل على إثرها في كل مرة صوب مستشفيات الجزائر العاصمة دفعته للاستقرار بإحدى الفيلات بالعاصمة الجزائرية، لتلقي علاج خاص بعد تفاقم المرض الذي يفتك بجسده منذ سنوات، حيث لوحظ غيابه عن جنازة الانفصالي “الداه البندير” .
تواري زعيم الانفصاليين عن الأنظار، حسب موقع دعائي موالي ل”بوليساريو”، “يرجع لأسباب صحية، لا علاقة لها بإصابته بفيروس “كورونا” كما تداولت بعض المواقع، وأن الذين أصيبوا بهذا الفيروس يوجد من بينهم: “خطري أدوه” عضو ما يسمى بالأمانة الوطنية ومسؤول أمانة التنظيم السياسي، الذي مازال يعالج منه، و”بوحبيني يحيى بوحبيني”، ما يسمى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي”.
وزاد الموقع الدعائي لبوليساريو “أما بخصوص الرئيس “إبراهيم غالي”، فقد أكدت لنا مصادر موثوقة من مخيمات تندوف، تواجده في فراشه بمنزله بولاية بوجدور، تحت إشراف طبيب صحراوي، وتحت حراسة أمنية مشددة، تمنع عنه الزيارات، بعد تدهور وضعه الصحي، نتيجة المرض الخطير الذي يعاني منه منذ سنوات ، و الذي كان يتابع بسببه حصص علاجية بإسبانيا، قبل أن يتوقف عن مواصلتها بسبب الدعاوى القضائية المرفوعة ضده بسبب الماضي، والتي استكمل بعضها في مستشفى “عين النعجة” العسكري بالجزائر و كذلك بمصحة تم إنشاءها حديثا بمدينة تندوف.
وسبق أن أشارت وسائل إعلام اسبانية، إلى أن “غالي” أصيب بالسرطان في الكبد، أدخل المخيمات في حالة استنفار قصوى، وأن العجز الجسدي لإبراهيم غالي وصل مستويات متقدمة، يصعب معها إيجاد حل في القريب العاجل.
مرض الانفصالي “غالي” وغيابه المتكرر عن الرابوني، يعيد الصحراويين إلى ما كانوا قد عايشوه سابقا مع مرض المقبور الانفصالي “محمد عبدالعزيز”، بأدق التفاصيل، على غرار التضارب في المعلومات حول الوضع الصحي لزعيم عصابة “بوليساريو” وشحه، بكل حالة الاضطراب والشائعات المتولدة عنها، نتيجة تكتم الإعلام الجزائري عن قول الحقيقة كما هي عادته…
ويعيش النظام العسكري الجزائري بدوره على وقع الاستنفار والقلق والحيطة، من أجل ضمان استمرار “غالي” على رأس جبهة البوليساريو، في الوقت الذي تستعد المخابرات الجزائرية لكل الاحتمالات الممكنة وتهيئ أحد المرتزقة القياديين لخلافته في حالة ما إذا رحل..
وتعتبر المخابرات الجزائري محمد لمين البوهالي الخيار الأفضل لجبهة البوليساريو، لاستيعاب المرحلة القادمة من الصراع ضد المغرب في نزاع الصحراء المغربية المفتعل، “لأنه جمع بين الحضور التاريخي إلى جانب زعيم الجبهة، ولأن رؤيته أقرب إلى طرح بعض الأصوات الشبابية المطالبة بحمل السلاح ضد المغرب، وبالتالي تعتبره البوليساريو الرجل المناسب لهذه المرحلة.” حسب أحد المحللين.
وسبق للأجهزة الجزائرية، منذ مدة، أن باشرت تكوين رجالاتها داخل “بوليساريو”، بدءا بمحمد عبد العزيز و وصولا لولد البوهالي، الذي استنفرت الجزائر إعلامها للتسويق له قائدا مجددا قادرا على ضخ دماء جديدة في عروق حركة مهترئة لا تريد لها الجزائر أن تموت.
للتذكير، فإن “إبراهيم غالي”، زعيم جبهة “بوليساريو” الاتفصالية، الذي عين لرئاسة البوليساريو بعد وفاة محمد عبد العزيز، متابع في إسبانيا منذ عام 2008 بسبب الجرائم التي ارتكبت في السبعينات والثمانينات ضد المحتجزين الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر، وهي تهم تتلخص فيي”إبادة جماعية، اغتيالات، تعذيب، اختفاءات، اغتصاب”…
وسبق للقاضي خوسيه دي لا موتا، رئيس الغرفة الخامسة للمحكمة المركزية الإسبانية، أن أصدر قرارا قضائيا بجمع معلومات شخصية عن إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو الحالي، الهدف من ذلك هو إعادة فتح ملف غالي في الأيام القليلة المقبلة، مباشرة بعد إعلان زيارته الأولى لإسبانيا بعد تعيينه زعيما للجبهة لحضور الندوة العالمية للتضامن مع البوليساريو المنظمة في مقر البرلمان الكتالاني ببرشلونة، وهي زيارة تم إلغاؤها بعد أن سُرِّبَ ونُشِرَ قرار القاضي في الصحافة الإسبانية.