احداث متسارعة تزلزل النظام العسكري المارق في بلاد العالم الآخر…

سليم الهواري
لا حديث في بلاد العالم الاخر سوى عن مشهد سياسي وأمني متناقض، بدأت تتعرض له بلاد العصابة، خصوصا بعد” الهروب الكبير” للجنرال الجزائري عبد القادر حداد، الملقب بـ” ناصر الجن”، المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي (المخابرات)، ووصوله رسميا إلى السواحل الإسبانية، – حسب ما أفاده موقع “إلكونفدنسال” الإسباني –
وقبل هروب” ناصر الجن”، الذي زعزع كيان عصابة السوء سياسيا وامنيا، كان الجنرال غالي بلقصير، وهو بالمناسبة قائد سابق ورئيس الدرك الوطني في الجزائر، قد هرب بدوره في اتجاه سويسرا، ويحمل هذا المسؤول العسكري الجزائري، أسرار حول جميع ملفات الفساد الكبيرة التي وقعت في الجزائر من عام 2015 حتى عام 2019، بما في ذلك ملف فضيحة الكوكايين في ميناء وهران الذي كان بطلها الابن المذلل لعمي تبون…..
وفي واقعة ليست بالغريبة على السجل الفضائحي لنظام الكابرانات، قرر رئيس أكبر حزب سياسي معارض تقديم استقالته تعبيرا عن تدمره وغبنه من نظام ارعن استبدادي شهدت في عهده البلاد أسوأ مرحلة على الاطلاق مند استقلال البلاد 1962…
ففي رسالة وجهها إلى أعضاء الحزب وكل الجزائريين، قال رئيس أكبر حزب سياسي معارض سفيان جيلالي: “لقد كان لي شرف المساهمة في تأسيس حزب جيل جديد ثم قيادته، لكن حان الوقت اليوم، في هذه المرحلة من التزامي، لأن أكرس مزيدا من الجهد لمعركة الأفكار وأفسح المجال لبروز قيادة جديدة للحزب”.
وشدد رئيس جيل جديد على أنّ النظام القائم لم يقبل أن تكون الأحزاب السياسية فاعلة ومستقلة، بل حوّلها إلى مجرد ديكور في واجهة سياسية شكلية. واتهم السلطة بالسعي إلى التضييق على الحريات وإغلاق المجال أمام المعارضة، في وقت كان يفترض أن تكون التعددية السياسية أداة لتسيير مجتمع حديث. وأشار إلى أن هذا النهج أفسد كذلك المجتمع المدني، والنقابات، ووسائل الإعلام، وحوّلها إلى أدوات خاضعة، فيما احتكر الجهاز التنفيذي جميع المؤسسات ومنح لنفسه سلطات بلا حدود، حتى متجاوزًا القواعد الدستورية.
وتوقف جيلالي عند وضع العدالة، معتبرًا أنها تحولت إلى ذراع لقمع الاعتراضات وملاحقة من يفضح الفساد أو يطالب بحقوقه، بينما استفحل الفساد ليصبح عامًا وقويًا. وأضاف أن الحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور معلقة فعليًا، في ظل واقع يشبه حالة استثناء دائمة. ووصف هذا الوضع بأنه ليس مجرد فشل للحكام وحدهم، بل فشل هيكلي لبنية التنظيم السياسي في الجزائر كلها.
وفي تحليله للأوضاع المستقبلية، أكد أن الجزائر مقبلة على تحديات متزامنة ذات طابع جيوسياسي وأمني ودبلوماسي واقتصادي واجتماعي، ما يفرض إعادة بناء الثقة بين السلطة والشعب وبين القادة أنفسهم. وشدد على أن البلاد بحاجة إلى نظام حكم شرعي وفعّال، قادر على إنهاء الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات، والإفراج عن المعتقلين الذين وصفهم بالمظلومين، وفتح المجال السياسي بشكل حقيقي، مع إطلاق اقتصاد إنتاجي يضع حدًا للتبعية والريع، وحذّر من أنّ المجتمع الجزائري يتعرض للتفكك بفعل آفات اجتماعية مثل المخدرات والعنف والفساد والحرقة، ما يضعف التماسك ويهدد مستقبل الدولة.
ويعد الدكتور سُفيان جِيلالي رجل سياسي جزائري وأحد رموز المعارضة السيّاسية في الجزائر، ولد في 16 شتنبر 1958 بالبليدة، رئيس لحزب جيل جديد منذ 2011، حاصل على شهادة الدكتوراه درجة ثالثة والتي حصل عليها بدرجة «امتياز خاص» سنة 1985 من جامعة (جوسيو بباريس) كما نال شهادة دكتوراه دولة بالتعاون مع معهد باستور في باريس سنة 1988…
وأمام التخبط الذي يعيشه النظام الجزائري إزاء انشقاقات الجنرالات واستقالات اطر حزبية وازنة، وارتباطا بما يجري من تصدع داخل بيت قصر المرادية، فان ايام هذا النظام العسكري المتجبر في الارض والمتسلط على رقاب الجزائريين والجزائريات العزل، أصبحت معدودة، واكيد ان النظام المستبد في بلاد العالم الاخر في طريق الانهيار، كما انهار قبله النظام العسكري للديكتاتور بينوتشي في شيلي وانهيار النظام العسكري المجرم في سوريا…