جنون نظام العسكر الجزائري بعد تجاهل “البيت الابيض” وإقصاء الجزائر في مفاوضات إنهاء الحرب ضد غزة وإرساء السلام في المنطقة

جنون نظام العسكر الجزائري بعد تجاهل “البيت الابيض” وإقصاء الجزائر في مفاوضات إنهاء الحرب ضد غزة وإرساء السلام في المنطقة

عبدالقادر كتـــرة

استوقفني منشور لأحد الفسبوكيين حول موضوع إيقاف حرب الإبادة ضد أهالينا في غزة والتي باشرتها إسرائيل الصهيونية، منذ أكثر من سنتين، وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف الجرحى والنازحين، حروبا من القصف الوحشي الصهيوني.

وجاء في هذا المنشور الذي أشار إلى موضوع تجاهل “دونالد ترامب” رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بصفة مهينة ومذلة نظام الجزائر وممثله في هيئة جمعية الأمم المتحدة الذي ملأها صراخا وصياحا ونباحا ونهيقا ونعيقا وجعجعة بدون طحين، رافعا شعارات لم تفد غذة في شيء اللهم كلاما في كلام للايتهلاك الداخلي لبردعة قطيع الحظيرة، جاء في المنشور بصيغة التهكم والسخرية :

“تبون غاضب بعد تجاهل الدبلوماسية الجزائرية التي كان لها الدور الكبير في انهاء الحرب ضد غزة و السلام بين حماس و اسرائيل لولا شجاعة الدبلوماسية الجزائرية وعلى رأسها بن جامع الأسد القوي لما حل السلام بين الطرفين

فوز الفنزويلية “ماريا كورينا ماتشادو” بجائزة نوبل للسلام”.

هذا الحدث العالمي بعثر أوراق وبدد أحلام الدبلوماسية الجزائرية التي طالما طبلت وغيطت ورقصت لوحدها وعلقت أويمة لممثلها بنحامع وطالبت بمنحه جائز نوبل للسلام نظير صراخه وصياحه وجعجعته… ولو علم الرئيس الفنيزويلي”مادورو” صديق الجزائر الرئيس الفنزويلي بأن ماري هي التي فازت بالجائزة لسجنها على أمل منحها لمنثل الجزائر”.

جن جنون النظام العسكري الجزائري الخبيث بعد الوصول إلى إنهاء الحرب في غزة وتوقيع اتفاقية الهدنة تحت رعاية “دونالد ترامب ” رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمساهمة عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية الفاعلة ذات مواقف دولية مؤثرة، فيما تم تجاهل وتهميش النظام العسكري الجزائري الذي لا طالما طبل وغيط ورفع شعارات خاوية كجذوع النخل لا تسمن ولا تغني من جوع اللهم رفع الصراخ والصياح دون تقديم دعما ملموسا على غرار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ” وقضية فلسطين خليوها عليا” و”قضية فلسطين قضيتي”و…و..

الدول التي ساهمت في جهود وقف الحرب بغزة تحت الرعاية الأمريكية، من الدول العربية والإسلامية الفاعلة مصر التي تعتبر لاعبا أساسيا في الوساطات بسبب حدودها مع غزة وتاريخها في الوساط، ثم دولة قطر بحكم أنها ممولة رئيسية ومحورية في المفاوضات مع حماس،

والمملكة العربية السعودية نظرا لنفوذها السياسي والمالي جعلها طرفاً مهماً والإمارات العربية المتحدة نظرا لدورها الدبلوماسي والمالي المؤثرين.

وصدمة قوية جاءت من خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الذي قال: “إن أهالي قطاع غزة خاضوا حربا لم يشهد لها العالم مثيلا، وتصدوا لطغيان إسرائيل، وبطش جيشها ومجازره، والعالم وقف مذهولا أمام ما قدمه أهالي قطاع غزة من تضحيات وثبات وصبر.

وأضاف، أننا نتقدم بالتقدير العميق للإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، و نعلن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بغزة والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، وسيتم إطلاق سراح 250 من الأسرى ممن حكم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة”.

أما على رأس الدول الدولة الولايات المتحدة بحكم أنها الوسيط الرئيسي عبر وكالة CIA والديبلوماسية الأمريكية، ثم فرنسا نظرا لجهودها الدبلوماسية الأوروبية الموازية·

لقد تم تهميش بل تجاهل الجزائر لعدة أسباب منطقية وعقلانية وواقعية، أولها العوامل الجيوسياسية التمثلة في علاقاتها المتوترة مع بعض الأطراف إذ تاريخ من الخلافات مع المغرب ومصر يحد من فعاليتها

الموقع الجغرافي للجزائر المتمثل في بعدها النسبي عن منطقة الصراع مقارنة بمصر، إضافة إلى التحالفات الإقليمية حيث الجزائر ليست جزءاً من تحالفات إقليمية مؤثرة حالياً.

وهناك عوامل سياسية حيث إن الجزائر تتبنى موقفاً صارماً مع فلسطين قد لا يتوافق مع “الواقعية السياسية” التي تفرضها الوساطات، وعدم الاعتراف بإسرائيل يحد من قدرتها على الوساطة المباشرة.

قد يتساءل المرء إن كان التهميش والتجاهل مقصودين، والجواب “نعم”، إذ رغبة الولايات المتحدة في التعامل مع أطراف “مرنة” سياسياً، وتحييد تأثير القوى التي قد تعقد المفاوضات بمواقفها المبدئية، وهيمنة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-الخليجي على مسار المفاوضات

التهميش الجزائري فرضته طبيعة النظام الإقليمي الحالي الذي يفضل الأطراف “البراغماتية” على تلك المتمسكة بالمواقف “المبدئية” المتصلبة والشعارات الفارغة بدون جدوى.

وصف موقع موالي للبوليساريو تجاهل الجزائر وإقصائها من قضية الحرب على غزة ب “مأساة النظام الجزائري” بعد أن قررت أمريكا إقصاء قصر المرادية من المفاوضات عن مستقبل غزة، وأضاف أن “منتهى القهر أن يقبل جميع العرب بالقرار وأن لا يحتج أحد على الفيتو الأمريكي… !!”.

واعتبر “الطعنة القاتلة” أن حركة “حماس” قبلت بالشرط و اعتبرته لا حدث…، مما جعل السياسيين الجزائريين يُعبرون عن غضبهم من الإقصاء باتهام مصر والعربية السعودية و الإمارات العربية…، بأنهم من يقف وراء منعها من حضورالمفاوضات.

وأشار الموقع اللوليساري إلى أن النشطاء الجزائريين و العارفين بالشأن الأمريكي…، يوضحون بأن “السبب وراء إقصاء الجزائر هو توفر معلومات استخباراتية لدى الأمريكيين تؤكد بأن إيران تستعمل الجزائر لاختراق الموقف العربي و إجهاض أي مشروع سلام في غزة”.

كما أن الصحف الفرنسية تحدثت عن غضب الرئيس الأمريكي من النظام الجزائري بسبب تصريحات السفير الجزائري في لبنان “كمال بوشامة” و ما تلفظ به من ضد الرئيس الأمريكي، الذي اعتبر تلك الإهانة كلاما رسميا صادرا عن النظام الجزائري مادام قصر المرادية لم ينشر بيانا يعتذر فيه رسميا.

ويرى الموقع البوليساري أن مفاوضات السلام لأجل غزة كانت المنفذ الوحيد المتبقي لقصر المرادية لتسجيل حضور دبلوماسي تحت شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، و البطاقة الأخيرة كي يحقق النظام الجزائري إنزالا سياسيا يصلح للدعاية الداخلية، لأن الشارع الجزائري بدأ فعلا في التحرك على وسائل التواصل، رغم أن الرئيس “عبد المجيد تبون” خلال لقائه مع المتعاملين الاقتصاديين لتعزيز نتائج الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية…، قال في كلمته: “أن الجزائر لها جيش قوي” وهو ما اعتبر إعلاميا تهديدا مباشر لجيل Z 213، الذي كشف عن مطالبه بإصلاح النقل والتعليم والصحة ومحاربة العصابة وتقليص سلط الجيش، وختم الرئيس الجزائري كلمته بأن الجزائر لها أعداء كثر، و هذا أمر متفق بشأنه، والسبب فيه هي السياسة الصدامية مع الجيران للرئيس “تبون” و من خلفه قائد الجيش “سعيد شنقريحة”.

وختم الموقع تحليله بموضوعية :”الاستبعاد الأمريكي للنظام الجزائري، يؤكد أيضا أن الدبلوماسية الجزائرية أصبحت عاجزة عن إصلاح صورة الجزائر خارجيا؛ ففرنسا التي قبل رئيسها “ماكرون” استقالة الحكومة أصر على الاحتفاظ بوزير الخارجية “برونو روتايو” نكاية في النظام الجزائري، و الإتحاد الأوروبي قرر الدفع بالمفوضية الأوروبية لتوقيع اتفاق فلاحي جديد مع الرباط يشمل الصحراء المغربية نكاية في الجزائر و تمجيدا للنجاح الدبلوماسي للمغرب، وأمريكا قررت دعم الشركات والاستثمارات في الصحراء المغربية كرد فعل على الملتمس الجزائري، الذي تم توجيهه لمجلس الأمن للتقليل من شأن الضغط الأمريكي الرامي إلى إنهاء الملف وتغيير طبيعة بعثة المينورسو، وحتى الأمين العام “أنطونيو غوتيريش” رد برفع تقريره أمام مجلس الأمن و قال فيه أن البعثة الأممية لم تعد قادرة على أداء مهامها بسبب ضعف التمويلات، مما يعزز التوجه الأمريكي – المغربي لتغيير مهمتها، وجعلها بعثة سياسية لتنزيل مقترح “الحكم الذاتي” أكثر منها عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *