ماذا بعد انقلاب ال ” تبون ” في مواقفه؟؟

مروان زنيبر
تلقى كما هو معلوم الرئيس كذبون مساء يوم الاثنين تهنئة العيد من الرئيس الفرنسي ماكرون، وأعرب هذا الأخير عن تمنياته للرئيس – المغبون – بالتوفيق والازدهار بمناسبة عيد الفطر المبارك، وحسب بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية فقد تحدث الطرفان بشكل مطول وصريح وودّي بشأن وضع العلاقات الثنائية والتوترات التي تراكمت في الأشهر الأخيرة.
وفي سياق ذي صلة “اتفق الطرفان على أن متانة الروابط – ولاسيما الروابط الإنسانية- التي تجمع الجزائر وفرنسا، والمصالح الاستراتيجية والأمنية للبلدين، وكذا التحديات والأزمات التي تواجه كل من أوروبا وإفريقيا، ملتزمين تمام الالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. كما اتفقا على العمل سويا بشكل وثيق وبروح الصداقة هذه، بغية إضفاء طموح جديد على هذه العلاقة الثنائية بما يكفل التعامل مع مختلف جوانبها ويسمح لها بتحقيق النجاعة والنتائج المنتظرة منها”.
وخلال هذا الاتصال الهاتفي، “تم التأكيد كذلك على أهمية التعاون القضائي بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على استئناف التبادل والتعاون في هذا المجال ووافقا على تجسيد الزيارة المرتقبة لوزير العدل الفرنسي، السيد جيرالد دارمانان، يوم 6 ابريل إلى الجزائر”.
وفي نفس السياق، دعا ماكرون الرئيس المزور إلى القيام بلفتة صفح وإنسانية تجاه السيد بوعلام صنصال، نظرا لسن الكاتب وحالته الصحية”.
الغريب في امر تهنئة ماكرون بمناسبة عيد الفطر، انها تحولت بقدرة قادر الى انبطاح كلي للرئيس كذبون، وتبين بالملموس انقلابه في مواقف كان قد تشبث فيها من خلال خرجاته البهلوانية التي لا تليق بالمرة بمستوى رئيس دولة…
وللتذكير فقط، فالرئيس المزور، كان الى وقت قريب يهاجم قصر الاليزي بكل ما اوتي من قوة ، ويكفي انه حمل المسؤولية كاملة لفرنسا التاريخية والأخلاقية والقانونية في القضاء على النفايات المشعة، في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966، ووجه في ذات الوقت اتهامات خطيرة للوجود الاستيطاني الاستعماري بمقاومات – حسب قوله – لم تهدأ منذ أن تداعت إليها جحافل الغزاة المعتدين الفرنسيين، مقاومة تلو المقاومة”. بل وندد بتاريخ 02 فبراير 2025، في مقابلة أجرتها معه صحيفة لوبينيون الفرنسية بـ ” مناخ ضار” بين الجزائر و فرنسا، قائلا بالحرف، نحن نضيع الوقت مع الرئيس ماكرون”
من جهتها كانت قد وصفت وزارة خارجية التبون ، في بيان لها ، الزيارة التي قام بها عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية إلى الصحراء المغربية بـ”الأمر الخطير للغاية”، والتي تستدعي “الشجب والإدانة على أكثر من صعيد”، كونها تنم عن “استخفاف سافر بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي”
للإشارة ، فقد سربت مجلة ” ماريان ” الفرنسية، ما خفي في تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جمعت ماكرون بالرئيس كذبون، من قبيل سلسلة من التنازلات قدمها تبون في محاولة لاحتواء تداعيات المواقف الفرنسية الأخيرة، لا سيما ما يتعلق بالتخفيف من حدة اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه، داخل الأوساط الرسمية الجزائرية، وكذا سحب اللائحة التي منعت 800 مسؤول جزائري من دخول الأراضي الفرنسية بالإضافة الى مساومة إطلاق صنصال مقابل الضغط على بعض المعارضين أمثال هشام عبود ورئيس جمهورية القبايل في المنفى فرحات مهني….
ويبقى اللغز الذي حير كبار كهنة قصر المرادية وعلى رأسها كبيرهم ال ” تبون” هو انه في نفس الوقت التي كانت تجري فيه المفاوضات – المعلومة – على الهواتف، بين ماما فرنسا واحفادها، كان مقر مجلس النواب مسرحا، استقبل فيه مجلس الشيوخ الفرنسي، وفدًا هاما برئاسة فخامة رئيس جمهورية القبائل السيد فرحات مهني.
وتمت خلاله مناقشة الوضع السياسي والأمني والإنساني في منطقة القبائل، حيث تم تسليط الضوء على معاناة الشعب القبائلي تحت الاحتلال، فضلاً عن قضايا حقوق الإنسان والمطالبة بالاعتراف بحقوق الشعب القبائلي. كما تم تناول مواضيع أخرى متعلقة بمستقبل المنطقة، بما في ذلك أهمية دعم المجتمع الدولي في مواجهة التحديات التي تواجهها القبائل في ظل الظروف الحالية.