فرحة عارمة في بلاد العالم الآخر بسبب إدخال جهاز TPE

فرحة عارمة في بلاد العالم الآخر بسبب إدخال جهاز TPE

بدر سنوسي

لا حديث في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، سوى عن الخبر الذي تناولته جريدة لوموند الفرنسية، بأسلوب ساخر يتحدث عن الاكتشاف الباهر لعصابة الشر، المتعلق باستخدامهم البطاقة البنكية لأول مرة في المصارفات، واعتبرت ان هذا الحدث بمثابة حدث استثنائي يستحق التغطية الإعلامية المكثفة.

ووفقا لمجمع المصالح الاقتصادية النقدية، في عام 2023، استُخدمت البطاقات المصرفية في البلاد فقط للسحب من أجهزة الصراف الآلي، فبالنسبة لمعظم الجزائريين، كانت تستخدم البطاقات غرضا واحدا وهو الحصول على النقد، أما استخدامها في المتاجر أو للتسوق عبر الإنترنت، (TPE) فلا يزال مفهوما غريبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مشهداً أثار الجدل في الجزائر، (لأول مرة يتم استخدام جهاز TPE) حيث تم تصوير مسؤول في مجلس الأمة إلى جانب والي منتدب في مدينة بريكة، أثناء استخدامه بطاقة مصرفية لدفع ثمن مشترياته، في موقف بدا غير مألوف لمرافقيه الذين أظهروا اندهاشهم، وسط ضحكات وتعليقات ساخرة.

وصورت صحيفة لوموند المشهد، الذي ربما يُعدّ أمراً بديهياً في دول أخرى، بدا وكأنه لقطة فكاهية مستوحاة من البرامج الرمضانية الساخرة، من خلال ” الكاميرا الخفية ” في إشارة واضحة إلى الفجوة الرقمية التي لا تزال تعاني منها الجزائر مقارنة بالعالم المتقدم، حيث أصبحت المدفوعات عبر الهواتف المحمولة أمراً اعتيادياً.

كما تطرقت الصحيفة إلى التحديات التي تواجه الجزائريين بسبب استمرار الاعتماد الكبير على السيولة النقدية، خلال شهر رمضان – في إشارة واضحة للطوابير- التي طالت أجهزة الصراف الآلي، حيث تكثر عمليات سحب النقود، مما يؤدي إلى ازدحام أمام أجهزة الصراف الآلي التي غالبًا ما تفتقر إلى الأوراق النقدية، خاصة مع إغلاق البنوك أبوابها مبكرًا …

وختمت “لوموند” المقال، بالإشارة إلى تبجج الإعلان الرسمي عن أول معاملة إلكترونية في الجزائر، والذي أثار موجة واسعة من التفاعل والسخرية على السواء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن الحدث الذي حظي بتغطية إعلامية رسمية مكثفة لم يكن سوى تأكيد إضافي على تأخر بلاد القوة الضاربة الإقليمية والقوة الثالثة عالميا، في تبني الحلول الرقمية مقارنة ببقية العالم، في انتظار الحدث العظيم الذي ستعرفه بلاد عمي تبون بإدخال عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول، حتى تكتمل الباهية… !!

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *