الجزائر: اتهام الكاتب الفرنسي الجزائري “صنصال” بـ”التخابر مع أطراف أجنبية” بدل “الخبرة في الفكر الحر”

عبدالقادر كتـــرة
يواجه الكاتب الجزائري-الفرنسي البالغ 75 عامًا، الذي تم اعتقاله في 16 نونبر الماضي، تهمة جديدة بعد استجوابه أمام قاضي محكمة دار البيضاء بالجزائر العاصمة، حسب مقال لجريدة “لوفيغارو” الفرنسية.
محنة “بوعلام صنصال” الكاتب الجزائري-الفرنسي المصاب بالسرطان، الذي اعتُقل في نوفمبر الماضي بموجب المادة 87 مكرر من القانون الجزائي الجزائري التي تجرّم “أي فعل يهدد أمن الدولة” أو “وحدة التراب الوطني”، (هذه المحنة) تزداد وتتفاقم حيث يُواجه الآن تهمة جديدة هي “التخابر مع أطراف أجنبية”، وفقًا لمعلومات نشرها موقع “TSA” الجزائري (موقع “كل شيء عن الجزائر Tout Sur L’Algérie”).
وأكد أحد المقربين منه لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية: “نعم، يبدو الأمر مؤكدًا”. وقد مثل صنصال صباح الخميس 13 مارس أمام قاضي المحكمة الرابعة في دار البيضاء بالجزائر العاصمة.
من جانبه، استنكر محاميه “فرانسوا زيمراي” التهمة قائلًا: “لماذا لا يتهمونه أيضًا بالتخابر المطلق؟ فهذا هو جوهر الأمر، فكر حر يزعج السلطة بحريته نفسها”، حسب الجريدة.
ووصف السفير الفرنسي السابق لحقوق الإنسان الاتهام بأنه “افتراء بلا أساس قانوني” و”ملاحقة جبانة وقاسية”.
ووفقًا لجريدة “النهار” الجزائرية، فإن “صنصال” قد قدم “معلومات واستخبارات حساسة ذات طابع أمني واقتصادي لسفير فرنسا في الجزائر” في السابق “كزافييه درينكور”، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه ذكر اسم الدبلوماسي خلال مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية في فبراير الماضي، في خضم أزمة دبلوماسية مع وزارة الداخلية الفرنسية حول ترحيل الجزائريين من فرنسا.
واتهم تبون وقتها قائلًا: “هذه قضية مريبة تهدف إلى التحريض ضد الجزائر. “بوعلام صنصال” تناول العشاء مع “كزافييه درينكور” قبل مغادرته الجزائر، والأخير مرتبط ب”برونو ريتايو” الذي كان من المقرر أن يلتقيه بعد عودته”. وأضاف الرئيس الجزائري أن قضية صنصال “لم تُكشف كل أسرارها بعد”.
يُذكر أن الكاتب الجزائري-الفرنسي، الناقد القديم للنظام الجزائري والمدافع عن مكافحة الإسلاموية، لا يزال محتجزًا في غرفة بسجن مستشفى مصطفى بالجزائر العاصمة، حيث يتلقى علاجًا من مرض السرطان، بعد أن رفضت غرفة الاتهام بمحكمة الاستئناف الجزائرية في منتصف دجنبر طلب الإفراج عنه.
وتتهمه السلطات الجزائرية بتصريحات أدلى بها لوسيلة إعلام فرنسية تدعى “فرونتير” حول قضية الصحراء الغربية، التي اعترفت باريس بسيادة المغرب عليها.