النظام الجزائري يمدح الكاتب الفرنكوجزائري “ياسمينة خضرا” الذي سبّ الجزائريين ووصفهم ب”قطيع قردة يتبع قائده”

في خرجة غريبة وتافهة وغبية، تحامل وزير الاتصال محمد مزيان الجزائري المهرج، كما هي العادة الجزائرية، في ندوة صحفية على المغرب باتهامه بتشويه صورة الجزائر المشوهة من قبلهم بخرجاتهم التافهة والغبية وهرطقاتهم المضحكة وسقطاتهم الصبيانية التي صارت نكت ومستملحات وحديث المقاهي الساخر والشبكات التواصل الاجتماعي وحتى القنوات الدولية.. وقال وزير الاتصال الجزائري صاحب مقولة إن 9000 صحافي في العالم مجندين لتشويه صورة الجزائر أي بمعدل 45 صحافي من كل دولة من دول العالم 194، مكلفين بهذا “اللعبة” الغبية لتتبع أخبار هذا البلد النكرة الذي لا أحد يعرف أين يقع، قال هذا الوزير: “الحملة التي تعرض لها “ياسمينة خضرا” أكبر دليل على الإعلام الموجه ضد الجزائر” …وقال عنه: “ويبقى ياسمينة خضرا ابن الجزائر البار، العالم يعترف بعبقريته وقيمة قلمه، فيعلنون عليه الحرب دون سابق إنذار وخاصة من صحيفتين…السبب هو أنه جزائري متميز، ربما ينير لنا الطريق، عليكم أن تلتفوا أنتم قادة الرأي…”.
من جهة أخرى، هنّأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، هذا الروائي والكاتب الفرنسي-الجزائري “محمد مولسهول” المدعو “ياسمينة خضرا” (الذي كان إلى وقت قريب “عدوا” للجزائر)، بعد الفوز العالمي الذي حققه في إسبانيا.
وقال “تبون” في منشور له عبر صفحته على الفايسبوك: “إلى إبن الجزائر البارّ محمد مولسهول، المدعو ياسمينة خضرا.. أبارك لكم هذا الفوز العالمي، الذي تحصّلتم عليه من قبل الدولة الصديقة إسبانيا. والذي أبرز مرة أخرى، قدراتكم العالية في مجال الرواية.. ألف مبروك للثقافة الجزائرية وتمنياتي لكم بمزيد من التألق”.
ويأتي هذا الموقف الجديد تجاه هذا الكاتب الروائي الفرنكوجزائري “ياسمينة خضرا” الذي استعار اسم زوجته للكتابة خوفا من النظام العسكري الجزائري إبان حكم الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، هذا الروائي الجزائري “الخائن سابقا الوطني حاليا”، للتغطية على اعتقال الكاتب الفرنكوجزائري “بوعلام صنصال” الذي يقبع في سجون الجزائر بسبب آرائه والذي تسبب في فضيحة نتج عنها توتر في العلاقات الفرنسة الجزائرية وحتى الأوروبية وإدانات دولية للوضع حقوق الإنسان وخرقها في الجزائر.
في كتابه الذي صدر في 2014، “محمد مولسهول”، المعروف ب”ياسمينة خضرا”، والذي يحمل عنوان “ماذا ينتظر القردة؟”، في وصفه لفئة من الجزائريين، على أنهم سبب تدهور الجزائر والحالة السياسية التي تتخبّط فيها البلاد.
وأطلق “ياسمينة خضرا” جملة من الشتائم والأوصاف القبيحة ضد أبناء الجزائر في روايته التي صدرت عن دار النشر الفرنسية “جوليارد”، والتي عنونها بـ”ماذا ينتظر القردة ؟”، وهو السؤال الذي يشمل فئة من الجزائريين، الذين يرى بأنهم لم يتمكنوا من إحداث التغيير في بلدهم، وأنهم مثل قطيع القردة الذي يتبع قائده من دون أي استفسارات.
وتمحورت الرواية حول كفاح محافظة شرطة، تحاول إيجاد الجاني في جريمة قتل، وهو رجل خفاء لم يتمكن الجميع من الإيقاع به، وهو الأمر الذي يُلمّح من خلاله الكاتب إلى أن الجزائريين حمقى ولا يمكنهم فك قيودهم من طرف أصحاب المال والسلطة.
روايته هاته، جرت على الروائي “ياسمينة خضرا” موجة من الانتقادات وهجومات لاذعة حد تخوينه وصهينته وعمالته لفرنسا، وقال الكاتب الجزائري السعيد بوطاجين: “إن الخرجة التي أطل بها ياسمينة خضرا، هي حماقة وإساءة لـ39 مليون جزائري، مؤكدا أن هذا الأمر غير مقبول إطلاقا، وعلى القرّاء أن يتحمّلوا مسؤولياتهم ويردّوا عليه ردّا صارما بمقاطعة مؤلفاته وأعماله، مشيرا إلى أن وصف الشعب الجزائري بالقردة هو فكر استعماري لا يمكن قبوله ولا السكوت عنه”.
وأضاف بوطاجين، أن ياسمينة خضرة معروف عنه عمالته لليهود من خلال أعماله السابقة التي غلّب فيها الكفة لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين في أكثر من منشور، وهو ما يؤكد حسب بوطاجين، خدمته لأطراف يهودية وفرنسية بحتة ضد موطنه وأبناء جلدته، موضحا أن خضرة يكتب للفرنسيين واليهود، طمعا في الشهرة والحصول على الجوائز فقط، مستغلا في ذلك الصحافة الفرنسية التي ربط بها علاقات كثيرة من أجل أن يسطع نجمه في سماء فرنسا.
وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك بإطلاق دعوات لإحراق كتبه احتجاجًا على ما وُصف بـ”التهجّم” عليهم، في يونيو 2024، بسبب تصريحاته حول الهوية الوطنية الجزائرية وأمازيغ منطقة “القبائل”، في مقابلة مع إذاعة تونسية خاصة. ومما ورد فيه أنه “يرفض صراعًا في الجزائر يقوم على عناصر الهوية من خلال استعمال أنا قبائلي. وأنه يرفض التوقيع لقارئ يقول إنه قبائلي”.
ومنطقة القبائل الجزائرية تنتشر بها اللغة والثقافة الأمازيغيتان، وعاشت العديد من الأحداث السياسية الساخنة منذ استقلال الجزائر إلى غاية الآن.
وأكد صاحب رواية “فضل الليل على النهار” أنه خلال عملية بيع كتبه، يرفض التوقيع على أعماله لقرّائه الذين يقدمون أنفسهم على أنهم “قبائليون”.
ويقول الكاتب إنه عندما يلاحظ أن القارئ يحمل اسم شمال أفريقيا، فإنه يعتاد على السؤال من أين أتى، الجزائر أو المغرب أو تونس؟ “إذا قال أنا جزائري، أوقّع، وإذا قال أنا قبائلي، فأنا لا أوقع”.
وأثارت تصريحات الكاتب ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين أثنى البعض على تمسكه بالوحدة الوطنية، إلا أن الحقيقة تظل في عدم تعبيره عن أفكاره بشكل جيد، كما لم يفهم فريق آخر كيف يمكن للمرء أن يرفض التوقيع على عمل شخص ما لمجرد أنه ذكر هويته أو منطقته الأصلية.
وفي مواجهة هذا الجدل، قدّم الروائي “ياسمينة خضرا” تفسيرات لتصريحاته التي انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل، وكتب مقالًا نشره على صفحته على “فيسبوك”، قال فيه: “لطالما مدحت وغنّيت ومجّدت منطقة القبائل.
وتشهد على ذلك المكانة اللامتناهية التي تحتلها القبائل في رواياتي وتصريحاتي”.
وأوضح أن الفيديو لا يهاجم أهل القبائل بأي شكل من الأشكال. بل يتحدث عن بعض مواطنينا الذين، في فرنسا، يقدمون أنفسهم كفرنسيين – أمازيغ، وليس كفرنسيين – جزائريين.
“هذا السلوك أثار استيائي، ورددت عليه في هذا الفيديو”.
وأضاف: “كما استنكرت أولئك الذين، عند سؤالهم عن بلدهم الأصلي، يجيبون “أنا قبائلي”، وكأنّ قول “أنا جزائري” شيء مخجل.
وأردف، “لم أرَ أي سبب لهؤلاء الأشخاص لإنكار وطنهم؛ والأسوأ، تفضيل إضافة هويتهم العرقية إلى جلاد أسلافهم بدلًا من الدفاع عن جزائريتهم. هذا هو موضوع الفيديو، الموضوع الوحيد له”.