الكاتب صنصال يدخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على ضغط النظام العسكري لتغيير محاميه

عبدالقادر كتــرة
دخل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في إضراب عن الطعام، وتوقف عن تناول الطعام منذ يوم الاثنين18 فبرايرالجاري، حيث اتخذ هذا القرار “بسبب الضغوط التي مورست عليه لتغيير محاميه”، وفقًا لمحاميه الفرنسي “فرانسوا زيمراي” الذي لم يحصل على تأشيرة للذهاب إلى الجزائر لرؤية موكله.
الكاتب الفرانكو-جزائري بوعلام صنصال (العمر 80 سنة)، الذي سُجن في الجزائر منذ منتصف نونبر الماضي، بدأ يوم الاثنين إضرابًا عن الطعام، وفقًا لما أعلنه محاميه يوم الأحد 23 فبراير لوكالة “فرانس برس”، مشيرًا إلى أنه تلقى هذه المعلومات من مصدر قضائي.
وقال “فرانسوا زيمراي”، المحامي الفرنسي : “أنا قلق على صحته، كما على إمكانية إجراء محاكمة عادلة”، مؤكدًا معلومات نشرتها صحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية.
وأضاف المحامي أن بروتوكول العلاج الذي كان يتبعه بوعلام صانصال قد تم إيقافه.
وصرح محامي الكاتب المعتقل في سجون النظام العسكري الجزائري أنه لم يحصل على تأشيرة للذهاب إلى الجزائر لرؤية موكله الذي اتخذ هذا القرار “بسبب الضغوط التي مورست عليه لتغيير محاميه”.
وقال المحامي: “لا اعتدال في التعبير عن دفاعه، ولا التحفظ في مواجهة الحملة البشعة التي تعرضت لها في بعض وسائل الإعلام الجزائرية، ولا احترام الإطار القضائي لهذا البلد، يبدو أنها قد أُخذت بعين الاعتبار من قبل نظام يصر على رفض منحي التأشيرة دون سبب وجيه، مما يحرم بوعلام صانصال من الدفاع الذي يختاره”.
الكاتب الناقد للسلطة الجزائرية، مؤلف كتاب “قسم البرابرة” و”2084: نهاية العالم”، تم اعتقاله في مطار الجزائر العاصمة في 16 نونبر الماضي.
وهو يُحاكم بموجب المادة 87 مكرر من القانون الجزائي، التي تعاقب “كفعل إرهابي أو تخريبي أي فعل يهدف إلى المساس بأمن الدولة، أو وحدة أراضيها، أو استقرارها، أو سير مؤسساتها بشكل طبيعي”.
ووفقًا لصحيفة “لوموند”، فإن السلطات الجزائرية قد تكون قد أساءت فهم تصريحات السيد صنصال لوسيلة الإعلام الفرنسية “فرونتيرز”، التي توصف بأنها يمينية متطرفة، والتي تتبنى موقف المغرب القائل بأن أراضي الغربي الحزائري قد تم اقتطاعها من المغرب خلال الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
سجنه أثار احتجاجات العديد من المثقفين والكتاب، الذين يعتبرون أن التهم الموجهة إليه لا أساس لها. وقد نظم معهد العالم العربي ودار “غاليمار” الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي تجمعًا لدعم الكاتب الفرانكو-جزائري، الذي سُجن في الجزائر.
يذكر أن بوعلام صنصال هو كاتب معروف بانتقاده الشديد للسلطة الجزائرية، مما جعله هدفًا للسلطات. واعتقاله وإضرابه عن الطعام يسلطان الضوء على التوترات السياسية في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والمعارضة.
ومحاكمة صنصال بموجب المادة 87 مكرر من القانون الجزائي، التي تُستخدم غالبًا لقمع المعارضين السياسيين. وهي المادة التي تعتبر واسعة وغامضة، مما يسمح بتفسيرات مختلفة يمكن أن تستخدم ضد النشطاء والكتاب.
كما أن إضراب صنصال عن الطعام يسلط الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها السجناء السياسيون، خاصة عندما يتم حرمانهم من حقوقهم الأساسية مثل اختيار محاميهم أو الحصول على رعاية طبية مناسبة.
باختصار، قضية بوعلام صنصال تعكس التحديات التي يواجهها المعارضون السياسيون في الجزائر، وتسلط الضوء على أهمية حرية التعبير والحقوق الأساسية في أي نظام ديمقراطي.