منظمتان أمريكيتان تنددان بقمع النظام العسكري الجزائري وتدعوان لإطلاق سراح شاعر الحراك الشعبي وجميع معتقلي الرأي

عبدالقادر كتــرة
دعت “شبكة فنانون في خطر” (ARC) ومنظمة “القلم الأمريكية” (PEN America) إلى إطلاق سراح معتقل الرأي المعروف بشاعر الحراك الشعبي محمد تاجديت، وجميع معتقلي الرأي في الجزائر.
وأدانت المنظمتان، في بيان مشترك صدر في نيويورك، بشدة الحكم الصادر بحق محمد تاجاديت بالسجن خمس سنوات من قبل محكمة الرويبة في الجزائر، في 20 يناير 2025، بتهم تحريض الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، الإضرار بالمصلحة الوطنية، وإهانة سلطة دستورية.
واعتبر البيان ” أن الملاحقة القضائية ل”محمد تاجاديت”، على ما يبدو، بسبب تعبيره الفني والحر من خلال قصائده التي تنتقد سياسة الحكومة التي تعد انتهاكا واضحًا لحقوق الإنسان الأساسية وللالتزامات الجزائر الدستورية في حماية حرية التعبير”.
وقالت “جولي تريبو”، المديرة التنفيذية لمنظمة ARC: “غالبا ما تكون السلطات الجزائرية قد استهدفت الفنانين والكتاب والشعراء، خاصة في السنوات القليلة الماضية التي شهدت احتجاجات شعبية واسعة، حيث يعبرون غالبا عن الإحباطات المنتشرة”.
وأكدت على أن تجريم الفنانين لا يجدي نفعا أبدًا ويجب على الجزائر الإفراج عن محمد تجاديت فورا”.
وشددت على أن :الشعر ليس جريمة. ويجب على الكتاب والشعراء الاستمتاع بحرية التعبير عن أفكارهم من خلال أعمالهم الأدبية دون عواقب”.
من جهتها قالت “كارين كارلكار”، مديرة “فنانون في خطر” في منظمة PEN America”: “لا ينبغي لأي حكومة أن تسكت الأصوات الإبداعية أو تقيد تبادل الأفكار مثل هذه الأفعال تخلق تأثيرًا مفسدا يضعف أسس التعبير الحر ويضعف أعمدة الديمقراطية”.
وذكر البيان بأن شاعر الحراك الجزائري محمد تاجاديت، تم اعتقاله، في منزله في 16 يناير 2025، وظل رهن الاحتجاز حتى جلسة محاكمته، حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات بسبب شعره المتعلق بهاشتاغ “مانيش راضي #Manich_Radhi “(أنا لست راضياً)، الذي يتحدى تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وزيادة القيود على الحريات.
ويضيف البيان: “جذب محمد تاجاديت الانتباه العام خلال الحراك الشعبي عام 2019 بشعره، وهو شكل قوي من المقاومة السلمية ضد الظلم، مما أكسبه لقب “شاعر الحراك”.
في نونلر 2024، تم الإفراج عن تاجاديت من الاحتجاز بعد عفو رئاسي، بعد اعتقاله في 29 يناير 2024، ووضع في الحبس الاحتياطي وأحيل إلى المدعي العام والقاضي المحقق في الرويبة، بالجزائر العاصمة، دون محام. وقد وجهت إليه تهم “تمجيد الإرهاب” و”استخدام تقنيات الاتصال لدعم أعمال وأنشطة المنظمات الإرهابية ” بناءً على مقاطع الفيديو التي نشرها على “فيسبوك” و”تيك توك”، والتي انتقد فيها السلطات الجزائرية وعلق على القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وذكر البيان أنه “منذ بداية الحراك، تم استهداف “محمد تاجادیت” مرارا وتكرارًا من قبل السلطات الجزائرية.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، بين عامي 2019 و 2022، قد قامت السلطات بمحاكمة واحتجاز “محمد تاجاديت” في أربع قضايا مختلفة على الأقل، جميعها بسبب مشاركته في احتجاجات سلمية أو الممارسته حقه في حرية التعبير.
وختمت منظمة “فنانون في خطر” ومنظمة “القلم” الأمريكية بيانهما بدعوة السلطات الجزائرية إلى التخلي عن جميع التهم الجنائية ضد تاجاديت، وإنهاء ملاحقة الكتاب والفنانين بسبب تعبيرهم والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلي الرأي.
(منظمة “فنانون في خطر “(ARC) هي منظمة دولية تلتزم بتعزيز وتطوير حق الحرية الفنية على مستوى العالم. تأسست ARC في عام 2017، وتعمل على حماية الفنانين والعاملين في المجال الثقافي الذين يتعرضون للخطر بسبب تعبيرهم الإبداعي، والذي غالبا ما يكون مرتبطا بهوياتهم أو أدوارهم داخل مجتمعاتهم. من خلال توفير الموارد والدعم الحيوي، تساعد ARC الفنانين المعرضين للخطر على التغلب على التحديات مثل الاضطهاد والرقابة، والتهديدات، والعنف من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية – سواء كان ذلك بسبب تعبيرهم الفني أو التأثير الأوسع الذي يتركونه على القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وتقول منظمة “القلم ” الأمريكية PEN America إنها تقف عند الأوسع الذي يتركونه على القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
عن منظمة “القلم” الأمريكية
وتؤكد منظمة “القلم” الأمريكية PEN America إنها تقف عند تقاطع الأدب وحقوق الإنسان لحماية حرية التعبير في الولايات المتحدة وحول العالم. وأنها تدافع عن حرية الكتابة، معترفة بقوة الكلمة في تحويل العالم. و مهمتها هي توحيد الكتاب وحلفائهم للاحتفال بالتعبير الإبداعي والدفاع عن الحريات التي تجعل ذلك ممكنا).