امام اندهاش الجميع .. عصابة السوء تتحول بقدرة قادر من دعم البراميل المتفجرة الى حمل وديع…!!

سليم الهواري
في الوقت الذي تسارعت فيه الاحداث بعد سقوط النظام الدموي لبشار الأسد، بقي موقف النظام الارعن في بلاد العالم الآخر يترنح بين موقفه الثابت، الداعم للأسد طيلة 13 عاما، ومزاج كبار كهنة قصر المرادية ومعها المؤسسة العسكرية…وظلت تراقب التطورات السياسية في سوريا دون ان تعبر عن موقف واضح إزاء القيادة السورية الجديدة برئاسة احمد الشرع، بل لم تهنئ الشرع بصفته الرئيس السوري الذي سيقود الفترة الانتقالية، كما نقلت سفيرها في دمشق إلى بيروت، وبخلاف مجموعة من الدول العربية والإقليمية، يضاف إلى ذلك سبب آخر يرتبط بطبيعة العلاقة القوية التي كانت تجمع الجزائر بنظام الأسد.
وفي محاولة لتطويق التوتر مع السلطات الجديدة في دمشق، ظهر جليا مدى ارتباك عصابة السوء، في كيفية التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا، بعدما كان الانتظار طويلا، (شهرين كاملين) لتتحرك العصابة أخيرا، وتقرر ارسال احمد عطاف – المدلول – الى مطار دمشق مطأطأ الراس في مشهد مؤثر يدعو الى الشفقة….
هذا وحضي بعد ذلك موفد عصابة الشر، باستقبال من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، بصفته مبعوثًا خاصًا للرئيس المزور كذبون، ليخرج هذا الاخير بتصريح ملؤه النفاق والشقاق خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ويقول فيه دون خجل: “إن الجزائر مستعدة لتطوير تعاونها الثنائي مع سوريا، لا سيما في ميادين الطاقة والتعاون التجاري والاستثمار والتعمير وكل الميادين التي يمكن أن تكون لبنة من لبنات بناء صرح التعاون الجزائري-السوري”.
ويعزو مراقبون زيارة احمد عطاف في هذا الوقت بالذات، كونها جاءت متزامنة مع المشهد الدولي الذي فرض الامر الواقع بالاعتراف بأحمد الشرع رئيسا فعليا لسوريا، وانفتاح دول العالم – بما فيها الدول المتقدمة- على السلطات الجديدة في سوريا، ولم يبق سوى دول ديكتاتورية مستبدة تراقب الوضع عن كثب في سوريا، من قبيل الجزائر وولاية تونس..
يذكر انه بالرغم من تودد النظام المتعفن، من التقرب الى الثوار الاحرار لسوريا، فلا زالت مواقف العصابة راسخة في اذهان السوريين، سيما بعدما ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع لمقاتلين سوريين يتوعدون النظام الجزائري بالزحف عليه بعد طي صفحة نظام الأسد، ووصفوه بـ” الدكتاتور” الداعم للأسد طيلة 13 عاما، وهددوا باستهداف السفارة الجزائرية في دمشق كانتقام من الموقف الرسمي الجزائري.
وما اثار انتباه المتتبعين في نفاق دولة – لا هوية لها – ان الخارجية الجزائرية اكدت عقب اتصال بين مسؤولها الأول أحمد عطاف ونظيره السوري بسام الصباغ في الثالث من دجنبر 2024، أي قبل أيام من سقوط نظام الأسد، “موقف الجزائر الثابت وتضامنها المطلق مع سوريا دولة وشعباً في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذلك أمنها واستقرارها”.
للإشارة فقط ، فقد أصبحت زيارة عطاف الكسول مادة إعلامية في السخرية لكبريات المواقع والصحف العالمية، التي تساءلت عن الوجه الذي قابل فيه عطاف – زاويش العصابة – الرئيس احمد الشرع، وهو الذي وصفته عصابته بالأمس القريب بالإرهابي… وكان الموقف الرسمي الجزائري حول تطورات الوضع في سوريا قد تباين بين دعمه لنظام الأسد ووصف المسلحين بـ ”الإرهابيين” في بداية الأمر، قبل ان يتغير موقف العصابة الى دعوتها جميع السوريين إلى الحوار والتماسك والحفاظ على وحدة الأرض والشعب، عقب فرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا ووصول المعارضة إلى دمشق.
كما يوضح خبراء ومحللون، خبث نظام العسكر الجزائري، بحيث انه في الوقت الذي أعلنت فيه قيادات وزعماء الدول العربية خلال شهر نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا لدى جامعة الدول العربية، ودعت إثر ذلك إلى سحب جميع السفراء من دمشق، وفرضت بالإضافة إلى ذلك مجموعة من العقوبات الاقتصادية على النظام السوري، قررت الجزائر التحفظ على قرار تجميد العضوية ولم تسحب سفيرها من دمشق.
كما سبق وان عبرت الجزائر خلال احتضانها قمة جامعة الدولة العربية المنعقدة في الجزائر، عن دعمها المتجدد لعودة سوريا الى الجامعة، مما اثار العديد من إشارات الاستفهام عن حقيقة الأسباب الكامنة وراء ذلك….