سوء تدبير حدائق كلية الطب بوجدة : من الحديقة اليابانية إلى الحديقة البوتانيكية

شهدت كلية الطب و الصيدلة بجامعة محمد الأول في وجدة إنشاء عدد من المشاريع الخضراء التي كان يُنتظر أن تضفي لمسة جمالية على الفضاء الجامعي، وتوفر بيئة مريحة. غير أن هذه المشاريع التي رُصدت لها ميزانيات مهمة، أبرزها الحديقة اليابانية والحديقة البوتانيكية، أصبحت محل انتقادات واسعة بسبب سوء التدبير الذي رافق تنفيذها وصيانتها.
الحديقة اليابانية: من حلم بيئي إلى واقع مهمل
تم افتتاح الحديقة اليابانية كجزء من خطة لتحسين البيئة الجامعية، حيث وُعدت بتقديم تجربة فريدة تجمع بين التصميم التقليدي الياباني والأجواء الهادئة التي تساعد على الاسترخاء. غير أن الواقع اليوم يكشف عن إهمال واضح: النباتات التي كان يُفترض أن تكون جزءًا من المشهد الذاتي تدهورت بسبب غياب الرعاية المنتظمة، كما أن الممرات والأثاث الخارجي باتت في حالة تردٍّ بسبب انعدام الصيانة.
الحديقة البوتانيكية: استثمار كبير بمردود محدود
من جهة أخرى، الحديقة البوتانيكية التي كلّفت الكلية أكثر من عشرة ملايين سنتيم، لم تحقق الأهداف المرجوة منها. فرغم الميزانية الكبيرة التي تم تخصيصها لإنشائها، يعاني المشروع من غياب رؤية واضحة لإدارته. النباتات التي كان يُفترض أن تعكس تنوعًا نباتيًا غنيًا بدأت في الذبول بسبب غياب الاهتمام، وتحوّلت المساحات الخضراء إلى أماكن غير جذابة تُستخدم بشكل محدود.
غياب الصيانة والتدبير الفعّال
المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه الحدائق تتمثل في غياب خطط صيانة منتظمة وفعالة. لم يتم توفير فرق مختصة للعناية بالنباتات والقيام بأعمال النظافة والتجميل بشكل دوري، وهو ما أدى إلى تدهور حالتها بسرعة. كما أن غياب الرقابة والتقييم المستمر للمشاريع البيئية جعل هذه الاستثمارات الكبيرة تفقد قيمتها بشكل تدريجي.
تساؤلات مشروعة
يثير هذا الوضع تساؤلات حول كيفية تدبير الموارد المالية والبشرية المخصصة لهذه المشاريع. هل تم إجراء دراسات جدوى كافية قبل إطلاق هذه المشاريع؟ وهل هناك محاسبة للأطراف المسؤولة عن تدهور حالة هذه الحدائق؟
دعوة إلى التحرك
لإعادة الحياة لهذه المشاريع، يجب على إدارة الكلية اتخاذ إجراءات فورية لإصلاح الوضع. من بين الحلول الممكنة:
دعوة الى التحرك والتحلي بروح المسؤولية لإعادة الحياة لهذه المشاريع وحسن تدبيرها، من المفروض ان تتخد الكلية اجراءات فورية لتدارك الوضع، وذلك بإحداث لجنة مختصة منوطة بتتبع وضعية الحدائق وتضمن صيانتها، وبما ان الحدائق البوتنيكية ذات طابع بيداغوجي وجب اشراك هيئة التدريس في هذه العملية، وتنظيم حملات توعية بأهمية المساحات الخضراء ودورها في تحسين البيئة الجامعية.
ختامًا، إن الاهتمام بالمساحات الخضراء ليس مجرد رفاهية، بل هو جزء من مسؤولية الإدارة تجاه مجتمعها الجامعي. وعلى المسؤولين التحرك سريعًا لضمان أن تصبح هذه الحدائق نموذجًا ناجحًا.