تداعيات استدعاء سفير فرنسا في الجزائر وردود فعل ساخرة من الخارجية الفرنسية…!!

مروان زنيبر
دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية منعرجا جديدا من التوتر بعدما استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، سفير فرنسا لدى البلاد ستيفان روماتيه، لإبلاغ باريس برفض السلطات القاطع لما اعتبرته محاولات متكررة لاستهداف سيادتها…
و في غياب بيان رسمي جزائري، عمدت المخابرات – كعادتها – تسريب الخبر عبر صحيفة ” المجاهد ” الفركفونية ، التي نشرت في مقال لها ليلة السبت الاخير، وحسب ما نقلته الصحيفة، عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالموثوقة، يأتي استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر، في أعقاب ثبوت المشاركة المباشرة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية وضلوعها في مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر- حسب زعمها-.وذهبت العصابة بعيدا عندما نقلت ” المجاهد” ان هذه الاستفزازات لن تمر دون رد فعل قوي ، وان للصبر حدود…
وربطت “المجاهد” التي تعتبر من أكبر الجرائد الحكومية في البلاد بموقعها الالكتروني، استدعاء السفير بقضية المدعو عيساوي محمد امين وهو بالمناسبة شاب ثلاثيني أكد – حسب وثائقي بث في قناة تلفزيونية عمومية – في سيناريو محبك – ان مكتب المخابرات الفرنسية بالسفارة وظفه لنقل معلومات اليه تخص الجهاديين الجزائريين بالعاصمة الذين عادوا من مناق الصراع في سوريا وكذا معطيات عن شبكات الهجرة السرية بوهران…
ويرى مراقبون ان المخابرات الإرهابية ، فشلت في اخراج سيناريو مقنع، باعتبار ان تصريحات عيساوي في الوثائقي، كشفت بالملموس الادعاءات المغلوطة لمخابرات الكابرانات، التي اكدت ” لقد استغلت المخابرات الفرنسية التجربة المرّة التي عاشها عيساوي في وقت سابق بعدما تم استدراجه ليلتحق من أوروبا حيث نشأ وترعرع رفقة أهله بتنظيم الدولة في سوريا والعراق قبل أن يتم اعتقاله وينقل إلى تركيا، ثم يرحل إلى الجزائر ويقضي محكومية 3 سنوات سجنا انقضت سنة 2019 ليعود بعدها تدريجيا إلى حياته الطبيعية” وأضافت ” إنه تلقى سنة 2022 اتصالا هاتفيا يدعي مساعدته لتدارك تصنيف ملفه لدى وزارة الدفاع الفرنسية ضمن الملفات السوداء مما يسمح بعودته إلى أوروبا”.
الغريب في أمر تخريجة مخابرات الكابرانات ، انها رأت بأم عينيها في شهر ابريل 2023، عيساوي محمد امين، وهو يلتقي بموظف تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية ويشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر…وعلى هذا الأساس يكون عيساوي قد الصقت به تهمة التجسس، مثله مثل المواطنين المغاربة الذين تحولوا بقدرة قادر من عمال الجبس الى جواسيس…. كما ان قضية عيساوي دكرت الجميع بمسرحية ” أبو الدحداح” التي بُثّت على التلفزيون الجزائري في فبراير الماضي وهو يُدلي من خلال اعترافات مفبركة ومصنوعة بدور جماعته الإرهابية في الحراك الشعبي ونيتها في جَرِّ الحراك إلى دائرة العنف
يذكر ان الوثائقي الذي كان قد بثه التلفزيون الجزائري أمس الأحد بعنوان “فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر”، كشف ان المخابرات الفرنسية، استهدفت تجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر، لتنتظر مخابرات ” الذل والعار” يوم 14 دجنبر 2024 لتعلن فيه عن خبر التجسس معتمدة على دلائل واهية، خالية من الصحة.
وفي أول رد رسمي على خلفية استدعاء سفيرها في الجزائر، قالت فرنسا على لسان وزير الشؤون الخارجية، جون نويل بارو، في حديث لإذاعة ” فرانس إنتير” المحلية إن الاتهامات التي أوردتها وسائلُ إعلام جزائرية بأنها “لا أساس لها من الصحة، ومحض خيال” وأردف قائلا: نتأسف لذلك دون الدخول في تفاصيل الموضوع، مؤكدا أنه على اتصال مع سفير بلاده…
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا منذ إعلان فرنسا دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء المغربية….. كما ان حدث ” أبو الدحداح الجديد” تزامن مع المضي في اعتقال الكاتب والمؤرخ بوعلام صنصال، الذي ما زالت قضيته تثير خلافا حادا بين ضفتي المتوسط….
ويبقى السؤال المطروح الذي حير المتتبعين، هو الى متى استمرار عصابة الشر في استثمارها شعار المؤامرة والجوسسة، واستدعاء السفراء والقناصلة (التي اصبحت ماركة مسجلة باسم عصابة الشر)، وتذكير الجزائريين بجحيم العشرية السوداء، واختراع وابتكار فكرة عدو داخلي أو خارجي، وتضخيم شعار الحرب على الإرهاب…؟؟