انتفاضة العطش بجمهورية تندوف الكبرى الى اين؟؟
بدر سنوسي
اندلعت مجددا احتجاجات صاخبة منذ أول أيام عيد الأضحى ولا زالت مستمرة الى حدود الساعة، في عدة مناطق من ولاية تيارت غرب الجزائر وأم البواقي بسبب عدم حل مشكل انقطاع مياه الشرب، رغم تطمينات الرئيس ” كذبون ” شخصيا في حل مشكل المياه في اقل من 48 ساعة، وهي وعود لم تتحقق بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، لتبقى وعود القضاء على الازمة قبل العيد مجرد أضغاث أحلام، وبالتالي يكون عمي ال ” تبون” قد –حصل – امام شعب ساخط على الأوضاع التي بات يعيشها في بلاد القوة الضاربة الإقليمية الوهمية…
وتحدثت عدة صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تجدّد “الاحتجاجات بقوة وغلق الطرق” في تيارت (280 كلم جنوب غرب الجزائر)، كما شهدت عدة مدن جزائرية، موجة غضب متصاعدة بسبب أزمة مياه حادة، وسط مخاوف من امتداد الاحتجاجات إلى ولايات أخرى.
وأشارت مصادر إعلامية ان اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات انطلقت من ولاية تيارت، وأظهرت الصور وضع أحجار ومتاريس لمنع مرور السيارات، وخاصة على طول الطريق الوطني رقم 14 بين فرندة ووسط مدينة تيارت، كما قام سكان حي (220 سكن) بإغلاق الطريق الرابط بين وسط مدينة تيارت وبلدية بوشقيف على بعد نحو 18 كلم، وشهدت تيارت الولاية شبه الصحراوية منذ شهر ماي، أزمة شديدة في توفير مياه الشرب بعد جفاف سد بخدة، المصدر الوحيد لتزويد المنطقة بالماء، ما تسبب في اندلاع احتجاجات عنيفة.
وفي منطقة الرحوية التي تبعد نحو 40 كلم، نشر ناشطون، الاثنين، فيديو لتجمع للمواطنين قال ناشره إن المحتجين “منعوا الوالي من مغادرة مقر الدائرة قبل أن يستمع لانشغالاتهم” بخصوص أزمة الماء، كما شهدت مدن اخرى احتجاجات ليلية تم فيها حرق إطارات السيارات في اليوم الأول لعيد الأضحى وخاصة في العاصمة، والتي شهدت مناوشات خطيرة بين المحتجين ورجال من الامن…
الغريب في الامر، ان الاحتجاجات الصاخبة للسكان والتي شهدتها معظم الولايات بداية من شهر يونيو، دفعت الرئيس المزور ” كذبون”، عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء آنذاك، وبالضبط يوم 2 يونيو أمر خلاله “وزيري الداخلية والري بوضع برنامج استعجالي واستثنائي، خلال 48 ساعة على أقصى تقدير، الا انه تبين بعد الزيارة التي قام بها الوزيران إبراهيم مراد وطه دربال في اليوم الموالي إلى تيارت، بان الزيارة كانت مجرد خدعة، بل وكانت الفضيحة الكبرى، والتي – أصبحت مادة إعلامية دولية- تتمثل في استنجاد جمهورية تندوف الكبرى بجمهورية تندوف الصغرى، بعدما أظهرت مقاطع فيديو نقل صهاريج من الحجم الصغير – كانت قد خصصتها منظمات دولية الى السكان المحتجزين – من تندوف متجهة نحو ولاية تيارت…
وحسب متتبعين للشأن الداخلي في بلاد القوة الضاربة – المزعومة-، فأزمة المياه في تيارت ستعيد لا محالة المخاوف لعودة المظاهرات لأسباب اجتماعية أو سياسية، ضد السلطة التي تريد الحفاظ على الهدوء قبل الانتخابات الرئاسية في 7 شتنبر، ويحدث هذا في ظل استعداد جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال الإعلان الرسمي لترشيح ال ” تبون ” لولاية رئاسية ثانية بدعم من الجيش…