وجدة تحتضن الملتقى الجهوي الاول حول حكامة الماء

وجدة تحتضن الملتقى الجهوي الاول حول حكامة الماء

تحت شعار ” التغييرات المناخية وتحديات تأمين وتدبير الموارد المائية بجهة الشرق” احتضنت مدينة وجدة يوم الثلاثاء 11ي ونيو 2024، فعاليات الملتقى الأول لجهة الشرق حول الماء، وكان هذا المنتدى مناسبة لتسليط الضوء على التزام جهة الشرق تعزيز التدبير النموذجي للموارد المائية.
في البداية القى معاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد،  كلمة توجيهية ركز فيها على أهمية انعقاد هذا المنتدى الجهوي الأول لجهة الشرق حول الماء، الذي يعد انشغالا آنيا وتحديا جماعيا، ويأتي انعقاد هذا المنتدى في إطار الحرص على إيلاء الأهمية اللازمة لإشكالية الماء، انسجاما مع الانشغالات الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المرتبطة بالماء.
وفي سياق كلامه تطرق والي جهة الشرق، للتدابير والإجراءات الاستعجالية والمهيكلة التي تم اتخاذها من طرف لجن اليقظة الجهوية والمحلية، استرشادا بالتوجهات الملكية السامية في إطار الاستراتيجية الوطنية للماء، وكذا في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027 ، والتي استهدفت مجموعة من السدود في طور البناء، وإنجاز وتجهيز الأثقاب الاستكشافية، ووضع وتجديد قنوات الجر، وكذا تحلية المياه الأجاجة، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، فضلا عن الاستعانة بالشاحنات الصهريجية وحث الفلاحين على اعتماد المزروعات الأقل استهلاكا للماء.
ودعا معاذ الجامعي المسؤولين الجهويين عن المؤسسات والمصالح اللاممركزة بتراب الجهة، إلى التعامل بكل حزم وجدية لمواجهة إشكالية الماء، والحرص على صيانة وتجديد شبكات التوزيع للحد من ضياع المياه، ومحاربة جميع أشكال التبذير والاستغلال العشوائي والمفرط للفرشة المائية، والعمل على تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة في هذا الإطار.

بعد ذلك أخد الكلمة عمر حجيرة رئيس مجلس الجهة بالنيابة، مشيرا الى ان التغيير المناخي يعتبر واقعا ملموسا وظاهرة عالمية تهم كل دول العالم، واضاف على انه على غرار باقي دول العالم، يعاني المغرب بشدة من التغير المناخي، فهو يقع في إحدى أكثر المناطق جفافا في العالم، والتي ستعرف أكثر فأكثر تواترا للظواهر الحادة، وتدهورا للنظم الإيكولوجية، وندرة في موارد المياه، وتطورا لأمراض جديدة وهجرة قسرية للسكان.

وعن رهانات مجلس الجهة، لمواجهة تحديات التغيرات المناخية بجهة الشرق، كشف حجيرة، أن مجلس جهة الشرق قام من خلال برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 بتخصيص غلاف مائي مهم يفوق 800 مليون درهم لتنمية الموارد المائية بتراب الجهة، موزعة على مشاريع تهم تعبئة وتأمين وتثمين الموارد المائية.

وذكر العلامة مصطفى بنحمزة، في بداية الكلمة التي قدمها، عن أهمية اعلان المغرب تشييد محطة لتحلية مياه البحر غربي البلاد، والتي ستكون الأكبر من نوعها في قارة إفريقيا، بطاقة إنتاج سنوية تبلغ 300 مليون متر مكعب، وركز على أهمية استحضار ثقافة التعامل مع الماء، وحسن التعامل معه كنعمة، وعدد الفوائد المباركة للماء، في المقابل شدد في سياق كلامه على عدم الاسراف في استعمال  الماء، وتجنب تبذيره ، كما ركز على ضرورة تظافر الجهود لتدبير معقلن للماء و التحسيس بأهمية المياه و طرق المحافظة عليها و ترشيد استهلاكها باعتبارها اصبحت من الاهتمامات الكبرى …
وتميز الملتقى بتقديم عروض و مداخلات عدد من الخبراء، تمحورت حول الموارد المائية ، وقدم عادل ريضاتي رئيس مصلحة تحلية المياه بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عرضا تحت عنوان ” محطة تحلية المياه بجهة الشرق رافعة لتعزيز وتنويع العرض المائي ووضعية تقدم المشروع” وعرض ” ندرة المياه بجهة الشرق بين حاجيات وتطلعات الساكنة وآفاق الحلول ” قدمته الهام محرزي رئيسة قسم التخطيط والبرمجة والبيئة بجهة الشرق، فيما قدمت نرجس العمارتي سفيان مديرة وكالة الحوض المائي لملوية عرض تحت عنوان ” المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض ملوية” و اختتم الفترة الصباحية جلال المعطي المكلف بمشروع المخطط الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية، وركز في عرضه على ” التغيرات المناخية وندرة المياه”.
واستأنفت الفترة المسائية بعرض  ادريس الضحاك تمحور حول” رهانات الامن الغدائي، و التنمية المستدامة”، تلته مداخلات قيمة لكل من عبد العالي الرابحي المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب” إشكالية ندرة الماء بجهة الشرق، حصيلة التدبير والتحديات المستقبلية” ومداخلة محمد اليعقوبي المدير الجهوي للفلاحة ” تأمين وترشيد مياه السقي من اجل منظومة انتاج فلاحي مثمنة، مستدامة ومتأقلمة مع التغيرات المناخية” ومداخلة اسمهان هشامي رئيسة مصلحة بالكتابة العامة للشؤون الجهوية بولاية جهة الشرق في موضوع ” أهمية التحسيس و التوعية من اجل تدبير عقلاني للماء و المحافظة عليه”
يذكر ان المنتدى الجهوي الأول لجهة الشرق حول الماء، عرف نجاحا وانخراطا من مختلف الفاعلين وجمعيات المجتمع المدني، الذين أبانوا عن حس وطني كبير عبر تقديمهم لمقترحات وتعديلات وإضافات مهمة ستغني لامحالة البرامج والمشاريع المخصصة للسياسات المناخية ومشاريع التكيف.
هذا وخرج المشاركون في المنتدى بتوصيات تؤكد ضرورة تعزيز الممارسات الفضلى من اجل التدبير المندمج للموارد المائية عبر تقاسم التجارب والتشاور والتخاطب البناء، والتفكير في وسائل جديدة ومبتكرة من أجل تدبير أنجع للماء، في استحضار لمختلف الالتزامات الدولية للمغرب، وإيلاء أهمية للتغيرات المناخية باعتبارها العامل الأساسي والأول المؤثر على الماء وما يرتبط به من تنمية مستدامة….

عبد القادر البدوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *