حدث هذا في جمهورية تندوف الكبرى.. عودة ظاهرة طوابير الصهاريج لشراء الماء…!!

حدث هذا في جمهورية تندوف الكبرى.. عودة ظاهرة طوابير الصهاريج لشراء الماء…!!

بدر سنوسي
انطلقت اول أمس السبت، شرارة انتفاضة واسعة لسكان مدينة تيارت الجزائرية، وخرج آلاف من المواطنين للاحتجاج بغلق الطرقات في نقاط عديدة، عن طريق وضع المتاريس والعجلات المشتعلة والحجارة، وشهدت المدينة حالة غليان شعبي كبير منذ أيام بسبب أزمة الماء الشروب على مستوى أغلب أحيائها وبلدياتها، وامتدت رقعة الاحتجاجات الى مناطق حيوية داخل المدينة من قبيل حي الجامعة وحي التفاح ومحور المنظر الجميل، مع توقف كل المحلات والمركبات…
وحسب المعطيات المحصل عليها، فإن أزمة الماء في تيارت تعود إلى تراجع منسوب مياه سد بخدة بنسبة 100 بالمئة وهو الذي يمون سكان 4 بلديات منها عاصمة الولاية، ووجد السكان أنفسهم مضطرين للخروج الى الشارع للاحتجاج بقوة نظرا لارتفاع درجة الحرارة في هذه الأيام.
ومن خلال مصادر إعلامية من عين المكان، فالأمور ستأخذ منحى أكثر خطورة مما يقع في تيارت، بعد انقطاع الماء لما يفوق عن 25 يوما، فلا يستبعد اتساع رقعة الاحتجاجات في ولايات أخرى منها ولاية العاصمة، – والتي حتمت السلطات إلى تزويد عدة مناطق فيها بالماء مرة كل يومين – وولايات تيبازة وتيزي وزو وبومرداس، والمسيلة والمدية ووهران، وتلمسان ومعسكر وعين الدفلى.
ويبدو ان السكان فطنوا لكذب ومراوغات الحكومة الجزائرية بخصوص البرنامج الاستعجالي لتزويد البلديات بالمياه، وكذا خطة طوارئ ا لمواجهة الأزمة والحد من العجز المسجّل في مياه الشرب في مناطق مختلفة من البلاد، وذلك عن طريق بناء محطات جديدة لتحلية مياه البحر وتأهيل أخرى معطّلة وحفر آبار ارتوازية.
وفي خضم استمرار معاناة الشعب البئيس مع النقص الحاد لمياه الشرب، والتي وصلت الى حد اقدام سكان الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة (منطقة باب الزوار) على قطع الطريق السريع المؤدي إلى المطار الدولي بسبب أزمة المياه….

تساؤلات طرحها الخبراء والمهتمون بقوة، حول مصير الكلام الذي كان قد وجهه الرئيس المزور ال ” تبون” وهو يتحدث امام ملوك ورؤساء الدول والحكومات الحاضرين خلال المناقشة العامة في الدورة الثامنة والسبعين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حين قال – بدون خجل – ان بلاده تبنت خطة التنمية المستدامة وأدرجتها كأولوية وطنية ضمن كل الاستراتيجيات، انطلقت ببرنامج تحلية مياه البحر، وسنصل مع نهاية سنة 2024 إلى إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا”…
وللتذكير فقط فان إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا – حسب تعبير الرئيس كذبون- يعني منطقيا إنتاج أكثر من 475 مليار متر مكعب على أساس سنوي، وهو رقم فلكي وخيالي، مع العلم وبلغة الأرقام فالإنتاج العالمي من تحلية مياه البحر لا يتجاوز 100 مليار متر مكعب في السنة…
وفي انتظار تحقيق وعود الرئيس كذبون، تبقى الحياة مستمرة في بلاد القوة الإقليمية الضاربة، في تناغم تام مع رواج تجارة شراء الماء بوجود طوابير امام الصهاريج البلاستيكية المتنقلة في العاصمة والمدن الكبرى، لتنضاف الى ظاهرة طوابير الحليب والسميد والزيت، المذلة والمسيئة لكرامة المواطن…!!

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *