استعجال انجاز مخازن وصوامع لتخزين القمح يخلق الجدل في بلاد جمهورية تندوف الكبرى …!!

استعجال انجاز مخازن وصوامع لتخزين القمح يخلق الجدل في بلاد جمهورية تندوف الكبرى …!!

بدر سنوسي

في سابقة من نوعها، وعلى غرار ما وقع في عهد الفراعنة قديما عندما قرر كبار الكهنة تخزين الحبوب خوفا من السنوات العجاف التي حلت بمصر بسبب القحط الذي أصاب البلاد … وعلى هذا المنوال أعاد ” الكراغلة ” سيناريو” الفراعنة ” بقرار لا يحدث الا في بلاد القوة الضاربة الإقليمية، بعدما قررت حكومة عصابة قصر المرادية بالتعجيل في إنجاز 350 مركز لتخزين الحبوب ومشروع الصوامع لتخزين مختلف محاصيل الحبوب وبالدرجة الأولى القمح …

وحسب القرار الحكومي سيتم الإنجاز بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية على رأسها الفلاحة والتنمية الريفية والصناعة والإنتاج الصيدلاني والداخلية والجماعات المحلية، حيث سيشرف ولاة الجمهورية على متابعة الإنجاز على مستوى ولاياتهم.

وحسب القرار الحكومي المستعجل، ستشهد العاصمة على سبيل المثال إنجاز مخزنين تضاف إلى المخازن الأخرى المتوفرة بالميناء، كما سيتم إنجاز ما يفوق 4 مخازن بولاية البليدة، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لكل مركز تخزين 25 مليار دينار وسيمكن هذا الأخير من تخزين 6 آلاف طن.

الغريب في الامر ان ما لفت الانتباه في هذا القرار الذي خلق جدلا واسعا، هو انه في الوقت الذي تتباهى فيه عصابة جمهورية تندوف الكبرى بإنجاز منتوج وفير للقمح هذا الموسم، ومع ذلك حسب المتتبعين لهذا الملف فان المشاريع المرتبطة بإنجاز مخازن وصوامع لتخزين القمح و- التي اتخذت طابعا استعجاليا-، لن تكون جاهزة هذا الموسم وإنما ستكون موجهة بالدرجة الأولى لتغطية محاصيل مليون هكتار إضافية من الأراضي الفلاحية سيتم استصلاحها – في السنوات القادمة –

ووفق ذات المصادر فان استعجال الشروع في إنجاز هذه المخازن يتزامن، مع ما ينتظر بلاد الكراغلة من أزمات اقتصادية آتية لاريب فيها، في ظل تفاقم المخاطر البيئية في العالم، والتوجه نحو الاستغناء عن الطاقات التقليدية، التي تشكل المصدر الأساسي لعائدات الجزائر، خاصة من طرف مجموعة الاتحاد الأوروبي، التي تتوخى الخروج من دائرة استهلاك الغاز، في إطار ما بات يعرف بالحياد الكربوني، وهو القرار الذي يعد بمثابة جرس إنذار مبكر للجزائر من أجل البحث عن بدائل أخرى، على اعتبار أنه يشكل أحد مصادر دخلها القومي….ولمواجهة هذه النازلة، كان التفكير – وجيها هذه المرة – لكهنة قصر المرادية لتوفير الحنطة على الأقل لشعبهم البئيس، في انتظار السنوات العجاف !!

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *