تقرير استخباراتي فرنسي يحذر من مخاطر عدم الاستقرار في جنوب جمهورية تندوف الكبرى

تقرير استخباراتي فرنسي يحذر من  مخاطر عدم الاستقرار  في جنوب جمهورية تندوف الكبرى

مروان زنيبر *
نقل تقرير برلماني فرنسي مخاوف من مخاطر استمرار عدم الاستقرار في منطقة الساحل وتأثيره على أمن المناطق الجنوبية في الجزائر، كما تحدث عن صعوبة فصل الجوانب الدفاعية والأمنية عن تقلبات العلاقة السياسية الفرنسية الجزائرية.
وأشار التقرير الذي أعده الباحث الجزائري عبد النور بن عنتر، الأستاذ بجامعة باريس، إلى خبايا مناورات النظام العسكري بالمنطقة ككل.. كما تساؤل -حسب قوله- عن جدوى فتح المجال الجوي الجزائري وإغلاقه ثم إعادة فتحه أمام القوات المسلحة الفرنسية.
وسجل الخبير وفق ما جاء في تقرير السياسة الدفاعية الفرنسية في إفريقيا مبالغة بعض مؤسسات الفكر والرأي الفرنسية في قلقها من جهود التسلح في الجزائر، ونبه إلى أن هذه الفكرة مستوردة في الأصل من الولايات المتحدة الأمريكية وتعود لسنوات التسعينات، كما أشار الى أن صناعة الخوف من التهديد القادم من الجنوب ما هو الا سيناريو محبك من نسج خيال المؤسسة العسكرية، لأن مشتريات السلاح في المنطقة -كما شرح- موجهة لدرء مخاطر إقليمية (الردع).
وأوضح الخبير أن لا دولة عربية على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الجزائر أو مصر أو المغرب، تطالب بالتكافؤ الاستراتيجي مع دول الضفة الشمالية التي هي جزء من الحلف الأطلسي والتي تستفيد جميعها من المادة 5 الشهيرة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (تنص على أن أي هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء، يعتبر هجومًا ضد جميع الأعضاء، ويجب على الأعضاء الآخرين مساعدة العضو المعتدى عليه حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة المسلحة) علاوة على ذلك، فإن هذه الدول لا تدعي أنها تمتلك أسلحة نووية أو لا تعتبر دولا مشاركة في الانتشار النووي. وبالتالي، فإن التهديد لا يوجد سواء من الناحية التقليدية أو من حيث أسلحة الدمار الشامل.
ونقل التقرير مخاوف مدير الاستعلامات العسكرية الجنرال جاك لانغلاد دومنتغرو، من مخاطر استمرار عدم الاستقرار في منطقة الساحل وتأثيره على أمن المناطق الجنوبية في الجزائر، وفي هذا السياق، أشار نائب مدير الأمن الخارجي إلى مخاوف الجزائر والدول المجاورة لليبيا، من انفلات الأوضاع في تلك البلاد المجاورة للجزائر.
وكشف التقرير نقلا عن فرنسوا فرينغانت ، ان المدير العام لمجلس الدفاع الدولية الذي يعتبر أداة النفوذ الفرنسي الجديد في إفريقيا، أن فرنسا استقبلت منذ 2022 ثلاثين طيارا جزائريا للحصول على تدريب في مجال قيادة الطائرات المروحية دون تقديم تفاصيل.
علما ان تقارير من عين المكان اكدت بالملموس النوايا الحقيقية، للنظام العسكري بإرساله – لحاجة في نفس يعقوب – شاحنات محملة بالأسلحة نحو الحدود المتاخمة لدولة النيجر تحت دريعة الهلال الأحمر، وكانت الشاحنات – حسب نفس المصادر- محمية بعناية من سيارات الدرك الجزائري…

وموازاة مع ذلك، كشفت تقارير فرنسية، ايضا ان تسليح حركات تشكل في ذات الوقت خطرا على الجزائر في إشارة واضحة الى سيناريو العشرية السوداء التي ستتكرر لا محالة بالمناطق الجنوبية…
* مهتم بالشؤون المغاربية

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *