هل اصبحت ” الديمقراطية العربية ” نموذجا يحتذى به في اوروبا ؟
عبد الحق هقة
بعد ان اعلن في وقت سابق بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الاسباني انه ” يفكر في الاستقالة ” ،خرج الآلاف من مناصري الحزب الاشتراكي الإسباني في مدريد، اليوم السبت، لحض بيدرو سانشيز على عدم تقديم استقالته، على خلفية تحقيق يطال زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.
قد يكون بيدرو سانشيز يدفع ثمن موقفه من الحرب في غزة، او موقفه الايجابي من مغربية الصحراء ، غير ان هذا لا يمكن ان يعفي زوجته من المساءلة والمحاسبة التي تتغنى بهما الديمقراطيات الغريبة .
ما حدث اليوم من خروج الآلاف لدفع بيدرو سانشيز للعدول عن قرار الاستقالة ، يذكرنا بما وقع خلال نكسة 1967 حينما اعلن جمال عبد الناصر قرار تنحيه من الرئاسة ، حيث تم الاهتداء الى تنظيم مظاهرات مؤيدة لبقاء جمال عبد الناصر في الحكم، وهذا ما كشف عنه المخرج حسام الدين مصطفى في احدى حواراته التاريخية حينما تحدث عن حقيقة مظاهرات رفض تنحي جمال عبد الناصر و التي و صفها بالتمثيلية والمزيفة .
لا يعقل أن سانشيز الذي خسر الانتخابات و شكل الحكومة بعد فشل خصمه في ذلك سيخرج الاسبان للتظاهر لصالحه، خاصة أن الأمر يتعلق بشبهة فساد بطلتها زوجته…فمن ياتراه مخرج هذه المسرحية ؟؟ أم أن الاسبان تحولوا الى داعمي الفساد وهو موقف لم يقوموا به حتى مع ملكهم خوان كارلوس،الذي تحققت النهضة الحديثة لإسبانيا في عهده ؟؟
فهل اصبحت ” الديمقراطية العربية ” نموذجا يحتذى به في اوروبا ؟؟ وهذا ليس ببعيد مع الأزمة الحالية التي يعاني منها العالم والمتمثلة في غياب زعماء سياسيين حقيقيين، ولذلك لم نستغرب من تصريح رئيس اقوى دولة في العالم جو بايدن حينما قال بأنه فكر ذات يوم في الانتحار ، فحين تغيب البرامج السياسية الحقيقية يلجأ بعض ” الزعماء” الى دغدغة العواطف وببع الكلام الذي لا يختلف عن بيع انواع السلع .
