عندما يتنكر حكام جمهورية تندوف الكبرى للحقائق التاريخية…!!
بدر سنوسي
حلت كما هو معلوم يوم 13 ابريل الذكرى الـ 66 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، ففي مثل هذا اليوم من عام 1958، وقع 32 لاعبا جزائريا وثيقة تأسيس فريق جزائري لكرة القدم، رغبة منهم بالمساهمة في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وكان من بين هؤلاء اللاعبين العديد من النجوم الذين كانوا مرشحين للمشاركة مع المنتخب الفرنسي في كأس العالم 1958 في السويد، لكنهم فضلوا التضحية بمسيرتهم الكروية والانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني للدفاع عن قضيتهم.
وحسب ما اشارت اليه وسائل اعلام – جارة السوء – ان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي اغتنم فرصة حلول ذكرى هذا الحدث التاريخي ليتقدم بتحية إجلال وإكبار لفريق جبهة التحرير الوطني بمناسبة الذكرى الـ 66 لتأسيسه وإلى هؤلاء المناضلين الرياضيين…
الا ان ما لفت انتباه المتتبعين، انه كل ما حلت هذه الذكرى السنوية، الا ويتضح بجلاء ان ذاكرة حكام جمهورية تندوف الكبرى– المليئة بالحقد والحسد – تبقى محصورة في التباهي بهذا الحدث التاريخي، دون الرجوع الى الحقائق التاريخية كما هي مدونة، ليتم التغاضي عما قدمته المملكة المغربية الشريفة من دعم لامشروط للثورة الجزائرية في أحلك الظروف…
ولتذكير عصابة الشر – فقط- فمباشرة بعد تأسيس الفريق الجزائري، قرر المغرب استضافة المباراة الأولى له ضد فريق جاره الشرقي، حيث مثلت الخطوة مغامرة حقيقية؛ بالنظر إلى تشدد القوانين والأعراف الكروية في تلك الفترة، خاصة أن الفريق الجزائري لم يكن معترفا به.
وخلال نفس السنة من 1958، عاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” المنتخب المغربي، بسبب لعبه للمباراة التضامنية ضد فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم، الذي لم يكن معترفا به آنذاك من قبل قوانين “الفيفا”.، وكانت العقوبة صارمة من “الفيفا” بعدما قررت حرمان المنتخب المغربي من المشاركة لأول مرة في كأس إفريقيا للأمم. وبعد ضغوط شديدة، أعلنت الهيئة الدولية المنظمة للعبة أن أي فريق يواجه الجزائر “غير المعترف بها” وسيتم بعد ذلك تجميد عضوية المغرب في الفيفا.
حدث هذا في الوقت الذي رفض فيه المنتخب الوطني للجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) المشاركة إلى جانب تونس والمغرب وليبيا وفريق جبهة التحرير الوطني الجزائرية، خوفًا من تهديدات “الفيفا”، وقرر عدم الذهاب إلى تونس وعدم لعب أي مباراة ضد جبهة التحرير الوطني الجزائري، في بطولة مغاربية تحمل اسم الناشطة الجزائرية جميلة بوحيرد.
ورغم كيد عصابة العسكر وبث الضغائن في صفوف شعبها…فعليهم ان يستوعبوا جيدا، ان كل القرائن والوثائق التاريخية تظهر بان المغرب حكومة وشعبًا ادى، وخاصة في عهد المغفور له محمد الخامس دورًا عظيمًا في نصرة قضية الشعب الجزائري والوقوف في محنته ودعمه ماديًا ومعنويًا، علما ان دعم الملك محمد الخامس للقضية الجزائرية لم يقف عند التصريحات والتنديد وإثارة المشاعر العربية والإسلامية والإنسانية وحسب، بل كان إلى جانب ذلك يقابل ويحتضن قادة الثورة الجزائرية، ويمد الثورة بالسلاح، ويستقبل المجاهدين والسياسيين فكان له الدور العظيم في نجاح الثورة الجزائرية ، ابى من ابى وكره من كره من كراغلة لا زالت الذنوب تلاحقهم جراء أعمالهم الخبيثة ، بتشريدهم لعائلات مغربية في صبيحة من يوم عيد الأضحى….