نكتة مشروع مزارع “مسحوق الحليب” الجزائري الوهمي والخيالي ومستحيل التحقيق
عبدالقادر كترة
بغض النظر عما قاله الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون حول إنتاج الحليب ولم يحسن التعبير، ونعتبر أن ما أراد أن يقوله هو مزارع للحليب أي ضيعات لتربية الأبقار الحلوب بهدف إنتاج وصناعة الحليب ومشتقاته على مساحات عملاقة تصل إلى 100000هكتار.
هذه المزارع “القارة” من المفروض أن تحتضن 7000000 بقرة حلوب(70 بقرة في الهكتار حسب المختصين في علم تربية الأبقار) وإذا كان ثمن البقرة الحلوب الواحدة بمعدل 5000 أورو فمجموع المبلغ المالي لسبعة ملايين من الابقار 35 مليار أورو.
هذه الأبقار تحتاج ألى 400000طن من العلف يوميا(40 طن ل70 بقرة يوميا أي بمعدل 500 كلغ للبقرة الحلوب الواحدة) تضاف بحيرة من الماء الشروب والنظافة وحاجيات المقيمين من الموظفين مع العلم أن تستهلك بقرة حلوب من 100 إلى 150 لتر يوميا من الماء أي أكثر من 1000000000(مليار) لتر يوميا (وهذه كمية من الماء التي سيقوم بتحليتها من مياه البحر الأبيض المتوسط) ( يبلغ طول حوض السباحة الأولمبي 50 مترًا وعرضه 25 مترًا وعمقه 3 أمتار، وبالتالي فإن حجم مياهه يكون 50 × 25 × 3 = 3750 متر مكعب = 3.75 مليون لتر.) أي ما يعادل كمية مياه 250 مسبح أولمبي يوميا، دون الحديث عن الكمية من المياه المخصصة للتنظيف والغسل والصيانة….، في منطقة صحراوية جافة.
هذه المزارع والمراعي في حاجة إلى 95000 شاحنة من العيار الثقيل، يوميا، لنقل هذه الأعلاف من مدينة ساحلية إلى أدرار المنطقة الصحراوية على بعد أكثر من 1000 كلم.
ولمواكبة هذه الإعداد من الابقار الحلوب يحب تهيئ صيدليات خاصة بالأدوية الحيوانية وصيدلية خاصة بالموظفين العاملين بالمزارع والمراعي والإدارات.
كما تتطلب هذه المزارع والمراعي معامل ومصانع لاستقبال ملايين الليترات من الحليب وكيفية تعقيمها وتعليبها وتحويلها إلى مسحوق، ومعالجة الحليب واستخراج الزبدة والجبن وصناعة الياوورت ومشتقاته….
يحتاج المشروع ل 37000 موظف من إداريين وبياطرة ومساعدين وتقنيين وأعمال نظافة وحراس….، مما يتطلب بناء وحدات سكنية بعدد الموظفين والبياطرة والمستخدمين قد يوازي بناء مدينة من متوسطة بأمنها من رجال الشرطة والدرك والوقاية المدنية…
وماذا عن مآل الأبقار عندما تبلغ سنا معينا وتوجه للمجازر، هل هناك مجازر وهل هناك بيوت التبريد ومجمدات لحفظ اللحوم وفحصها وكيفية نقلها إلى الأسواق…..؟؟؟
بفرنسا، البلد الغني و المصنع والمتطور والرائد في هذا المجال، التي يبلغ عدد سكانها ضعف عدد سكان الجزائر تتوفر علىقطيع من 3.5ملايين بقرة حلوب موزعة على مراعي مخصصة لتربية الابقار الحلوب.
من جهة أخرى، لا يستوعب المرء لجوء الجزائر القارة والقوة الضاربة التي هي بمثابة الصين لأفريقيا كما هي الصين للعالم، على حد تعبير الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، إلى دولة قطر التي هي أقل من مدينة جزائرية مساحة وسكانا، والتي لها تجربة خمس وست سنوات في تشييد مزارع ومراعب لتربية الأبقار الحلوب لإنتاج الحليب لاستثمار في هذه المشاريع وتعليمهم كيف يينتجون الحليب ويوفرون هذا الغذاء الكامل ل45 مليون جزائري فاشل وكسول وعاجز ضمان خبزه وحليبه…..