ما خفي في تقديم الانتخابات الرئاسية بجمهورية تندوف الكبرى…!!
مروان زنيبر *
في غياب أسماء معارضة ثقيلة عن السباق الرئاسي، وفي ظل الصمت والغموض اللذين يكتنفان الاستحقاق الانتخابي المقبل في جارة – السوء-، الذي كان مقررا اجراءه بتاريخ 12 دجنبر المقبل (2024)، سارع – كما هو معلوم – نظام العسكر في سابقة من نوعها، الإعلان رسميا عن تقديم انتخابات رئاسية مسبقة بتاريخ 7 شتنبر 2024.
وفي – خرجة إعلامية غريبة- قالت وكالة الأنباء الجزائرية في برقية عممتها مساء الجمعة 22 مارس، جاء فيها ” إن الإعلان عن تقديم تاريخ تنظيم الانتخابات الرئاسية إلى شهر شتنبر 2024 قد فاجأ الكثيرين، إذ أثار رئيس الجمهورية ضمن حرصه على الشفافية، ارتباك خصومه ونوعا ما حلفائه بهذا الإعلان الذي يبدو حادا في الشكل، ولكنه متماسك في المضمون، فمن يتحكم في التوقيت يتحكم في الوضع”.
واعتبرت الوكالة، ان المغزى الأول من هذا الإعلان عن الانتخابات المسبقة هو العودة إلى الوضع الطبيعي، وفق ما استخلصته وكالة الأنباء الجزائرية في قراءة لها لإعلان قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة بتاريخ 7 سبتمبر 2024، وتضمنت قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية كذلك، جملة حيرت المهتمين في العلوم السياسية، جاء فيها حرفيا ” إن إعلان الرئيس تبون هو الإشارة الرسمية لخروج من أزمة، فالدولة الجزائرية ليست في أزمة…”
و اشارت البرقة الى أسباب – اعتبرها البعض – انها مبهمة و غريبة، بل و طرحت اكثر من علامة استفهام، حول ما جاء في فيها، من قبيل ” أن التهديدات الخارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، وأن الأجندة الانتخابية قد أعيد ضبطها بما يتماشى مع هذا المعيار، ويبدو أن الفكرة الرئاسية أملاها الحرص على إعادة بسط هذا الاستقرار في صرح الدولة، ولو تطلب ذلك تقليص فترة العهدة الرئاسية، فمنذ بداية عهدته وهو يعتمد لغة الحقيقة والصراحة مع شعبه بدون غموض، حتى لو كان ذلك قد أثار صدمة البعض أو غضب البعض الآخر، ومنهم المتشبثين بفساد الدولة، وخونة الداخل الذين لا يرغبون في بروز هذه الجزائر المتجددة…”
واختتمت برقية وكالة الانباء، بخلاصة مفادها ” ان العودة إلى دولة قوية تتطلب التضحيات، فالرئيس تبون قد جعل من آمال وتطلعات واقتراحات شعبه هدفه الأسمى، فأصبح بذلك ضامنا للرابطة بين الأجيال من جزائر الثورة إلى جزائر التجديد…
وما يثير الانتباه ان البرقية تزامنت مع ما خصصته جريدة الجيش في عددها الأخير تحدثت فيه عن النجاحات الباهرة لعمي ال ” تبون ” تحت عنوان ” نجاح على جميع الأصعدة”، ليتضح جليا ان التلميحات قطعت الشك باليقين، كون الرئيس المقبل للجزائر ما هو الا الرئيس المزور ال ” تبون” الذي سيتم تعيينه مرة أخرى في خرق سافر لكل القوانين…
وفي موضوع ذي صلة، يبقى ظهور الناشطة السياسية والحقوقية، زبيدة عسول، (المحسوبة على الحراك) على الساحة السياسية، بعد الكشف مؤخرا عن إعلان رغبتها في ترشحها والمشاركة في رئاسيات 2024، مجرد لعبة للتمويه، التجأ اليها النظام العسكري، لإعطاء مصداقية للتنافس الانتخابي، بعدما تبين بالملموس ان عسول أبرمت صفقة لأداء دور أرنب السباق لا اقل ولا أكثر….
وتبقى خطوة – العصابة – في عدم طرح الرزنامة الانتخابية للنقاش والتشاور، مثيرة للشكوك ومحفوفة بالمخاطر، خاصة وان نجاحات ال”تبون” الوهمية أصبحت حديث مواقع التواصل العالمية ، بعدما بوأت جمهورية تندوف الكبرى (على الورق) ضمن القوة الضاربة الإقليمية ، و نذكر على سبيل الحصر تحقيق قطار تمنراست وارجاع الأموال المنهوبة ، والقضاء على الطوابير، وتحلية مليون وست مائة مليار مربع يوميا من مياه البحر ونجاح الانضمام الى البريكس، وتنظيم كاس افريقيا 2025 ،وتمكينه من تغيير موقف اسبانيا والامارات المتحدة من موقفها من الصحراء المغربية، دون نسيان استرجاع الجماجم من ماما فرنسا….
وحسب المتتبعين للشأن السياسي، فان الاستعجال بتقديم الانتخابات، ما هو الا سيناريو محبك (من اخراج ماما فرنسا) لتثبيت ال ” تبون ” –المنهك عقليا وبدنيا -، على كرسي الرئاسة، لبضعة شهور معدودات، ليتم بعد ذلك، تنحيته بدواعي المرض، قبل انتقاء مرشح العسكر الذي يتوج دائما وابدا….
وفي ظل ما يحاك في كواليس الاستحقاقات المقبلة، – وطبقا لنفس المصادر – خاصة بالنسبة لطبيعة التنافس الذي ستشهده الحملة الانتخابية، هناك تخوفات من وضع البلاد في قلب الازمة الدامية، التي أعقبت ندوة الحوار الوطني لعام 1994…. ولا يستبعد ان تنطلق شرارتها من الفاعلين في الحراك ووجوه الطبقة السياسية، بالإضافة الى الأغلبية الساحقة من شعب مقهور أصبح همه الوحيد الحصول على ” كيس حليب وخنشة سميد”…
*مهتم بالشؤون المغاربية