تحذيرات دولية من زعزعة استقرار موريتانيا بسبب تنامي العمليات الإرهابية لميلشيات البوليساريو …!!

بدر سنوسي
كشفت تقارير دولية ان الاخبار المتداولة التي تحدث عنها، نشطاء على منصات التواصل بموريتانيا، الجمعة الاخير، عن دخول “مجموعة من الإرهابيين للبلاد واجتيازهم الشريط الحدودي”، وتأكد بالملموس – حسب نفس التقارير – عن تورط حركة مليشيات البوليساريو، التي تسعى جاهدة الى زعزعة أراضي دولة موريتانيا، في محاولة للضغط عليها– بشتى الطرق – ، بعد انتخابها السبت الأخير رئيسا للاتحاد الأفريقي خلال حفل افتتاح الدورة العادية الـ37 للجمعية العامة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا…
هذا وتسارعت الاحداث طيلة الأسبوع، حول ما يجري في الأراضي الموريتانية، خاصة بعد تداول وثيقة تحذر من وجود “عنصر مسلح” ينوي القيام بعمل إرهابي في البلد، إذ تتباين الروايات بشأن تلك الوثيقة وتتزايد المطالب الموجهة للسلطات بالكشف عن فحوى الموضوع، وبالرغم من إعلان الجيش الموريتاني، أن وحدة مرابطة على الحدود الشرقية للبلاد اعترضت “عنصرا مسلحا” بعد دخوله التراب الوطني، وتمكنت من “طرده” بعد رصد وتعقب…. ومع ذلك لا زالت التساؤلات الكثيرة قائمة حول إمكانية توغل عناصر لميلشيات البوليساريو داخل التراب الموريتاني، مدعومة من جهات فاعلة مثل حزب الله اللبناني وحماس والميليشيات الإيرانية ومجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
ويرى مراقبون ان الدعم اللامشروط للنظام العسكري الجزائري، ولا سيما الجيش الوطني الشعبي الجزائري، للجماعات الإرهابية بالمنطقة، وعلى رأسها مليشيات البوليساريو، يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية في المنطقة ككل، كما يمكن أن يكون للأنشطة الإرهابية التي ترعاها عصابة قصر المرادية، تداعيات اقتصادية وسياسية وعسكرية، مما يعرض الاستقرار الداخلي لدولة موريتانيا والعلاقات الدولية للخطر.
للإشارة فميلشيات البوليساريو الإرهابية سبق لها وان ارتكبت – في وقت سابق- جرائم حرب حقيقية في حق الشعب الموريتاني طوال سنوات، سقطت فيها أرواح طاهرة، من خيرة شباب الجيش الموريتاني بأيادي إجرامية لتندوف تحت قيادة إبراهيم غالي زعيم الكيان الانفصالي، ولتحقيق ذلك، عملت عصابات تندوف على تجنيد مرتزقة أفارقة لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
و حسب متتبعين، فليس هناك شك في أنه من الطبيعي، ان أكبر تهديد لوحدة الأراضي الموريتانية، هو خطر البوليساريو، اذ يجب عليهم ان لا ينسون أن عاصمتهم كانت أواخر السبعينيات قاب قوسين أو أدنى من السقوط تحت سيطرة ذلك التنظيم الإرهابي المسلح لمرنزقة البوليساريو، لولا أن تدخل الطيران الحربي الفرنسي في آخر لحظة، وقدم لهم الدعم ووقف إلى جانب موريتانيا، دون نسيان المحاولات الإرهابية التي ضربت العمق الموريتاني ، بعدما تمكنت على اثرها القوات الأمنية الموريتانية من إحباط هجومين بسيارات مفخخة كانا يستهدفان القصر الرئاسي إبان حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والسفارة الفرنسية في نواكشوط.
هذا و تزامنت هذه الاحداث ، مع بيان السفارة الأمريكية في الجزائر، التي اوصت خلاله، ومن قلب العاصمة الجزائر( بتاريخ 19 فبراير الجاري)، رعاياها بتجنب السفر إلى تندوف بمناسبة ما يسمى “صحراء ماراطون 2024″، المقرر اجراؤه نهاية شهر فبراير الجاري، وهو تحذير واضح من تواجد عصابات البوليساريو الإرهابية التي تشرف عليها الجزائر، ويأتي هذا التحذير، بعد أيام قليلة من تنبيه وزارة الخارجية الاسبانية، مواطنيها بعدم زيارة مخيمات تندوف، وطلبت من يتواجد من الإسبان بالمخيمات بمغادرتها في أقرب وقت، وربط بلاغ للوزارة بين “تزايد عدم الاستقرار في شمال مالي” و” تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة”، وتأثيره “على الأوضاع الأمنية بمخيمات العار بتندوف”.
من جانبه، حذر “منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف” في بيان له يوم اول أمس (الأحد)، أن هناك علاقة معروفة بين الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، وعصابة جبهة البوليساريو، التي تربطها علاقات قوية ومبادلات تجارية وصفقات مشبوهة مع ذات الجماعات الناشطة بالمنطقة.