انتكاسة جديدة لحكام جمهورية تندوف الكبرى بسبب المواقف الواضحة لكل من فرنسا وأمريكا حول الصحراء المغربية…!!
مروان زنيبر*
في تطور جديد ومثير، وفي اقل من أسبوع، تزامن تصريح سفيرة الولايات المتحدة الامريكية بالجزائر مع تصريح وزير الخارجية الفرنسي، وهي تصريحات قطعت الشك باليقين حول الموقف الواضح لكل من فرنسا وأمريكا، والمرتبط بموقفهما الواضح المساند للمغرب في قضية الصحراء المغربية، وبالتالي ضرورة تحلي الجزائر وجبهة بوليساريو الانفصالية بالواقعية في حلّ النزاع المفتعل.
ففي حوار اجرته سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في الجزائر، “مور أوبين ” مع صحيفتي “الخبر” الناطقة بالعربية و”الوطن” الناطقة بالفرنسية، ومن بين الأسئلة التي وجهت لها “كيف يُمكن للولايات المتحدة العمل مع الجزائر للتوصل إلى حلول نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟، وفي جوابها على سؤال حول كيف تعمل الجزائر وواشنطن لإيجاد حلول نهائية لكل من القضية الفلسطينية والصحراء المغربية، قالت سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في الجزائر، بخصوص قضية الصحراء المغربية ” الولايات المتحدة و الجزائر تتفقان، على ضرورة منح ستيفان دي ميستورا، الفرصة للعمل على إيجاد حل سياسي للوضع في الصحراء المغربية، لتضيف بما لا يدعو الى الشك ” لقد استمر هذا الصراع لفترة طويلة بما فيه الكفاية، (47 عامًا)، دون أن يكون هناك أي طريق للمضي قدمًا.” ونحن والجزائر، نتفق تماما مع تطلعات الأمم المتحدة.”
الغريب في امر الاعلام المأجور لعصابة السوء انه حاول عبر وسائله الخبيثة – دون جدوى- تحريف تصريحات أدلت بها سفيرة الولايات المتحدة بالجزائر، زاعمة أنها تحدثت عن “تقرير المصير عبر الاستفتاء”، بينما أكدت في الحقيقة أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية طال أكثر من اللازم، في إشارة واضحة لتعنت حكام النظام العسكري، ولاضمحلال مؤشر الأطروحة الانفصالية التي تدعمها الجزائر، في وقت تتوالى فيه الاعترافات بمغربية الصحراء والتأييد الدولي المتصاعد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
بدوره خرج وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورني، في تصريح، خص به ثلاث صحف أوروبية، هي الصحيفة الجهوية الفرنسية (ويست فرانس) والألمانية “فراكفورتر” والبولندية (Gazeta Wyborcza): “ و قال بالحرف ” أجرينا عدة اتصالات منذ تقلدي حقيبة الخارجية مع السلطات المغربية، لقد طلب مني رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) شخصيا أن أستثمر في العلاقة الفرنسية المغربية، وأن أكتب أيضا فصلا جديدا في علاقتنا، وسألتزم بذلك”.
وانطلاقا من يقينه بأن العلاقات الفرنسية المغربية محكومة بموقف باريس من قضية الصحراء المغربية، قال حرفيا ستيفان سيجورني إن فرنسا ” كانت دائما في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل قضية الصحراء المغربية، التي لقيت الدعم الواضح والمستمر من فرنسا فيما يتعلق بالحكم الذاتي”.
وأضاف: “لقد أصبحت الخطة حقيقة واقعة منذ العام 2007 (تاريخ إطلاق المخطط)، وأضاف قائلا، أن الوقت قد حان للمضي قدمًا، وسأبذل قصارى جهدي في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب ….
ويبدو جليا ان وزير الخارجية الفرنسي، يكون قد وجه هو الأخر، رسالة – لا لبس فيها – لحكام جمهورية تندوف الكبرى عندما ختم كلامه قائلا ” غير أن ذلك من شأنه أن يترك، من دون شك، أصداء غير سارة لدى الجزائر”
وفي موضوع ذي صلة يتوجس كبار كهنة قصر المرادية من الزيارة، التي تعتبر الأولى منها لمسؤول إسباني بعد التطورات المتوترة التي تعرفها العلاقات الجزائرية-الإسبانية، و هي الزيارة التي يعتزم القيام بها الوزير الاسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر، علما ان الموقف الواضح من وزير خارجية فرنسا و سفيرة الولايات المتحدة الامريكية بخصوص تمسكهما من الحكم الذاتي، وموقف اسبانيا التي سبق لها وان دعمت مخطط الحكم الذاتي منذ مارس 2022، ازعج و أربك العصابة، لتقرر الجزائر، تأجيل زيارة وزير خارجية اسبانيا ، لأسباب قيل انها متعلقة بـ “أجندة جزائرية”، دون تقديم تفاصيل أوفر… !!.
*صحفي مهتم بالشؤون المغاربية