إلى متى استمرار عصابة ” جمهورية تندوف الكبرى” العبث بذاكرة تاريخها المزور…؟؟

إلى متى استمرار عصابة ” جمهورية تندوف الكبرى” العبث بذاكرة تاريخها المزور…؟؟

مروان زنيبر
في الخامس من شهر فبراير عام 1962، ألقى الجنرال ديغول خطابا متلفزا تحدث فيه عن القضية الجزائرية، حيث قال “بالنسبة لنا، فإن الأمر يتعلق بتحقيق السلام في أقرب وقت ممكن ومساعدة الجزائر على أن تمسك بزمام مصيرها” محاولا بشتى الطرق إنقاذ البلاد من حرب أهلية في الجزائر، بعد تصاعد وتيرة أعمال العنف التي نفذها معارضو استقلال الجزائر، وكذا بسبب المعمرين المتشددين الذين أرادوا التمسك بالجزائر حفاظا على مصالحهم الاقتصادية والمالية، بعد بدء مفاوضات إيفيان التي كانت قد قطعت أشواطا متقدمة”.
وكانت الأعمال الانتقامية التي قامت بها منظمة الجيش السري الفرنسية (أسسها أنصار الجزائر فرنسية سنة 1961) ضد الجزائريين قد بلغت مداها، مما حدا بالجنرال ديغول زيارة الجزائر بصفته رئيسا للحكومة الفرنسية، وخاطب الداعمين لتبعية الجزائر لفرنسا من المعمرين بعبارته الشهيرة “فهمتكم”، في حدث اثارت وقتها تفسيرات متباينة…
وكان الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الفرنسي “دوكول” حول تقرير مصير الجزائر، قد قطع الشك باليقين، بخصوص هوية الشعب الجزائري وقال بالحرف” سأطرح السؤال على الجزائريين بصفتهم أفرادا، لأنه منذ أن وجد العالم، لم تكن وحدة أو سيادة جزائرية، لقد تناوب القرطاجيون والرومان والوندال والبيزنطيون وعرب الشام وعرب الأندلس والأتراك والفرنسيون على احتلال البلاد من دون أن يكون أبدا وبأي شكل من الأشكال وجود دولة جزائرية”.

ويرى الكثير من المؤرخين بالأدلة القاطعة أنه لم يكن هناك شعب جزائري قبل سنة 1830، الشيء الذي ادى بالجزائر الى فقدان هويتها، وسقوطها تحت تأثير الصدمات، مما جعلها تحاول خلق وهم مشترك من أجل إضفاء شرعية تاريخية… اعتبارا لأهمية التاريخ في حياة الشعوب من خلال تبيانه للجذور التي تنتمي إليها، حيث إن الأمة التي تجهل تاريخها هي أمة بلا هوية.
وهذا الطرح التاريخي تبينه وثيقة من الأرشيف الفرنسي، وهي عبارة عن مراسلة بين وزارة الحرب الفرنسية ومديرية الشؤون الإفريقية إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر بتاريخ 14 أكتوبر 1839، تفيد بأن الجنيرال شنايدر الذي أرسل الرسالة يقترح لأول مرة تسمية تلك المنطقة من شمال إفريقيا بالجزائر، وأن يجري هذا القرار على جميع الوثائق والمراسلات فيما بعد.
وعلى أي حال، يجمع المحللون، ان ذاكرة هذا البلد تبدو متعبة، وان خرجات حكام جمهورية تندوف الكبرى، ومناوراتهم اتجاه دول الجوار بدون استثناء، (المغرب ودول الساحل وليبيا وتونس) ما هو الا حتمية ترابط عميق بين مفاهيم التاريخ والسياسة والهوية، فعصابة قصر المرادية، ستبقى الى الابد تختلق المشاكل وتمجد الذات وتوهم بطولات وتعبث بالحقائق، من أجل خلق واقع تاريخي مزور….
ويكفي مقولة فرحات عباس التاريخية، (من المؤسسين الأوائل لحركة المطالبة بالاستقلال عن فرنسا)، حينما قال ” لن أموت من أجل الوطن الجزائري لأن هذا الوطن غير موجود، لو كنت قد اكتشفت الأمة الجزائرية، لكنت وطنيا، وما كنت لأخجل كما لو ارتكبت جريمة، الرجال الذين ماتوا من أجل المثل الأعلى الوطني يتم تكريمهم واحترامهم كل يوم، حياتي ليست أكثر قيمة من حياتهم، ومع ذلك لم أجده…. سألت التاريخ، واستجوبت الأحياء والأموات، وزرت المقابر، ولم يخبرني أحد بذلك … لا نقوم بالبناء على الريح…”

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *