“فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” صدق الله العظيم

“فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” صدق الله العظيم

عبدالقادر كترة 

غريب وعجيب وشاذ واستثناء في سنة خلق الله:

– شعب حظيرة ثكنة عسكرية يحتفل بانتصارات غيره لتبرير سقطاته ونكساته وهزائمه (وهنا نستثني أشقاءنا الجزائريين الأحرار الذين نكن لهم كل المودة والاحترام والتقدير ونحن متيقنين أنهم هم أول ذوضحايا هذا النظام العسكري ويناضلون من أجل تنحيته وتحرير بلدهم من قبضته).

– قطعان حظيرة الثكنة خرجت بعشرات الآلاف والأعلاف للاحتفال بانتصار بلد غير مسلم في طرف القارة في مباراة كرة قدم، على بلد جار شقيق مسلم تربط شعبيهما أواصر الإخوة المودة والقرابة والمصاهرة والدم والكفاح والجهاد المشتركين ضد المستعمر الفرنسي وكانت أرضه ملجأ لأشقائه الجزائريين اللاجئين من نار الحرب في الجزائر كما كانت أرضه قاعدة عسكرية وخزينا للسلاح لقادته المجاهدين…

شعب الحظيرة الثكنة لم يخرج لنصرة فلسطين ، في مسيرة احتجاجية على جهنم حرب الإبادة التي أشعلتها إسرائيل على شعب غزة المسلم المحتل الذي قتل منه إرهاب الصهاينة ، إلى حد الساعة، حوالي 27 الف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب وأكثر من 2 مليونين من النازحين من غزة…

– شعب تمت عسكرة حياته، يفتخر بعدد قتلاه ويمجد قاتليهم لتبرير اندحاره، ويزور جماجم أجداده في متاحف مستعمريه دون تأنيب ضمير ولا حياء وخجل ولا وفاء للشهداء.

– شعب ثكنة عسكرية يتحدث عن ثورة و حرية ولم ينل بعد استقلاله بل تخلت عنه فرنسا باستفتاء تقرير مصير مشروط بمعاهدة “إيفيان 1962” واستولت على ثرواته أرضه تنهبها إلى يومنا هذا ووضعت على رأسها خدامها وعملاءها من العسكر الحركي.

– شعب فقير في بلد غني يقضي أيامه في طوابير للبحث عن نصف لتر حليب لكن يحيي لصوصه ويحمل سارقيه على الأكتاف ويصفق لبقائهم (تحيى عمي تبون وتحيى شنقريحة).

– شعب لم يخض حربا ولم يشارك فيها ضد إسرائيل ويعيش على شعارات انتصارات وهمية خيالية عليها وهزمها وخوف إسرائيل منه.

– شعب حظيرة ثكنة عسكرية يعيش تحت حذاء العسكر حركى الاستعمار الفرنسي يأتمر بأمره ويمجد المستعمر ويحن إليه، ويرفع شعاره “حرية، مساواة، أخوة

Liberté , Egalité, Fraternité” دون أن يعرف معناه أو يستوعبه.

– شعب حضيرة هاجر ثلث أبنائه عبر قوارب الموت إلى أحضان البلد الذي استعمره لأكثر من 132 سنة، هروبا من الفقر والعوز والحرمان والحاجة والقمر والقمع في بلد النفط والغاز…

– شعب ثكنة عسكرية حوله كبرانات فرنسا وعلى رأسهم رئيس الأركان الفريق الأول المتوج بخوذة الحرس الجمهوري الفرنسي، (حولوا هذا الشعب) إلى ظاهرة صوتية ثرثارة حالمة هائمة في البطولات العنترية والأزلية وأفلام الرسوم الكارتونية الغربندايزارية ومسلسلات حروب الفضاء الخيالية…، حتى خيل له أنه البطل المغوار والصحن الدوار والشعب الكوار والتنين القاذف للنار….

– شعب ثكنة عسكرية ديكتاتورية أوهمه العسكر أن بلده مكة الثوار ومهد الحرية والديمقراطية التي تمارس في أرقى البلدان وأغناها وتدرس في جامعات دول العالم، وبزوغ شمس الحرية التي تضيئ أرجاء الكون…

– شعب ثكنة عسكرية تم شحن دماغه بالبطولات الوهمية والخزعبلات والتراهات والأحلام حتى تاه في صحراء خيال لا حدود لها، فآمن بأنه خلق قبل آدم وبلده قارة ثم كوكب وشعبه مختار تحدث عنه رسول الاسلام وفضله على غيره من البلدان بحديث روي لأحدهم في الحلم وشهداء شعبه سيدخلون مجموع المسلمين إلى الجنة وأرضه بها الكعبة وهي مكة المسلمين التي يحب أن يحج إليها العالم الإسلامي، وبها رست سفينة نوح ومنبع الانبياء والرسل وبلاده أنجبت الفراعنة والفاتحين لبلدان الكفر الناشرين للإسلام….

– شعب ثكنة عسكرية أوهموه بأن الخائن عبدالقادر الذي باع الجزائريين والجزائر لفرنسا وعلقوا على صدره نياشين الطاعة والولاء ولا زالت ممتلكاته وأحفاده بفرنسا يعيشون معززين مكرمين،وأوهموه بأنه كان مجاهدا ويحتفظ بالمسدسات التي أهداها إياه الرئيس الأمريكي جورج واشنطن سنة 1799، قبل ولادة هذا الأخير سنة 1808، ثم أوهموهم بأن قيصر روسيا نيكولا الثاني أهدى الأمير عبد القادر وسام النسر الأبيض، رغم ان التاريخي سجل بان نيكولا الثاني لم يتسلم مقاليد الحكم في روسيا القيصرية إلا بعد وفاة الأمير الجزائري عبد القادر بـ11 سنة!

النظام العسكر الجزائري، وقناعه المدني عبدالمجيد تبون والمسؤولون معهم يكذبون كما يتنافسون بدون خجل ولا حياء، وأصبح الكذب رياضة يومية مفضلة، حيث إن المتحكمين في رقاب شعب الحظيرة في الجارة الشرقية يتنفسون الكذب عوض الأكسجين، إذ لا يمر يوم دون أن نسمع غرائب وعجائب من صنع واختلاق وكلاء فرنسا على مقاطعتهم السابقة في شمال إفريقيا.

ولا يمكن حصر التفاهات والترهات والخزعبلات المثيرة للسخرية والضحك والاستهزاء و”التقشاب” وعلى سبيل المثال تصريحات الرئيس تبون ب”تحلية مياه البحر بمليار و400 مليون متر مكعب يوميا، وتمثل الجزائر لأفريقيا ما تمثله الصين للعالم، ودول مجموعة البريكس تنظر بفارغ الصبر التحاق الجزائر بها وبدون الجزائر لا يمكن أن تتطور البريكس ، فجاءه الرد من وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف مدويا ومزلزلا برفضه انضمام الجزائر مؤكدا على أن الجزائر “لا وزن لها ولا هيبة ولا مواقف دولية”، كما أن هناك تصريحات لوزير السياحة الجزائري الذي قال أن شواطئ الجزائر استقبلت 120مليون مصطاف في الصيف الماضي و12 مليون سائح….، كما ان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارته لروسيا، حماية الجزائر والدفاع عن استقلالها وأنه صديق العالم الأمر الذي جعل قيصر روسيا يبتسم سخرية واستهزاء.

شعب الحظيرة حشوا جماجمه بالترهات والخزعبلات مثل قصص اللقلاق المجاهد والشجرة المجاهدة والصخرة المجاهدة التي حكم عليها بالإعدام والحمار المجاهد الذي تم سجنه مع المجاهدين وكان يترك ماءه ليشربه المجاهدون والبغلة المجاهدة و….و …، وأن له أقوى جيش وأقوى دولة وأقوى شعب وأنه الأول والأفضل والأحسن والأجمل والأقوى والأقدم والأعلى والأكبر والأسرع والأبدع والألمع…، ولا يفتح فمه إلا بذكر عسكر ثكنته…

شعب الحظيرة يصدق ويؤمن ويعتقد أنها الحقيقة ثم يفرح ويسعد ويصفق ويغني ويرقص ثم ينام بعض الوقت ويستيقظ كل الوقت لقضائه في طوابير الحليب والزيت والسميد والعدس واللوبيا والحمص والبطاطا والدواء والماء….فيما ينتظر الشباب في طوابير بالسواحل يقتنصون حظهم في الحرݣة عبر ركوب قوارب الموت نحو الضفة الأخرى أو ما يسمونه “البوطي”…

قال الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين : ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾

[ البقرة: 10]

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)

سورة البقرة

وقال رسولُ الله ﷺ: مَن رأى مُبتلًى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا؛ لم يُصبه ذلك البلاء.

ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وهو العلي العظيم ، والأمر لله من قبل ومن بعد، ولا حول ولاقوة إلا بالله

العلي العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *