أينما ولى النظام الجزائري وجهه وجد المغرب بالمرصاد: أسمدة الصين إسرائيلية وأسمدة الهند مغربية، واستجداء مصنع من تركيا
عبدالقادر كترة
حلم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ووهمه تصبح الجزائر “أول منتج للفوسفاط أو ثاني أو ثالث المهم الأولى في أفريقيا وفي محيطها”، لم يأتي من فراغ بل من ضربة موجعة وصدمة قوية وأزمة نفسية من عقدة نجاحات وإنجازات المملكة المغربية الشريفة ومشاريعها المربحة في مختلف أنحاء العالم وفي أكبر دوله المتقدمة والمصنعة.
يحز في نفس النظام العسكري الجزائري أن يحضى المغرب بالاحترام والتقدير والثقة والمصداقية، التي يفتقدها الجار الغربي وبشهادة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف حين لخص فشل النظام الجزائري،بعد رفض دخول الجزائر المجموعة البريكس في قوله: ” من معايير قبول دولة في المجموعة، الوزن والهيبة والمواقف الدولية”.
مشيرين إلى أن تبون سيجفف البحر الأبيض المتوسط ويمنح الجزائريين فرصة الهجرة برا من الجزائر إلى دول أوروبا.
مصانع السيارات و الطائرات لم يظهر لها أثر، و قطار تمنراست لم تُنجز سكته، و الأسواق تعيش النذرة في المواد الأولية و المواطن يمضي يومه يتنقل بين الطوابير…، و آخر وعوده كان مشروع التربع على عرش الفوسفات، و هذه رواية أخرى تبكي الجزائريين قبل أن تُضحِكهم، خصوصا و أن الجزائر الجديدة تقول بأنها قررت أن تطلق برنامجها الفلاحي لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، و أن سلطات البلاد، تحت توجيه “تبون” و “شنقريحة”، قررت التوجه إلى الصين للحصول على التكنولوجيا الفلاحية و على الأسمدة… لكن العملاق الصيني رد على الجزائر بأنه يشتغل بتكنولوجيا فلاحية إسرائيلية المنشأ، و أن حقوق تحويلها إلى الجزائر يجب شرائها من تل أبيب، و أن الصين لا تبيع الأسمدة بل هي مخصصة فقط للفلاحة الصينية و الفائض منها يتم تخزينه.
تأكد من أن المستقبل ليس للمحروقات، بل للاقتصاد الأخضر…، و أن الدول التي لا تحقق أمنها الغذائي لا يمكنها الحديث عن امتلاكها أسباب و أوجه القوة.
و خلال زيارة” أردوغان” التي تأثرت باتفاق الهدنة الذي وقعه الفلسطينيون مع إسرائيل، بوساطة قطرية – مصرية، و تغييب دور القوة الضاربة التي كانت تسعى إلى لعب دور في الوساطة عبر “أردوغان”، أقرب أصدقاء “نتنياهو”، تقرر الاكتفاء بالدعوة إلى متابعة النظام الإسرائيلي دوليا بجرائم الحرب، و توقيع اتفاقيات الدعم السينمائي…، أما الفكرة الفوسفاتية التي ابتكرها “تبون” فقد تم عرضها على الأتراك بتفويت مناجم الفوسفات الجزائرية للشركات التركية…، ليبقى السؤال الكبير: هل ينقد “أردوغان” صديقه “تبون” و يحقق له الوعد المستحيل؟ خصوصا إذا علمنا أن التفوق على الرباط و الشركات الأمريكية و الروسية في إنتاج الفوسفات يحتاج إلى استثمار بقيمة 20 مليار دولار !!؟ … فهل يمكن ذلك؟!!!”