هل ستأثر الاحداث الدامية بفرنسا على مستقبل النظام الديكتاتوري في الجزائر…؟؟
سليم الهواري
يبدو أن الأحداث الدامية التي فجرها مقتل الفتى الفرنسي “نائل”، ذي الأصول الجزائرية، برصاص الشرطة الفرنسية، بمدينة نانتير (بالضاحية الغربية لباريس) على خلفية عدم امتثال الضحية لتعليمات دورية مرورية… ستكون لها تداعيات وتطورات خطيرة على مستقبل العلاقات بين فرنسا والنظام العسكري في الجزائر.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، كانت السلطات الجزائرية قد اصدرت بياناً بشأن حادث وقع على التراب الفرنسي، بلغة ” حادة ” بعدما وصفت الحادثة بـ”الوحشية”، مما اثار “جنون” اليمين واليمين المتطرف الفرنسي، فصوبوا سهامهم نحو الجزائر، معتبرين ذلك “تدخلاً في شؤون فرنسا الداخلية.
ومما زاد الطين بلة ان مخابرات ” عصابة الكراغلة ” اججت الأوضاع داخل فرنسا، حتى ان الجالية الجزائرية اصبحت – ماركة مسجلة – لأولئك الذين ينهبون ويسرقون المحلات ويحرقون المدارس والحافلات والعمارات و الابناك…
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل التجأت المخابرات الى الترويج لمقطع ل”تبون” و هو يدعم أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا…
وموازاة مع ذلك، ومن اجل نشر خطاب الكراهية أكثر ضد فرنسا، طغت الاحتفالات الشعبية على احتفاء الجزائر، أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ 61 لاستقلال البلاد (5 يوليو 1962) عن الاستعمار الفرنسي، لكن اللافت أكثر في الاحتفالات، هو انتشار وسم “يا فرنسا إن هذا يوم الحساب”، من مقطع الوعيد في النشيد الجزائري الرسمي، الذي أحدث ضجة بين البلدين (الجزائر وفرنسا) قبل أيام، حيث تعمدت مخابرات العسكر نشر ” مقطع الوعيد ” كاملا، وفي العاصمة أنشد مواطنون هذا المقطع في ساعات متأخرة من الليل.
ومن المرتقب، أن ” ماما فرنسا” سوف لن تقف مكتوفة الايدي، امام ما يحدث في عقر دارها من حرق مدنها، والخسائر الني تكبدتها من مداخيل قطاعها السياحة، والاضرار الذي لحق باقتصادها، من نهب وتخريب متعمد تقف وراءه عصابة لا تكثرت بتداعيات المظاهرات الصاخبة التي تشهدها عدة مدن فرنسية ستكون لها انعكاسات مباشرة على الجالية الجزائرية التي تعد الأكبر في فرنسا حيث يتجاوز عددها 5 ملايين شخص.
واكيد ان هذه الأحداث ستؤدي حتماً إلى ترحيل الجزائريين الذين لا يتمتعون بالجنسية الفرنسية من الجانحين في مختلف القضايا، ومن الإجراءات المتوقعة أيضاً تجاه الجزائريين تقليص مزايا الدعم الاجتماعي للذين يتمتعون بالجنسية الفرنسية، ولا يستبعد أن تلجأ السلطات الفرنسية لتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للرعايا الجزائريين على خليفة هذه المظاهرات، كما ستعمل سلطات باريس على الأرجح إنهاء العمل باتفاقية الهجرة الثنائية بين الجزائر وفرنسا لسنة 1968، مثلما يطالب به حالياً سياسيون وحتى وزراء في فرنسا.
وفي ظل تنامي خطاب الكراهية وتزايد التوتر والاحتقان، يرى مراقبون ان عصابة الكابرانات ستدفع الثمن غاليا، آجلا ام عاجلا، ولا يستبعد ان يأدي انقسام اجنحة النظام العسكري خاصة بين الجناح الموالي لفرنسا (الجنرال جبار مهني) وجناح الحرس القديم (الفريق شنقريحة) الى التعجيل بنهاية نظام ديكتاتوري مستبد أصبح منبوذا للعديد من دول العالم.