في ذكرى الربيع الامازيغي ” الدامي ” تخوف النظام العسكري الجزائري من تجدد المظاهرات بمنطقة “القبايل “

في ذكرى الربيع الامازيغي ” الدامي ” تخوف النظام العسكري الجزائري من تجدد المظاهرات بمنطقة “القبايل “
سليم الهواري
يستعد نشطاء ومدافعون عن القضية الأمازيغية بالجزائر لإحياء ذكرى “الربيع البربري” وسط هواجس عديدة بسبب الإجراءات القانونية الجديدة التي شرعت السلطة في تطبيقها من أجل مواجهة كل الدعوات الانفصالية، وهو ما يتخوف منه هؤلاء النشطاء، ودأب النشطاء الأمازيغ في الجزائر على إحياء هذه الذكرى سنويا في (20 ابريل) من خلال القيام بتظاهرات ثقافية وأنشطة فكرية في أغلب مناطق البلاد بالنظر إلى أهمية تلك الأحداث في الدفع بالمشروع الأمازيغي في صراعه مع السلطة في الجزائر…
وككل عام يحيى سكان المنطقة الناطق غالبية سكانها باللغة الامازيغية (القبائلية) هذه الذكري التي تصادف اندلاع مواجهات عنيفة بين السكان وقوات الدرك في 19ابريل 2001 عندما قتل الشاب قرماح ماسنيسا (19 عاما) في احد مخافر الدرك بولاية تيزي وزو في ظروف غامضة، وكان ذلك بمثابة فتيل لمواجهات دامية استمرت ثلاث سنوات وخلفت 120 قتيلا ومئات المصابين وخسائر مادية جسيمة، وينتظر ان يحيى سكان ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، كبري الولايات المشكلة لمنطقة القبائل، هذه الذكري تزامنا كذلك مع احياء احداث الربيع الامازيغي التي اندلعت في جامعة مدينة تيزي وزو يوم 20 ابريل 1980 وحركها طلبة من دعاة الاعتراف بالثقافة واللغة الامازيغية في الجزائر وقمعتها قوات الامن بقوة في حينها و شنت السلطات وقتها حملة اعتقالات طالت عددا كبيرا من الطلبة الجامعيين والنشطاء السياسيين وقتها، من بينهم الرئيس السابق لحزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” سعيد سعدي، والناشط الحقوقي مقران آيت العربي.
ويرى مراقبون، انه على عكس الأعوام الماضية، يبدي العديد من النشطاء في الجزائر، هذه المرة، تخوفات كبيرة لإحياء الذكرى، بعدما صنفت السلطات العسكرية حركة “الماك”، التي تطالب بانفصال منطقة القبائل “تنظيما إرهابيا”، ولا يستبعد منع السلطات أي تظاهرة في البلاد لإحياء ذكرى الربيع البربري الدموي الذي يمثل نقلة نوعية في مسار القضية الأمازيغية، وذلك اعتمادا على مقتضيات المادة 87 مكرر، والذي تضمن تعريفا جديدا لمصطلح الإرهاب والأشخاص المتورطين فيه.
والى يومنا هذا، مازالت العلاقة بين النظام الجزائري وسكان منطقة “القبايْل” متوترة للغاية، بسبب مطالبة أمازيغ الجزائر بالاستقلال عن المركز، ما أدى إلى اعتقال عشرات القيادات “القبائلية” التي تصدح بأصوات التحرر من قبضة الجنرالات، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة بالمنطقة… ودعت الكثير من المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق سراح المعتقلين الأمازيغ بالجزائر، على ضوء مبادرة الكونغرس الأمازيغي العالمي، منبهة في الوقت نفسه إلى عدم جدوى “المقاربة الأمنية” في إخماد نار ” الحراك الأمازيغي ” المطالب بتنحي جنرالات الجزائر عن الرئاسة، وترفض سلطات العسكر أن تكون لمنطقة ” القبايل” أي صحف مستقلة خاصة بها من شأنها نشر المواقف المحلية للسكان الأمازيغ الذين يطالبون بالاستقلال عن المركز منذ سنين عدة…
يذكر ان منطقة القبائل تعد موطناً لأكبر عدد من الأمازيغ في الجزائر التي تضم نحو (13 مليون) ناطق باللغة الأمازيغية، ما يعادل ربع السكان وهم القبائل، والمزابيون في وادي ميزاب (في الوسط)، والشاوية في الأوراس (في الشرق) والطوارق (في جنوب)، ويرجع الفضل في اندلاع الشرارة الأولى للحراك الشعبي (2019) الى بلدة  ” خراطة ” بولاية بجاية في منطقة القبائل، بعدما تجمع بشكل عفوي آلاف المتظاهرين المعارضين لولاية رئاسية خامسة لبوتفليقة ، امتد بعدها الاحتجاج إلى الجزائر العاصمة، ثم إلى بقية البلاد، حتى تحول إلى حركة شعبية غير مسبوقة، عُرفت بالحراك الشعبي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *