الصحفي بوعقبة يجلد النظام الجزائري ويُحمِّله مسؤولية خصوماته مع جيرانه وانهيار الجزائر

الصحفي بوعقبة يجلد النظام الجزائري ويُحمِّله مسؤولية خصوماته مع جيرانه وانهيار الجزائر

عبدالقادر كتــرة

وضع قاضي التحقيق لدى محكمة الدار البيضاء  بالجزائر العاصمة، مساء يوم الثلاثاء 7 فبراير 2023، الكاتب الصحفي الجزائري الحرّ والجريء “سعد بوعقبة” رهن الاعتقال للتحقيق معه، بجنحتي “التحريض على الكراهية وعرض منشورات على الجمهور بغرض الاضرار بالمصلحة الوطنية”،

وقد تمّ إيقاف سعد بوعقبة، صاحب عمود “نقطة نظام”، على خلفية عموده الصحفي المنشور بموقع “المدار.تي.في” في لندن، يوم 2 فبراير 2023، والمملوك لناشطين سياسيين معارضين للسلطة،  المعنون “بعيداً عن السياسية”، الذي تطرق فيه  إلى منطق الأنظمة السياسية الجزائر منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، في معالجته لخصوصية كل منطقة من مناطق الوطن.

كما انتقد سعد بوعقبة مشروع تربية الأبقار بولاية الجلفة، ما أثار موجة غضب عارمة للأوصاف التي نعت فيها المنطقة وسكانها، كغيرها من المناطق، واعتبر البعض، أن بوعقبة، الذي اعتذر لسكان ولاية جلفة في عمود ثاني، أن “سعد بوعقبة لم يقصد أبدا الإساءة للمنطقة التي تربطه بها علاقة قرابة ومصاهرة .

في حين قرّرت عدد من فعاليات المجتمع المدني، تحريك دعوى قضائية ضد الكاتب الصحفي سعد بوعقبة، المعروف بانتقاده للسلطة، وكتاباته المميزة، بتهمة ممارسة خطاب الكراهية والتمييز.

ووفق قانون الإجراءات الجزائية، تم تقديم بوعقبة أمام وكيل الجمهورية في غضون 48 ساعة، وتم بعدها عرضه على قاضي التحقيق الذي قرر الإفراج عنه في انتظار محاكمته.

الحقيقة ليست كما تمّ الترويج لها عبر وسائل الإعلام الرسمي الجزائري وقنوات صرفه الصحي وجرائده المراحيضية التي تصبح وتمسي وتُسبِّح   بحمد جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وبخدامهم وأحديتهم  كهنة معبد  قصر المرادية، بأن الصحفي تم اعتقاله على خلفية المقال الساخر المعنون ب” خرفان سياسية تمت ترقيتها إلى حجم أبقار سياسية”،  لكن الحقيقة أن الصحفي الحرّ سعد بوعقبة  تمّ اعتقاله على خلفية  نشر مقال بنفس الموقع، بعد المقال الأول، جلَدَ فيه النظام العسكري الجزائري المارق الفاشل والمعزول جلداً، وحمّله مسؤولية خصوماته مع البلدان الجارة  بما فيها المغرب وإسبانيا والدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة، كما حمّله مسؤولية عزل الجزائر واقتيادها للكارثة وانهيارها.

وننشر للقارئ هنا،   مقال  الصحفي الجزائر سعد بوعقبة الذي أزعج النظام العسكري الجزائري الذي أصبح دمية في يد بعض الدول تحركه كما تشاء وتنهره إذا خرج عن الطاعة قبل أن توبّخه وتعاقبه، والذي نشره يوم الجمعة  3 فبراير 2023، أي يوما بعد المقال حول “مشروع الأبقار بالجلفة، بعنوان “رسالة إلى المسؤولين في هرم السلطة!؟” جاء فيه :

“غالبا ما يتساءل الجزائريون الأسوياء، هل للجزائر فعلا وجود ديبلوماسي مريح في المحافل الدولية، والإقليمية؟! هل كان من الحكمة الديبلوماسية أن يحدث ما حدث بين الجزائر وإسبانيا، حتى تصل العلاقات بين البلدين إلى ما وصلت إليه؟! خاصة بعد أن كانت هذه العلاقة شبه مثالية، قياسا بعلاقات الجزائر مع دول أوروبا الأخرى؟! فلماذا تصرفت الجزائر مع إسبانيا على النحو الذي تم؟! ألم يكن من الحكمة تطبيق شعار “إن لم تستطع كسب وده، لا تزود حقده”! نعم الخلاف الديبلوماسي بين البلدين أضر باقتصاد اسبانيا، لكن في نفس الوقت أضرت الجزائر بنفسها! فما الذي حققته الجزائر اقتصاديا من هذا الخلاف، وكيف كان حالها لو تصرفت مع اسبانيا بنحو آخر؟!

الكل يعرف أن اسبانيا لم تتخذ موقفها الجديد من الصحراء الغربية، لولا ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية! حتى اسرائيل لم تكن لتأتي إلى حدودنا، لو لم يكن الأمر بترخيص، ولا أقول تحريض، من بلاد العم سام!؟ كان على المسؤولين قراءة المشهد قراءة صحيحة! وحتى زيارات الرئيس الجزائري إلى الدول الأجنبية أصبحت تقررها دول أخرى! ولا أستبعد أن غلق أنبوب الغاز المار من المغرب، كان تحت استفزازات أمريكية، بطريقة غير مباشرة، عن طريق اسبانيا أو المغرب، وابتلعت الجزائر الطعم، لأن أمريكا كانت تريد تسويق غازها الصخري بالثمن الفلاني! فهل كان من الصواب أن تبتلع الديبلوماسية الجزائرية طعم أمريكا المزروع في الصنارة الاسبانية والمغربية؟! هذا الخلل في الديبلوماسية الفاشلة، هو ما جعل الروس يضغطون على الجزائر لتعطيل انجاز أنبوب الغاز النيجيري، الذي يربط أوروبا مرورا بالجزائر، لمدة عشر سنوات كاملة!؟ ماذا كان وضع الجزائر اليوم لو تم انجاز هذا المشروع؟!

الجزائر اليوم تضع نفسها في مصف الدول المهمة، لأنها تقوم بتصدير خمسين مليار متر مكعب إلى أوروبا، وكانت لتصل إلى سعة مائة مليار متر مكعب، لو تم انجاز مشروع الأنبوب النيجيري!

الوطنية “الزائدة”، التي تجعل وطنية المبادئ، تعطل وطنية المصالح، هي وطنية زائفة!؟ ماذا لو كانت علاقتنا على ما يرام مع اسبانيا، والمغرب، وفرنسا، مثلما هي الآن مع إيطاليا، وتونس؟! ماذا لو اتبعت الجزائر دبلوماسية مخالفة مع المصريين، بخصوص الوضع في ليبيا؟! وماذا لو كان حالنا في الجامعة العربية، غير حالنا اليوم، خاصة بعد عقد القمة الزائفة، وفق ديبلوماسية مهترئة؟! ألم يكن وضع الجزائر أفضل مع الدول العربية قبل القمة، ما حالها اليوم بعد القمة؟! لماذا أصبحت الجزائر غير قادرة على تجميع خمسة وزراء في الجامعة العربية، وهي تحت رئاستها؟! هل بإمكاننا القول إن القمة ناجحة، وهي أشد فشلا حتى من اجتماع الاتحادات النسائية العربية!؟

أليس من الحكمة أن تواجه السلطة الحقائق، وتعترف بفشل ديبلوماسيتها في حماية مصالح البلاد الاقليمية، والدولية، ولا مجال للتصرف “النعامي” مع هذا الواقع المرير! لذا عليها مواجهة الواقع، عبر اتخاذ اجراءات جدية وسريعة لإصلاح الوضع!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *