انتفاضة الحركة التصحيحية لحزب الحمامة بوجدة في مواجهة صمت القيادة المحلية
عمر السامي
الفراغ السياسي وغياب لغة التواصل بين القيادة المحلية للحزب والمناضلين بمختلف اطيافهم ساهم في ظهور حركة تصحيحية انبعثت من صلب القواعد ،همها الوحيد هو إعادة بناء المؤسسة وترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية وخلق قنوات الحوار والتواصل بين مختلف الأطياف التجمعية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وما يثير الإنتباه هو ان هذه الحركة بعزيمتها وارادتها القوية خلقت الحدث بتمددها وانتشارها السريع على مستوى اقليم وجدة والتي ستشكل بدون شك نقطة تحول كبير قد يعصف ببعض المهيمنين والمستحوذين على كل القرارات الحاسمة، مما جعل الساهرين على المؤسسة يتوجسون ويتحسسون الى ما ستؤول إليه الأوضاع وما ستترتب عليه من نتائج غير محمودة إذا ما تم التنكر لمطالب الحركة ومواجهتها بالآذان الصماء.
وحسب بعض التسريبات ، هناك عدة رسائل وجهت للمسؤولين عن الحزب بوجدة من أجل احتواء الأزمة الداخلية وإعادة ترتيب البيت التجمعي لكنها قوبلت بالتجاهل واللامبالاة، مما يوحي إلى رفع السقف واللجوء إلى التصعيد بطرق نضالية لم يسبق لها مثيل على المستوى الإقليمي ، والأيام القادمة كفيلة بكشف الخطوات المقبلة والتي قد تصل إلى أعلى هيئة وطنية لحزب الحمامة سواء بوقفات احتجاجية أمام المقر المركزي أو طلب مقابلة رئيس الحزب على حد تعبير أحد الغاضبين من الحركة التصحيحية .
والاسئلة التي تطرح نفسها هي كيف ستكون ردود أفعال اؤلئك الذين تسلقوا قمم المسؤوليات على أكتاف القواعد ، وما الجهات التي تبحث عن وأد الحركة التصحيحية وإقبارها في مهدها حتى لا تزحزح مقامها أو تبعثر لها الأوراق ،وكيف ستتلقى القيادة المركزية الخبر في حال انسحاب جماعي للمناضلين الاوفياء من المشهد السياسي برمته إذا ما تم افشال مساعي الحركة بتسخير الابواق المعادية للتغيير والتصحيح.
احتمالات كلها قد تترجم على أرض الواقع في غياب الٱذان الصاغية ولا احد يتوقع ما ستلفظه فوهة بركان التغيير في المرحلة القادمة.