لماذا وقع بوتين مرسوم تجنيس موظف وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق إدوارد سنودن في هذا التوقيت؟
منحت روسيا جنسيتها للمتعاقد السابق مع الاستخبارات المركزية الأمريكية، إدوارد سنودن، والذي سرب معلومات استخباراتية تخص عمليات مراقبة وتجسس واسعة النطاق أجرتها الوكالات الاستخباراتية الأمريكية.
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوم تجنيس سنودن صباح الاثنين.
ويعيش سنودن البالغ من العمر 39 عاماً، منذ عام 2013، في روسيا كلاجئ سياسي، بعدما سرب معلومات بينها برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكي، (إن إس إيه)، يهدف لمراقبة ملايين المواطنين الأمريكيين.
وجاء في تغريدة أطلقها سنودن “بعد سنوات من الانفصال عن أهالينا، لا رغبة لدى زوجتي ولديّ بالانفصال عن ولدينا”.
وتابع “بعد انتظار استمرّ سنتين ونحو عشر سنوات في المنفى، من شأن بعض الاستقرار أن يحدث فارقاً لعائلتي”.
وقال محامي الدفاع عن سنودن أناتولي كوشيرينا لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء إن ليندسي ميلز، زوجة سنودن، ستتقدم الآن بطلب للحصول على الجنسية الروسية.
من جهته، أفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أنّ سنودن الذي واجه اتّهامات في قضايا عدة في الولايات المتحدة، ما زال مواطناً أميركياً.
وقال “لا علم لديّ بشأن أي تغيّر طرأ على وضع جنسيته”.
وتابع “الأمر الوحيد الذي تغيّر هو أنه نتيجة لجنسيته الروسية، يبدو أنّه الآن سيجنّد للقتال في حرب متهوّرة”.
وأعلن بوتين الأسبوع الماضي تعبئة 300 ألف من احتياطي الجيش الروسي للمشاركة في الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
كانت محكمة الاستئناف الأمريكية قد قضت عام 2020 بأن برنامج وكالة الأمن القومي للتجسس على اتصالات ملايين المواطنين يشكل انتهاكا للدستور.
وقد عبر سنودن في أعقاب ذلك عن رضاه عن الحكم الذي وصفه بأنه استوفى له حقه.
وكان مسؤولون كبار في الاستخبارات الأمريكية، يؤكدون أن وكالة الأمن القومي، لم تجمع معلومات حول مكالمات ملايين المواطنين الخاصة على الهواتف، حتى عرض سنودن أدلة مضادة لذلك.
وبعد التسريبات، قال المسؤولون إن برنامج وكالة الأمن القومي، لعب دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب داخل الولايات المتحدة، كما ساعد في إدانة عدد من الأشخاص أمام القضاء الأمريكي بتهمة مساعدة تنظيم الشباب الصومالي.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن أناتولي كوشيرينا، محامي سنودن، قوله إن موكله لم يخدم أبدا في الجيش الروسي، وبالتالي لن يتم استدعاؤه، في عمليات التعبئة العامة، الجزئية التي تجري في البلاد، لدعم الجهد العسكري، في أوكرانيا، والتي اعلنها بوتين الأسبوع الماضي.
وقالت السلطات الروسية إنها تسعى لحشد نحو 300 ألف من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب على الجبهة الأوكرانية، لكن الأمر يواجه بسخط شعبي واسع النطاق.
وتفيد المعلومات التي نشرتها مواقع تابعة للمعارضة الروسية بأن عملية التعبئة يمكن أن تشهد استدعاء، ما يقرب من مليون شخص.
المصدر : بي بي سي