بعد مقتل مرتزقة أزواديين، بوليساريو تترك أزواديا أُصيب في عملية قصف “درون” يحتضر حتى الموت
عبدالقادر كتــرة
لفظ مُسلح من مرتزقة البوليساريو المنحدرين من دولة مالي المدعو “محمد الرحال” من قبيلة “البرابيش” بمالي، أنفاسه الأخيرة، أصيب باختناق نتيجة انفجار صاروخ في قصف بطائرة مسيرة “درون” لمجموعة من المرتزقة على رأسهم قياديين هلك أغلبهم في محاولة للاقتراب من الجدار الأمني المغربي.
ووصل المرتزق الهالك الأزوادي من دولة مالي، إلى مخيمات تندوف رفقة أسرته سنة 1981 بدعوة من البشير مصطفى السيد مُجرم وقيادي بعصابة البوليساريو الانفصالية، حسب ما رواه الصحراوي المغربي علي باريش عبر شريط فيديو تمّ نشره على اليوتوب، بعد فراغ المخيمات من الصحراويين رجع عدد منهم إلى المغرب ومنهم من هاجر إلى أوروبا أو إلى موريتانيا حيث أصبح ما يسمى ب”مخيم الداخلة” بمخيمات الذلّ والعار، فارغا.
وكُلّف آنذاك الانفصالي “البشير مصطفى السيد” شقيق مؤسس البوليساريو الهالك “الولي مصطفى السيد”، رفقة مجموعة من المسلحين المرتزقة إلى الأزواد بمالي وملؤوا الشاحنات بعائلات بنسائها ورجالها وأطفالها ورحلوهم إلى المخيمات.
هذا الوضع يؤكد أن المخيمات هي تَجمُّع من 10 في المائة من الصحراويين أما الباقي فهم أزواديون ماليون وتشاديون وجزائريون وتندوفيون وأفارقة مهاجرون استوطنوهم بمخيمات تندوف على أساس أنهم صحراويون.
وأصيب الهالك المدعو “محمد الراحل”، يوم 13يوليوز 2022، وكان رفقة قائد الناحية الرابعة المدعو خاطري سعيد برة وخاطري سعيد الدوه” المصاب حاليا في كتفه وأخر مالي من قبيلة “البرابيش” المدعو “محمد عمار” قُتِل على الفور، وثالت يدعى “ماء العينين” لقي حتفه بعد وصوله إلى المستشفى ومجموعة أخرى تم والقضاء عليها في المكان.
ولقي المدعو “محمد رحال البريبيشي” حتفه اختناقا بغاز انفجار صاروخ انطلق من طائرة مسيرة “درون” للقوات المسلحة الملكية المغربية الباسلة الأبية، حيث كان مصابا بالربو وتم نقله إلى المستشفى بتندوف بعد أن سمحت لمرتزقة المينورسو بجمع أشلاء وجثث والمصابين من الجرذان والكلاب الضالة، وتم وضعه في المستشفى قبل إهماله بحكم أنه أزوادي ولم يعدْ يصلح لأي شيء.
للإشارة، لو كان الهالك لاجئا لتم نقله إلى مستشفى “عين النعجة” بالعاصمة الجزائرية أو إلى أوروبا للعلاج لكن تم التخلي عنه وتركوه يعاني ويحتضر إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة يوم السبت 13 غشت الجاري وهذه هي نهاية المرتزقة…
وتواصل عصابة البوليساريو، بعد هذه العملية الجراحية الدقيقة لجنود القوات المسلحة الملكية البواسل الأشاوس، إحصاء جثث مرتزقتها المسلحين الذين تمّ توظيفهم من طرف الحبهة الانفصالية وجنرالات النظام العسكري بثكنة بن عكنون بقيادة الفريق الأول السعيد شنقريحة الحقود والمغلول والذيم اختاروا الزجّ بهؤلاء عبر عمليات انتحارية بمناطق الحدودية بالصحراء المغربية ويقتربون من الجدار الأمني المحرّم حيث يقوم الجيش المغربي باصطيادهم بأريحية تامة وبإنتقائية مريحة، دون تهديد أو عرقلة أو تشويش على أجهزته وقواته وتحويلهم، بأسلحته الفتاكة والمتطورة تقودها الطائرات المسيرة “درون”، إلى أشلاء تبتلعها الرمال الذهبية المغربية… وهذا ما جعل النظام الجزائري مضطرب الفرائس وغير واثق من تفوقه الإستراتيجي والعسكري، وسبب التصريحات الجزائرية المتكررة عن القوة الضاربة والتفوق الجيو-استراتيجي.
وفي هذا الصدد صرح “البشير مصطفى السيد” في اجتماع لقيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، حسب ما أورده موقع إلكتروني دعائي للبوليساريو والنظام العسكري الجزائري، بأن كل المعطيات والمعلومات المخابراتية التي كانت تتحصل عليها قيادة البوليساريو من الأجهزة العسكرية الجزائرية السرية، كانت خاطئة ومضللة وغير واقعية، وأن ميلشيات البوليساريو والجيش الجزائري لا يعرفان حدود قوة الجيش المغربي، ولم تكن لهما دراية بمستوى التفوق التكنولوجي الذي ظهر جليا في القصف الأخير، وخلف خمسة شهداء من الجيش الشعبي الصحراوي.
واستطرد الموقع البوليساريو موضحا “إذ تقول المعطيات أن المسيرة التي استهدفت العربات القتالية الصحراوية بحر هذا الأسبوع، بعد تمويه من مسلحي البوليساريو باستعمال التسلل عبر الحدود الموريتانية لتشتيت انتباه الطائرة المسيرة “درون”، وأيضا حجم الدمار وكثافة النيران…، تدلان على أن المسيرة المستعملة ليست من الطراز التركي كما تروج الصفحات العسكرية ، بل هي من جيل أكثر تطورا وأشد فتكا وأكثر دقة، وأن المخلفات وحصيلة القصف توحي بأن المسيرة الوحيدة في العالم القادرة على هذا الفعل، هي القاتلة الأمريكيةMQ-9 PREDATOR، التي لها باع طويل في الاغتيالات وتنفيذ عمليات جراحية دقيقة”.
للتذكير، بعد إصابتها بالإحباط نتيجة انتكاساتها العسكرية وفشل جميع محاولتها اختراق الجدار الأمني الذي يتواجد على قممه جنود القوات المسلحة الملكية الأشاوس والذين لا يسمحون لجرذان وفئران مرتزقة ميلشيات “بوليساريو” الإرهابية دمية النظام العسكري الجزائري، إلا وحوَّلوهم إلى أشلاء ومركباتهم إلى حطام، قررت قيادة “بوليساريو” بأمر من جنرالات ثكنة بن عكنون الجزائرية، منع أبواقها الإعلامية من نشر أي خبر عن ضحاياها من القتلى والجرحى والمصدومين أو صور وأسماء لهم أو معلومات عن عملياتها الفاشلة
وجاء في التعليمية أنه يمنع نشر أخبار عن سقوط مقاتلي المرتزقة دون مصدر، كما يمنع نشر التفاصيل التالية ( موقع مكان السقوط، اسم الضحية وصورته ورتبته والناحية التي يتواجد يها ….)
كما يمنع منعا كليا نشر المعلومات عن الجرحى في الميليشيات مثل هذه التفاصيل ( اسم الجريح ، عدد الجرحى، موقع الاستهداف، رتبة الجريح، ناحية الجريح …). واعتبر المرتزقة أن إفشاء المعلومات خيـانــة وغدر لميلشيات المرتزقة.
جبهة “بوليساريو” اعترفت، الأربعاء17 نونبر 2021، بهجوم مغربي بطائرات بدون طيار، قالت إنه “خلّف مقتل 12 مرتزقا” في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، وهي المناطق التي تتوهم بتسميتها “مناطق محررة”، ولم تكن يوما ما كذاك بل منطقة عازلة سلمها المغرب للمينورسو، واليوم استرجعها، وحولها إلى مقابر لمن تسول له نفسه المغامرة داخلها.
بسطت القوات الملكية المغربية سيطرتها على كافة مناطق أقاليمنا الجنوبية من الصحراء المغربية، وتحولت إلى مقابر والمغامرة داخلها يعني الموت في أية لحظة، تحت كاميرات طائرات “الدرون” التي لا ترحم وفي ما وقع في السابق دروس لمن يعتبر، كان آخرهم، حسب أحد المواقع البوليسارية، سقوط سبعة جرذان بما يسمونه وهْماً بالناحية العسكرية الثالثة، من بينهم “الشيخ حمدي عبد النبي”، الذين لقوا حتفهم ليلة 14-15 نونبر 2021، و في نفس اليوم بما يسمى حلما الناحية العسكرية الخامسة، سقوط “محمد مولود ولد علي ولد حونين”، الملقب بـ “شيروكي”، قائد فيلق “الناجم التهليل”، وبما يسمونه حلما “الناحية العسكرية السادسة”، سقوط “منصورمحمد يحضيه احمين“…
وسبق أن اصطادت طائرة القوات المسلحة الملكية المغربية قائد درك الجبهة، خلال شهر أبريل الماضي، الانفصالي الداه البندير عندما كان في سيارته في طريقه للانسحاب، محاولا الابتعاد عن الجدار الدفاعي بعد محاولة تنفيذ هجوم على أحد المواقع العسكرية، وأصيب اثنان كانا معه في السيارة بجروح متفاوتة الخطورة.
بعد إبادة قائد الدرك البوليساري “الداه البندير” وفيلقه، أكدت تقارير إعلامية، الإثنين 19 أبريل الماضي، مقتل ثلاثة عناصر تابعة لجبهة “بوليساريو” الانفصالية، بعد قيام وحدات عسكرية تابعة للناحية العسكرية الثانية لجبهة “بوليساريو” بمحاولة اختراق المنطقة العازلة وراء الجدار الرملي الذي شيده الجيش المغربي.
الصدمة كانت قوية وقاتلة ل “بوليساريو” وعرابها النظام العسكري الجزائري اللذين فزعا لهول ما وقع نتيجة إبادة فيلق بقيادة عدد من كبارهم، ولم يستوعبوا من أين سقط الموت الأسود وأرداهم أشلاء فيما استسلم من بقي للنجاة بحياته…، في الوقت الذي أصيب كبيرهم بأزمة صحية خطيرة أدخل على إثرها إلى المستشفى بالجزائر العاصمة، قد لا يقوم منها.
وينقل أحد المواقع الإلكترونية الموالية للمرتزقة والنظام لعسكري الجزائري بحرقة وانكسار وإحباط:” يؤكد مسلحو البوليساريو في روايتهم أن قيادتهم أصبحت تجد صعوبة بالغة في إقناع المقاتلين بالتوجه إلى الأراضي المحررة (المنطقة العازلة ولم تعد كذلك بعد تمديد الدار إلى حدود موريتانيا)، بعد استهداف المسيرة لفيلق “الداه البندير” وصمت القيادة عن القتلى وعدم مطالبتها بالأسرى الذين فاق عددهم من الـ100، وأضافوا أن ما يسمى ب”الجيش الصحراوي” تنتابه حالة من الخوف والشك، وأصبح المقاتلون يرفضون المرور من المناطق العازلة، وأصبح المقاتلون يشترطون المرور عبر الأراضي الموريتانية، لكن نواكشط هي الأخرى كانت قد قررت إغلاق شمالها، وتحويل جميع المناطق الحدودية مع الجزائر والصحراء المغربية، إلى مناطق عسكرية مغلقة ومحرمة على عناصر “بوليساريو“…
قائد المرتزقة إبراهيم غالي يتباكى ويئن ويشتكي لمن أراد أن يسمعه، قبل أن يتخصص في توجيه رسائل إلى الأمين العام الأممي، “أنطونيو غوتيريش”، محررة من طرف جنرالات ثكنة بن عكنون، ينتقد فيها هيئة الأمم المتحدة، يتهمها بتجاهل الوضع الذي “لن يساعد على تحقيق السلام في الصحراء بل سيتسبب في المزيد من ويلات الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة“.