تنديد الجزائر وشعاراتها أرعَبَتْ إسرائيل التي سارعت إلى وقف القصف على غزة وتوقيع هُدنة

تنديد الجزائر وشعاراتها أرعَبَتْ إسرائيل التي سارعت إلى وقف القصف على غزة وتوقيع هُدنة

عبدالقادر كتــرة

صراخ النظام العسكري الجزائري وعويله ونباحه ونهيقه ونعيقه وتهديده ووعيده واستعراض “لافيراي” لترسانته المستخرجة من متاحف الاتحاد السوفياتي بقايا الحربين العالمية الأولى والثانية، وغضب جنرالات ثكنة بن عكنون الطاعنين في السّنّ القادمين من الأزمنة الغابرة… وقوة “الهُلوك” و”الهُلكات” (جمع “هيلك أو هولك” Hulk) المطليين بزيوت  المركبات المحروقة، أرعبت دولة إسرائيل وأفزعتها وزلزلتها وزعزعتها فسارعت إلى وقف القصف على غزة واضطرت إلى توقيع هدنة…

أصيب الشعب الجزائري بصدمة لم يستفق منها إلى حدّ كتابة هذه السطور وتسائل عن سبب عجز النظام العسكري العجوز، رغم أن الجماهير الجزائرية  رفع عبر حساباتها وسم “مع_فلسطين_ظالمة_أو_مظلومة”،    مع بداية الرشقات الأولى للصواريخ الفلسطينية التي استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان وسديروت، وبدأت في حثّ السلطات الجزائرية على التصرف بسرعة لإنقاذ الفلسطينيين من ردة الفعل الإسرائيلية حيث قامت قوات الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية باغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية المحسوبة على حركة الجهاد  الإسلامي وذراعها العسكري “سرايا القدس”، التي تعلن ولائها لطهران.

لم يستطع جنرالات العسكري الجزائري الحاكم، كما هي عادته أمام الأمور العصيبة والقوية، إلا اللجوء للخارجية الجزائرية التي أصدرت بيانا شاحبا  لإدانة الهجمات الإسرائيلية، أثار غضب النشطاء الجزائريين وعبروا عن خيبة أملهم من النظام الجزائري، واعتبروا البيان غير ذي جدوى، ودعوا السلطات الجزائرية للتصرف ميدانيا بسرعة، وإنقاذ الفلسطينيين من الآلة العسكرية الإسرائيلية وتقديم مساعدات عسكرية للمقاومة.

غضب أثار سخرية النشطاء الجزائريين المعارضين للنظام، حسب موقع إلكتروني دعائي لبوليساريو والنظام الجزائري، و”اتهموا قصر المرادية والإعلام الجزائري بتضليل الرأي العام داخل البلاد، وتجييش عواطفهم بتبني الخطابات العنترية الفارغة، وأضافت تلك الحسابات بأن قصر المرادية والجيش الجزائري لا يمكنه أن يفيد الفلسطينيين في الوقت الراهن، وأن السلاح الذي كشف عنه الجيش الجزائري في الذكرى الستون لتأسيس الجزائر، منح إحساسا بالراحة والطمأنينة للقيادات العسكرية في إسرائيل، وأن البيان هو أكثر ما يمكن للنظام الجزائري أن يدعم به الفلسطينيين في هذه الأثناء.

من جهة أخرى، وخلافا للنظام العسكري الجزائري الثرثار الجبان، تدخلت دول عربية اعتاد هذا النظام الجزائري على وصفها ب”الدول المطبعة”  التي تحمي الشعب الفلسطيني وتدعمه بالمال والمساعدات العينية وكلّ ما يحتاجه في هذه المحن إضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي وليس الشعارات الفارغة التي تتخذ من القضية رسما تجاريا، تدخلت الدول “المطبعة” وعلى رأسها جمهورية مصر العربية والتي نجحت في وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل  وحركة الجهاد الإسلامي.

ودخل وقف إطلاق النار بين المتصارعين حيز التنفيذ بغزة في تمام الساعة 23:30 من صباح يوم الإثنين 8 غشت 2022، بتوقيت فلسطين إثر وساطة مصرية، بعد 3 أيام من بدء العملية العسكرية لعسكر إسرائيل على القطاع.

وينص على وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل في وقت ستبذل فيه مصر جهودها وتلتزم بالعمل على الإفراج عن الأسير خليل عواودة ونقله للعلاج، حسب بيان تم نشره، والذي أوضح أن القاهرة كثفت اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، وذلك في إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر الحالية في قطاع غزة.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدء وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 23:30، مؤكدة ترحيبها بالجهود المصرية، كما أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ الليلة الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي، لكنها قالت إنها تحتفظ بحق الرد بقوة في حال انتهاك وقف إطلاق النار.

ودخلت شاحنات وقود إلى قطاع غزة، الإثنين 8 غشت 2022، مع إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، بعد التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، بحسب “فرانس برس”، بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، منهيا مواجهة دامية استمرت ثلاثة أيام.

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على تويتر، الاثنين “(..) إعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة بصيغة إنسانية بدءا من الساعة التاسعة صباحا (بالتوقيت المحلي) ووفقا لتقييم الوضع“.

وأكد أنه “سيتم إعادة فتح المعابر والعودة إلى حالة الروتين الكاملة وفقا لتقييم الوضع والهدوء الأمني في المنطقة، مشيرا إلى أنه “بناء على تقييم الوضع تقرر رفع القيود على الجبهة الداخلية بشكل تدريجي، حيث سيتم فتح جميع الطرقات التي تم إغلاقها في منطقة غلاف غزة كخطوة أولية”، كما سيتم إعادة عمل القطارات بين سديروت وأشكلون (عسقلان) من الساعة 12:00 ظهرا (بالتوقيت المحلي).

وعلى النظام العسكري الجزائري  وأزلامه وقنوات صرفه الصحي أن يكشف للشعب الجزائري عن مساعدات ودعم المملكة  العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية المتاخمتين لدولة فلسطين، والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطة عمان والمملكة المغربية الشريفة…، لفلسطين والقدس الشريف والشعب الفلسطيني…، على أرض الواقع وفي المحافل الدولية…

ولا بدّ من تذكير جنرالات العسكر الجزائري وأزلامهم ومزابلهم الإعلامية، بآخر منجزات المغرب، وساطة قاده العاهل المغربي محمد السادس بمعية الرئيس الأميركي جو بايدن، أفضت إلى اتفاق على فتح المعبر الوحيد بين الأردن والضفة الغربية المحتلة  معبر “الكرامة” بتعبير الفلسطينيين  أو “جسر الملك حسين” بالنسبة للأردنيين، أو ما يعرف بـ”اللنبي”، بلا انقطاع.

هذه الوساطة التي قامت بها المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية مكَّنت من التوصل إلى اتفاق من أجل الفتح الدائم لهذا المعبر، الذي يشكل المنفذ الوحيد للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، على العالم، هذا  الجسر الحدودي الذي يقع على بعد خمسين كلم من العاصمة عمّان، من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع، كما أن هذه الوساطة تشكل مرة أخرى دليلا واضحا على الاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية ورفاه الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *