جاء خطاب الملك محمد السادس في الذكرى 23 لتربع جلالته عرش المملكة مؤثرا، والكل كان متشوقا له، وكان خطابا شاملا لجميع ما يهم المواطن المغربي في حياته على كل الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية و الصحية العلاقات الخارجية والأسرة ، حيث اشتمل على مضامين كان في طليعتها التركيز على الأسس التي قامت عليها المؤسسة الملكية في علاقتها بالشعب المغربي الوفي ، كما وضح جلالته أهمية الوحدة الوطنية، واللحمة بين العرش والشعب، ووقوف الجميع صفا واحدا لمواجهة التحديات .
خطاب ملكي واضح ركز على عزم الدولة على مواجهة كل التحديات الإقتصادية والإجتماعية ، مشددا جلالته على أهمية تحقيق الاستقرار والرخاء وتنويع مصادر الدخل بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حقوق الأجيال القادمة.
كلمات وعبارات وتوصيات فيها من الحكمة الشيء الكثير، حيث وضع الخطاب الملكي الأسس والمرتكزات لمستقبل المغرب والمواطن المغربي وتعزيز جهود التنمية الشاملة في مناطق المملكة كلها .
حقيقة هذا الخطاب السامي لن يجد إلا الترحيب من كل المواطنين، لأنه خطاب أب لأبنائه، وذلك لما تضمنه من شفافية كبيرة للخطط المستقبلية بكل وضوح من جميع الجوانب، وما حمله كذلك من اهتمام وحرص لكل فرد يعيش على أرض هذا الوطن الغالي بأن يعيش عيش الرغد والأمن والأمان وتوفير جميع الخدمات لهذا الشعب الوفي . وللسياسة الخارجية مكان وأهمية، حيث بين الملك محمد السادس أن المملكة ماضية في سياسة حسن الجوار الرامية إلى دعم الأشقاء والأصدقاء ومناصرتهم ومؤازرتهم .
وتجلى في الخطاب الملكي السامي أهمية المواطن المغربي وهو هدف التنمية الأول، وهذا أكبر دليل على أن اهتمام جلالته بالمواطن وثقته في قدرته على العطاء وأنه أهم عنصر من عناصر التنمية المستدامة التي أضحت سمة مهمة من سمات العصر الراهن، وهو توجه محمود يهدف إلى تجنيب المواطن المخاطر الاقتصادية التي تواجهه بسبب الأزمات المتتالية على رأسها جائحة كورونا وتداعياتها على الإقتصاد الوطني .