التخوين/ الإخوان.. شماعة جاهزة لتعليق كل أنواع الفشل
خالد الوردي
منطق خطير ذاك الذي يرد به تحمعيون وعلى رأسهم رشيد الطالبي العلمي على الحملة الشعبية التي يقودها مغاربة ضد غلاء الأسعار ، وذلك بإلقاء اللائمة إما على حزب العدالة والتنمية وإما بتخوين المشاركين فيها ، وهو منطق يذكرنا بالنموذج المصري في مواجهة الحركات الإحتجاجية، فإما يتم إلصاقها بالإخوان أو اتهام المشاركين فيها بالخيانة ، ونفس الشيء يحدث اليوم مع تونس حيث نفس المنطق هو السائد .
كنا نتمنى من حزب التجمع الوطني للأحرار أن ” يستورد” نموذجا يتلاءم وشعار ” تستاهل أحسن” الذي رفعه خلال الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة التي أوصلته إلى رئاسة الحكمومة، (نموذجا) يرتكز على الإنصات لهموم المغاربة و التفاعل مع انشغالاتهم و معاناتهم التي استفحلت بفعل الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الأساسية و على رأسها المحروقات ، و ليس العودة بهم سنوات إلى الوراء و رفع فزاعة ” الخيانة” في وجه كل من يقول ” اللهم إن هذا منكر ” .
يبدو أن رشيد الطالبي العلمي ( الذي صرح بأن هاشتاغ ” أخنوش إرحل” ليس نتاجا مغربيا وإنما مصدره جهات خارجية) ومن ينهل من منطقه يعيشون في كوكب آخر ، لذلك فهم لا يحسون بما يعيشه المواطن المغربي المغلوب على أمره بسبب الزيادات الصاروخية و المتتالية في الأسعار و التي أثقلت كاهله ، بل أكثر من ذلك فهم يريدون مصادرة حقه حتى في التشكي والتظلم عملا بالبيت الشعري : ألقاه في اليم مكتوفا وقال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء .
على هؤلاء أن يعلموا جيدا بأن المغرب ليس هو مصر ولا تونس ،فالمغرب و بفضل حنكة عاهل البلاد هو البلد الوحيد الدي احترم المنهجية الديمقراطية في التعامل مع تيار الإخوان المسلمين وترك أمر محاسبة أداءهم وإنجازاتهم لصناديق الإقتراع، بعيدا عن منطق الإنقلابات والتخوين والترهيب ، لذلك كفى من استغباء المغاربة الذين لا يطالبون سوى بإيجاد حلول واقعية وملموسة لموجة الغلاء الفاحش التي قضت على قدرتهم الشرائية ، أما وأن تستمروا في إلصاق فشلكم في تحقيق مطالب مشروعة للمواطنين بالدفع بمثل هذه المبررات الواهية ، فإن ذلك لن يأتي سوى بنتائج عكسية والأيام بيننا .
