مهرجان “المهابيل”: الحجاج الجزائريون يُتوِّجون مناسكهم “النضالية” بعِراك وتشابك بالأيدي(فيديو)

مهرجان “المهابيل”:  الحجاج الجزائريون يُتوِّجون مناسكهم “النضالية” بعِراك وتشابك بالأيدي(فيديو)

عبدالقادر كتــرة

توّج الحجاج الجزائريون العائدون إلى بلادهم الجزائر “مهرجانهم” الذي أثثوه بمجموعة من الشطحات الخارجة عن مناسك الحجّ التي فرضها الله ورسوله، توّجوه بمعركة حامية الوطيس  مباشرة بعد نزولهم من الطائرة التي أقلتهم من السعودية بعد انتهاء فترة الحجّ، مساء يوم الثلاثاء 26 يوليوز الجاري، بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة.

وكانت شطحات عدد من الحجاج الذين دخلوا في تلاسن بينهم على أسباب تافهة تتمثل في الاستحواذ على ناقلة الأمتعة والتسابق على الأمكنة، تحولّ إلى عراك وتشابك بالأيدي  تمّ فيه تبادل الصفعات واللكمات والركلات والشّدّ والجرّ والدفع، إلى أن دخلت شرطة المطار وفرّقتْ  الحجاج المتخاصمين.

غريب هؤلاء الجزائريين المفروض فيهم التسامح والهدوء والإيثار ونبذ العنف وتجنب التلفظ بالكلمات النابية والسبّ والشتم، بعد أدائهم خامس أركان الإسلام وزيارة القبر النبوي والتلبية عند الكعبة المشرفة والوقوف بعرفات وزيارة المقام الشريف وأداء الصلوات بالحرمين المدني والمكي والتحلي بالأخلاق الحميدة والحنفية السمحاء، لكن يبدو أن الحجّ بالنسبة لعدد من هؤلاء  مجرد سياحة إلى السعودية لشراء اسم “الحاج”…

وليست هذه الشطحة إلى واحدة من عدد من الشطحات التي تميّز بها الحجاج الجزائريون  خلال زيارتهم للسعودية لأداء مناسك الحجّ، إذ سبق علّق مدوّن  سعودي (كريم/قاصد رضاكم)  بقوله “ألم أقل لكم قبل أيام  بدأ العهر الجزائري يخرج على العلن. هؤلاء الأوباش حجاج أو مشجعي كرة القدم. أين حرمة المكان. في بيوت الله تكون السكينة وليس برفع الأعلام والنهيق”، بعد أن رفع مجموعة من الحجاج الجزائريين ، بساحة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، حاملين الرايات الجزائرية، شعارات “وان تو ثري، فيفا لالجيري” و”الجيش الشعب معاك يا الخضرا” كما لو كانوا بمدرجات ملعب يحضرون مباراة كرة القدم لتشجيع منتخبهم الوطني في كرة القدم، وعلّق أخر بقوله :”منتخب الولاية الفرانكورغولية يفوز على الشيطان في مقابلة شيّقة بالحرم المكي برسم كأس الحج العالمية”.

وسبق هذا المشهد البئيس، خطبة الإمام الجزائري محند إدير مشنان، عضو لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية، ألقاها، يوم عرفات، على مجموعة من الحجاج الجزائرية من البعثة الجزائرية، يتقدمهم وزير الشؤون الدينية بالجارة الشرقية، تزامنت بالذكرى 60 لاستقلال الجزائر، قال فيها :”إن الشعب الجزائري أهدى استقلال الوطن لنبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بعد استرجاع السيادة الوطنية.”

واستشهد الإمام الجزائري، بكلّ وقاحة وجهل، بكلمات أغنية أهداها مغني جزائري لطفل اسمه محمد، غداة الاستقلال، تقول :” يا محمد مبروك عليك * الجزائر رجعت ليك/إلي عليا راني خدمتو* باقي تخدم للي عليك

أبيك جابلك الحرية * مات شهيد و هداها ليك/خلا ليك الجمهورية * والمستقبل بين يديك/راك خذيت المسؤولية * و دم الشهداء يحاسب فيك/هذي أرض الحرية فيها * كنوز يا محمد ليك/قلب بالفاس أراضيها * و اجعل خيرها يفيض عليك/و اصنع مدفع باش تحميها * و اخدم طيارة بيديك/رحم و اقرا الفاتحة علي * بالك تبكي هذي وصيتي ليك/و على قبري ماذا بيا * تكتب باحرف عربية/تعيش تعيش الجمهورية * و تحيا الامة العربية.”.

الإمام الجزائري أثث خطبنه الغبية  بقوله :”مرشد الجزائر خاطب الرسول بعد الاستقلال: يا محمد مبروك عليك.. الجزائر رجعات ليك”، مضيفا أن “الجزائري لم يجد أعز من رسول الله ليهدي إليه تراب الجزائر”، وهو ما اعتبره المسلمون تطاولا نبي الرحمة الرسول الكريم واستخفافا غريبا بعقول مستمعي خطبته، الذين لا شكّ أن العديد منهم صدقوه وتباكوا معه.

وهذا السلوك أجج غضب المسلمين وثار  موجة جدل واسعة على مواقع التواصل، علق عليه نشطاء مواقع التواصل، بكونه محاولة جديدة بائسة من نظام العسكر للعب على وتر  المقدسات وربط الدين بالسياسة.

وسبق لمجموعة من الحجاج الجزائريين أن تركوا التلبية خلال الطواف على الكعبة واستبدلوها بدعوات لبلادهم والدعاء على أعدائهم، حلّف صدمة لدة الحجاج المسلمين ورددوا وهم يطوفون محرمين :”اللهم احفظ الجزائر المنكوبة، ربنا علّ راية الجزائر لألوان الجنة، اللهمّ اجعلها شامخة منصورة، الجزائر العزيزة”، المشهد الذي وصفه جزائريون بالخروج عن الدين وتشييع الجزائريين، محملين النظام العسكري الجزائري بعسكرة الدين وتسييسه.

ومن غرائب هذا البلد أن يلجأ الجزائريون إلى قروض بنكية وشراء التأشيرات وجوازات مدفوعة الأجر لأداء مناسك الحج.

سعيكم باطل يا حُجاج”، بهذه العبارات عنونت جريدة جزائرية مقالا لها حول الطريقة أو الطرق  التي سلكها العديد من المواطنين الجزائريين للذهاب إلى الأرض المقدسة وأداء فريضة الحجّ، خلافا لأهم شرط في أداء خامس ركن في الإسلام  “الحج لمن استطاع إليه سبيلا”، إضافة إلى المال الحلال واليسر والقدرة والأمن والأمان

وجاء في بداية المقال : “تُفتح أبواب أخرى لزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، مباشرة عقب انتهاء عملية القرعة ونتائج الفرز التي تشرف عليها وزارة الداخلية، لا يعرفها سوى الحجاج والمختصون في المجال الذين لا يستطيعون هضم فكرة عدم اختيارهم، أو انتظارهم لمواسم أخرى قد تكون نهاية قرعتها كسائر عمليات الفرز خلال السنوات الأخرى، مما يجعل الكثير من هؤلاء يلِجون عالم القنص والبحث عن تجار الجوازات، الذين يبيعون تأشيراتهم التي حصلوا عليها كمجاملة من قبل السفارة السعودية بالجزائر وذلك وفق نمط بيع يسمى المزاد.”

وأشار المقال إلى أن العديد من الحجاج  يلجؤون إلى هذه الطريقة لأداء الفريضة الخامسة، خاصة من قبل المسنين الذين يتخوفون من أن يباغتهم الموت قبل الظفر بجواز الحج عن طريق القرعة، مغتنمين فرصة عرض بعض التأشيرات للبيع من قبل مسؤولين وشخصيات حصلوا عليها من السفارة السعودية، بحكم مناصبهم مباشرة عقب انتهاء عملية الإعداد لموسم الحج من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة، الذي أشار مديره إلى أن مثل هذه الأمور تعرقل أداء أعضاء البعثة وتساعد على انتشار الفوضى.

كما أن هناك العشرات  من المواطنين الجزائريين الذين يحجّون سنويا بجوازات مدفوعة الأجر عبر الولايات، يوفرها أشخاص بالولايات والمدن الأخرى الجزائرية وذلك بتأمين جوازات الحج للأشخاص الذين لم تسنح لهم الفرصة للفوز في عملية القرعة، أين تمكن عدد كبير من الحجاج من زيارة بيت الله الحرام، مستعينين بالتأشيرات التي يمنحها لهم بمقابل مادي، كان قد حصل عليها بحكم معارفه ومكانته من قبل السفارة السعودية، فضلا عن قدرته تلبية العديد من الطلبات في هذا الإطار بجمع عدد كبير من الجوازات التي يتحصل عليها أصدقاؤه.

من جهة أخرى، وفّر البنك الوطني الجزائري عروض تمويل خاصة لفائدة الحجاج ويأتي هذا بعد ارتفاع تكلفة الحج لهذه السنة لما يقارب 86 مليون سنتيم.

وكشف البنك في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن تمويل “السبيل” إلى الحج “وفق مبدأ القرض الحسن وبدون ربح”، كما نشر البنك الجزائري قائمة الوثائق المطلوبة في ملف القرض الحسن “السبيل“.

وشمل العرض مصاريف الحج من إقامة واطعام ونقل بما في ذلك تذكرة الطائرة، مع تمويل وصل إلى غاية %70، كما فتح البنك أن شبابيك ووكالات الصيرفة الإسلامية استثنائيا ابتداء من السبت 04 يونيو 2022، من أجل استقبال طلبات تمويل الحجاج.

يذكر أن وزارة الحج السعودية قامت بتقليص بعثة الحج الجزائرية هذا العام من 40 ألفا إلى 10 آلاف حاج فقط، بسبب الإجراءات التي اتخذتها السعودية لتأمين موسم الحج من عدوى الوباء، والتي أجبرتها على تخفيض عدد الحجاج من أربعة ملايين إلى 400 ألف حاج فقط، بهدف تسهيل تطبيق إجراءات الوقاية من الفيروس، على غرار التباعد وحماية الحجاج من الاكتظاظ والزحمة في مختلف المشاعر، التي من شأنها أن تساهم في انتشار العدوى وتشكل خطورة على صحة زوار بيت الله الحرام .

https://youtube.com/shorts/b4Vc2AOGGqc?feature=share

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *