تمّت المُهمَّة بنجاح: رئيس الوزراء الإيطالي “يستبيح” الغاز الجزائري ثمّ يستقيل
عبدالقادر كتــرة
وقعت إيطاليا والجزائر، الاثنين 18 يوليوز 2022، على 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم على هامش زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي للجزائر، بحسب بيان من الرئاسة الجزائرية، وذلك عقب اجتماع القمة الرابعة ما بين حكومتي البلدين، ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.
وتمّ التوقيع ، الثلاثاء 19 يوليوز 2022، على اتفاق هام بقيمة 4 مليارات دولار، مع شركات أوكسيدونتال وإيني وتوتال، والذي سيسمح بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة جدا من الغاز الطبيعي، وأسعار تفضيلية، لا تخضع للسوق العالمية.
سخاء النظام العسكري الجزائري الغبي يأتي بهدف استصدار موقف إيطالي لفائدة أطروحته المشروخة التي تتعلق بجمهورية تندوف، وهو السلوك الذي يتميز به هذا النظام العسكري منذ أكثر من 50 سنة، لكن القادة السياسيين الإيطاليين أكثر ذكاء وحكمة وما استطاعوا جنيه هو دعم إيطاليا للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة والبعثة الأممية (مينورسو) لدورها المهم في تسوية هذا النزاع المفتعل والمسلح والمُموَّل والمموَّن من طرف النظام الجزائري المارق .
وبمجرد انتهاء مهمته بنجاح منقطع النظير والحصول على امتيازاته وتوقيع الاتفاقيات لضمان مصالح إيطاليا وتأمين تدفق الغاز الجزائري بكميات هائلة تكفي لضخّ ما تحتاجه دول الاتحاد الأوروبي، بمجرد ما نزل من الطائرة التي كانت تُقله ووطئت قدماه تراب بلاده قدم رئيس الوزراء ماريو دراغي استقالته، يومه الخميس 21 يوليوز 2022، إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا الذي طلب منه البقاء في منصبه لتصريف الأعمال.
وأعلن رئيس الوزراء أنه يعتزم تقديم استقالته، لرئيس الجمهورية،
وأعلن دراغي قبل أسبوع أنه سيترك منصب رئيس الوزراء وذلك بعد انسحاب 3 أحزاب من التحالف المشكل لحكومته، وبعد فشل مجلس الشيوخ أمس الأربعاء 20 يوليوز 2022، في التصويت على الثقة في حكومة دراغي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، لعدم مشاركة حزبي يمين-الوسط، حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب (فورتسا إيتاليا) بقيادة سيلفيو برلسكوني، في الاقتراع وامتناع حركة خمس نجوم عن التصويت.
أفلحت زيارته للجزائر وتمّت مهمته بنجاح وتوجت بما كان ينتظره وأكثر وانسحب فخورا قرير العين مطمئنا بما أسداه لبلده إذ تضمنت إحدى الاتفاقيات، مذكرة تفاهم في مجال الأشغال العمومية، ومذكرة تفاهم حول المؤسسات الناشئة، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي، وإعلان نوايا في مجال البحث العلمي حول التعاون في مجالات الطاقة والطاقات المتجددة، وبروتوكول تعاون بين وزارتي العدل في البلدين، ومذكرة تفاهم في مجالات التنمية الاجتماعي وتكافؤ الفرص والتنمية والعائلة، ومذكرة تفاهم في مجال حماية التراث التاريخي، وإعلان نوايا حول التعاون في المجال الدبلوماسي، وبيان مشترك للقمة الحكومية الجزائرية-الإيطالية.
وقال رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، بعد اجتماعه مع الرئيس الجزائري، إن إمدادات الغاز من الجزائر لإيطاليا ستزيد في السنوات المقبلة بعد أن تجديد عقد الغاز بين البلدين في مايو 2019 لثماني سنوات حتى عام 2027، بالإضافة إلى عامين اختياريين إضافيين.
وأضاف أن إيطاليا “شريك محظوظ” للجزائر وأن البلدين يتعاونان كذلك في تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
وقال الرئيس الجزائري إن شركة سوناطراك الحكومية للطاقة ستوقع غدا الثلاثاء عقدا لتوريد الغاز الطبيعي بقيمة أربعة مليارات دولار مع إيني الإيطالية وتوتال إنرجيز الفرنسية وأوكسيدنتال.
أصبحت الجزائر التي تجمعها علاقات مميزة بإيطاليا مزوّدها الأساسي بالغاز في الأشهر الأخيرة، بعدما كانت 45 بالمئة من واردات إيطاليا الغازية من روسيا.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أن “سوناطراك” ستضيف هذا الأسبوع نحو 4 مليارات متر مكعب إلى إمداداتها التي تتلقاها مجموعة “إيني” الإيطالية وشركاؤها الإيطاليون الآخرين.
تدير “إيني” مع “سوناطراك” خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا، عبر تونس، وتبلغ طاقته الاستيعابية 32 مليار متر مكعب سنويا.
ومنذ بداية سنة 2022، أرسلت الجزائر لإيطاليا 13.9 مليار متر مكعب من الغاز، أي أكثر بـ113 بالمئة من الكميات المتوقعة. وتتوقع أن تزودها بستة مليارات مكعبة إضافية بحلول نهاية العام، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.