بعد جَلْده، الجزائري صاحب “تونس ولاية جزائرية”، يعتذر ويلتمس الصفح من التونسيين
عبدالقادر كتــرة
تعرض ما يسمى ب”المحلّل السياسي” الجزائري المدعو الهواري تيغرسي إلى وابل من الانتقادات اللاذعة بلغت حدّ الشتم والسبّ والاحتقار من طرف العديد من السياسيين العرب والعجم والمغاربيين أغلبهم تونسيون، بعد أن تجرأ هذا “المتحلل” على الحديث بتعالٍ وتفاخر وكبرياء عن تونس الشقيقة وبازدراء واحتقار ومنٍّ لما وصفه بالمساعدات التي يقدمها النظام العسكري الجزائري المارق بعد فتح الحدود للسياح الجزائريين، بل ذهب به الغرور والعجرفة إلى حدّ التصريح بقوله :”الجزائر تعتبر تونس الشقيقة الصغرى ، بل ولاية جزائرية”.
وقد صرّح تيغرسي في خلال استضافته على القناة العربية “سكاي نيوز” للحديث عن قرار إعادة فتح الحدود البريّة بين البلدين، بالقول إنّ “السلطات الجزائرية تعتبر تونس بمثابة الشقيقة الصغرى”، قبل أن يضيف: “لنقلها بصراحة، تونس هي ولاية جزائرية مهمّة جدا”.
وعبّر هذا “المتحلّل” السياسي الجزائري عن اعتذاره للمواطنين التونسيين، بعد أن وصف تونس في حديث لقناة تلفزيونية بأنها “ولاية جزائرية”، في منشور على فيسبوك معقّبا على تصريحه: “بعيدا عن الاصطياد في المياه العكرة، أعتذر من إخوتي في تونس اعتذارا شديدا، إن فهموا شيئا غير الذي أقصد”.
وأضاف: “كان سياق الحديث مع الصحفية المغربية يدور حول التكامل الاقتصادي بين الطرفين وآفاق التعاون بين البلدين بعد فتح الحدود، و قد كنت في بداية تدخّلي أصف تونس بالشريك التاريخي. و هذا كان يكفي كي يفهم الجميع مدى احترامي لسيادة واستقلال هذا البلد العزيز”.
وقال في تغريدته :”بعيدا عن الاصطياد في الماء العكر، اعتدر من اخوتي واحبتي في تونس اعتذارا شديدا ان فهموا شيئا غير الذي اقصد حينما اشرت الى ان تونس امتدادا للحزائر و كان سياق الحديث مع الصحفية المغربية يدور حول التكامل الاقتصادي بين الطرفين و آفاق التعاون بين البلدين بعد فتح الحدود ، و قد كنت في بداية تدخلي اصف تونس بالشريك التاريخي و هذا كان يكفي براييي كي يفهم الجميع مدى احترامي لسيادة و استقلالية هذا البلد العزيز ، و ان كانت مفرداتي خانت المعنى فان مواقفي الاقتصادية و السياسية كانت دائما تؤازر المساعي الودية التي يتبناها كل من الجزائر و تونس و نحن كشعب مهما ساعدنا هذا البلد فلاننا ننهل من المواقف التاريخية المشتركة بين البلدين ابان ثورة التحرير المجيدة فكيف يمكن ان اعتبر تونس جزاءا ترابيا من الجزائر ؟ أتمنى أن لا يسعي بعض الحاقدين الاصطياد في تعكير صفو العلاقات الجزائرية التونسية.
ومجددا اقدم اعتذاري لكل تونسي اعتبر كلامي اهانة ومساسا بسيادة تونس الشقيقة.“
ورغم هذا الاعتذار الذي اضطر إليه هذا المتحلل الجزائري أمام غضب التونسيين والمغربيين والعرب الأحرار، بعد هرطقته المرضية والتي ليست بزلّة لسان، لم تشفِ غليل المدونين والمتدخلين التونسيين عبر المواقع وشبكات التواصل والتراسل الفوري واليوتوب، والذين اعتبروه مجرد زنديق وجاهل ومتعجرف مريض نفساني كباقي أمثاله من الجزائريين الذين ترعرعوا على عصا جنرالات النظام العسكري الجزائري وكبير الذي علمهم السحر المقبور محمد بوخروبة الملقب والهواري بومدين، والذي يحمل هذا المتحلل السياسي اسمه وهو اسم على مسمى.
وأسرد هنا بعض التعليقات المختارة التي لا تتضمن السب والشتم والطعن في الشرف احتراما لمشاعر القارئ، وقال المعلق زهير دبابي :”130 سنة احتلال طبيعي ان تلد الجزائر مثل هذا الرعاع و الزنادقة الذين يتجرؤون على تقزيم بلاد 3000 حضارة”، وعلّق نبيل قيراط :”سي الهواري أمورك تاعبة في التاريخ وفي الجغرافيا …والكلام الذي بدر منك ليس سهوا ولا زلة لسان …وانما انعكاس لمستوى فكر محدود وترجمان لفقر في الثقافة و التاريخ…ألم يقل بنفينيست أن اللغة انعكاس للتفكير…علما وأن اسمك الهواري تيمنا بالزعيم الراحل بوخروبة ربما يكون أوحى لك بتبني نفس أفكاره ونواياه التوسعية القديمة لاسيما في سبعينات القرن الماضي مما حدا بالزعيم بورقيبة الى تذكيره بأن عنابة تونسية قبل أن يفصلها المستعمر الفرنسي البغيض عن الوطن الأم و يظمها للجزائر التي لم نكن له نية في الخروج منها باعتبارها أرضا فرنسية للأبد فكان يقضم من مساحة تونس ليضيفها للجزائر على امتداد الشريط الحدودي الغربي الممتد من جبال طبرقة الى صحاري الجنوب…..“.
وعلّقت ليلى ميزاني :”لا تقاس قيمة البلدان بالمساحة أو الجغرافيا وتونس كبيرة بتاريخها وبشعبها قبل التقسيم أو بعد وستضل كبيرة بلد الحضارة والتاريخ البلاد الي وقفت مع جيرانها خاصة مع الجزائر في ثورة التحرير لكن من العشرية السوداء لثورة البرويطة تونس قاعدة تمر بأزمة إقتصادية بسبب سياسة سياسيها الخاربة ومررنا بظروف امنية ومع هذا لم نجد أي بلد عربي ساعدنا والا وقف معانا الكل يبحث عن مصلحته فقط لكن لن تسقط وستظل شامخة و ترجع خير من الاول وبإذن الله وأغلاط كيف هذي مقصودة donc خلي إعتذارك عندك لا يقدم لا يوخر vive la tunisie “.
أما الموقع باسم “سوبرانو اكسيل “فقال “لن نلوم عليك فنحن كتونسيين نعرفو مليح مركب النقص لي عندكم و سياسة تعضيم النفس و تقزيم الاخر لتغطية ذلك النقص.. الامر مفهوم و اعتذارك مرفوض”، ودعمه خليفة موزار ب:”السياسي الحكيم هو ذلك المسؤول بكل معنى المسؤولية لأن تصريح أخرق كهذا يمكن أن يخلق الفتن.في السياسة إما أن تكون حكيما وإما أن تكون “زكيما” ..أنصحك بدروس في فن الخطابة حتى تصيب الأصيل من الإجابة و في النهاية ،ما قلته لا يمثل الموقف الرسمي للسلطة الجزائرية لأنها أرقى من أن تقبل بهكذا فكر”
وعلّق عبداللطيف ميساوي بقوله :”ان تعتذر او لا هذا لا يغير من الأمر شي.. نعم تونس في ازمة ونعم الجزائر بلد شقيق ولكن تصريحك هذا يخفي خبث مدروس وموقف توسعي يتبناه جزء لا يستهان به من الشعب الجزائري وخاصة السلطة الجزائرية على رأسها تبون الذي ابتلعه اردوغان وجعله “البوديقارد” الذي يحرس له بقايا حلم الدولة العثمانية الجائرة….مستقبلا ضع في فمك بقايا براز الكلاب انت وامثالك حتى تلوك جيدا كل مصطلح تخرجه من فمك ويستهدف تونس التي كانت وستكون منارة شمال افريقيا بعربها وأمازغيها…هذا مع احترامنا لكل جزائري ينبذ التفرقة والفتنة بين الشعبين…اما ان تتحول الجزائر الى بلطجي وهي لا تزال تتسول خبزها وشبابها ” الحيطيست” يأكل من أنابيب الغاز بدون اي اجتهاد ولا علم ولا ثقافة…فهذا مرفوض ومردود عليه….“.
ونختم هذه التعليقات بمنشور فوزي دلاعي :”عذرك غير مقبول، وباين بأنك خبير فاشل ومحدود النظر، بل أنت شبه خبير، الناس يعتذرون في زلات اللسان، لا في جملة مفيدة فيها مبتدأ وخبر، اللهم اذا كنت جاهلا ولست ملما بالعربية، مصيبة هذه الأمة في امثالك ممن يصطادون في الماء العكر ويعيقون كل تقدم علمي او تكامل اقتصادي بين الشعوب، وبسببك وبسبب وجود امثالك تستمر الصراعات والمناكفات بين الدول فتضل في أسفل ترتيب الأمم..”.