خُبث قناة “الجزيرة”: تسرق شريط رقصة البارود الجبلية المغربية وتهديها لنظام العسكر الجزائري (فيديو)
عبدالقادر كتــرة
خطوة خبيثة وبئيسة تلك التي أقدمت عليها ، مرة أخرى، قناة الجزيرة القطرية لإرضاء جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون، ولا شكّ بالمقابل الاشهاري أو مجانا، تتمثل في السطو على “رقصة البارود” المشهورة بمنطقة اجبالة الشامخة بشمال المغرب، ونسبها للجزائر، بوقاحة ودون حياء ولا خجل، بل أكثر من ذلك إذ أقدمت هذه القناة التي لها سوابق في سرقة التراث المغربي، على سرقة مقطع من فيديو للرقصة الفلكورية ذاتها أدتها فرقة جمعية “أغلاذن للتنمية” للفنان السيد أحمد البقالي (فيديو لقناة عبدالعالي مهيريز).
فضيحة القناة القطرية تتجلى في بثّ شريط فيديو تحدثت من خلاله على رقصة البارود أرفقتها بتغريدة جاء فيها “رقصة البارود.. فلكلور يخلد مقاومة الجزائر للاستعمار الفرنسي، فما تفاصيلها؟”، وهي تغريدة مضللة تكذبها اللقطات التي تظهر مع بداية الشريط حيث يلاحظ المشاهد صورة جلالة الملك والرايات المغربية واللباس المغربي المميز لمنطقة جبالة بالمغرب.
هذه الخطوة التي أقدمت عليه قناة العار القطرية بتواطؤ مع النظام العسكري الجزائري، في إطار سلسلة من السرقات التي تستهدف تاريخ وتراث ومآثر المملكة المغربية الشريفة، عن “قصد وعمد وسابق إصرار” ينمّ عن مرض نفسي يتمثل في الدونية والحقد والضغينة التي يكنها نظام العسكر الجزائري ضد كل ما هو مغربي، ومحاولة التطاول والسطو على موروثه المادي واللامادي.
خطة النظام العسكري الجزائري الحركي الفرنسي عديم التاريخ مجهول الهوية الفاقد للتراث، والتي تدخل في استراتيجية خبيثة لسلسة من السرقات للبحث عن تاريخ مُزوَّر ومُزيَّف، باتت مفضوحة للعالم، بعد نشر عدد من القنوات والمواقع العربية الخليجية لنفس المقال يتضمن نفس المحتوى أقرب إلى مقال إشهاري مُضلِّل، مؤدى عنه، بمناسبة الاحتفال ما يسمى ب”الذكرى 60 لاستقلال الجزائر”، إذ نجد مقالا بعنوان “قصة البارود.. فولكلور يخلد مقاومة الجزائر للاستعمار الفرنسي/صحافة الجديد (اخبار عربية)، و”“رقصة البارود”.. فولكلور يخلد مقاومة الجزائر للاستعمار الفرنسي/العربي الجديد”، و”رقصة البارود”.. فلكلور جزائري يخلّد مقاومة الاستعمار الفرنسي/عربي بوست/الأناضول”، و”“رقصة البارود”.. فولكلور يخلد مقاومة الجزائر للاستعمار الفرنسي (تقرير)/الجزائر/ الأناضول)…
من جهة أخرى، على المسؤولين على التراث المغربي الأصيل أن يتسلحوا ويستعدوا لحماية وإفشال المخططات الدنيئة للصوص وقراصنة تاريخ وتراث المغرب، أصحاب السوابق في هذا المجال إذ أن اللقطاء والمارقون عديمي الهوية لا شرف لهم ولا كرامة وامتهنوا اللصوصية والصعلكة والعربدة، ويعيشون كثعالب الصحراء على سرقة ما يصطاده الأسود….
ظهرت رقصة البارود (إمذيازان) بمنطقة الريف انسجاما مع المقاومة الريفية وشعر النضال والاستماتة. ويسمى الذي يمارس هذا النوع من الرقص (أمذياز) (الفنان)، بينما المرأة تسمى (ثامذيازت) (الفنانة). ويعني هذا المصطلح أن أمذياز فنان راقص ومبدع شاعر
هذا، ويستعمل ” إمذيازان” الدف والغيطة والمزمار (الزمار)، والناي (ثامجا) في تقديم رقصاتهم الإيقاعية التي تؤديها جماعة من الراقصين والراقصات في شكل تناوبي، فينقسمون إلى فرقتين ، فيتم تشكيل عدة أشكال هندسية مدا وجزرا عن طريق التقابل والتماثل والاستواء والدوران، مع ضرب الأرض ضربات معدودة انسجاما مع نغمات الأشعار وطلقات البارود. وغالبا، ما يقود هؤلاء الراقصين والراقصات شيخ (مايسترو) له تجربة ودربة كبيرة في مجال الرقص والغناء كالشيخ موسى بالنسبة لجماعة (إمذيازن) القاطنين بمدينة الناظور. وتنتشر ظاهرة (إمذيازان) في تمسمان، وبني توزين ، وقبائل قلعية، وبني ورياغل.
فرقص إمذيازان رقص كوريغرافي غنائي شعبي يختلط فيه الصوت النسوي مع الصوت الذكوري، ولا يختلف كثيرا عن رقص أحواش ورقص أحيدوس في صيغتهما الجماعية والهندسية . وينشط رقص إمذيازان كثيرا في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية والولائم ومواسم الحرب والأعراس. ويستعمل إمذيازان الألبسة المغربية الأصيلة من جلباب وعمامة وبلغة، بينما تتزيى الراقصات بألبسة ريفية تحمل ألوانا مزركشة ناصعة.
الرقص الشعبي في المملكة المغربية له طرق مختفلة وأنماط موسيقية متجذرة في الثقافة العربية، والبربرية، والأفريقية، وتعكس الفنون المغربية العديد من الخلفيات الثقافية، والعرقية التي وجدت منزلها في المغرب، لهذا السبب تختلف أنواع الرقص المغربي من مكان لآخر (جزء من مقال “الرقص الشعبي في المملكة المغربية ” بموقع “المحيط لصاحبه اسماعيل الأغبري).