النظام العسكري الجزائر يُجنَّد مرتزقة “الأزواد” لتنفيذ عمليات إرهابية في الصحراء

النظام العسكري الجزائر  يُجنَّد مرتزقة “الأزواد” لتنفيذ عمليات إرهابية في الصحراء

عبدالقادر كتــرة

بعد فشل مرتزقة البوليساريو في اختراق الجدار الأمني المغربي وفقدان الميليشيات الجزائرية/البوليسارية مئات القتلى والجرحى والأسرى من الجرذان والفئران، بل عجزت  حتى عن الاقتراب من الجدار الأمني الحارق  والتَّبَرُّك برماله، تحت حراسة جنود القوات المسلحة الملكية الأشاوس وأعين الطائرات المسيرة  “الدرونات” التي “لا تبقي ولا تذر”، عمد جنرالات النظام العسكري الجزائري إلى تجنيد مرتزقة “الأزواد” لتعويض الخسائر البشرية والآلية، وتسليحهم ووضع المركبات العسكرية رهن إشارتهم والإغداق عليهم بملايين الدينارات إضافة على المواد الغذائية الممنوعة على الشعب الجزائري الجائع والمحروم.

وحسب أحد المواقع الإلكترونية الدعائية للبوليساريو والجزائر  ” خسائر المرتزقة بعد أزمة معبر الكركرات فاقت كل التوقعات، ويستحيل تعويضها أو حتى العودة إلى الوضع الذي كان قبل تحريك الرباط لجيشها لابتلاع كيلومترات جديدة من الأراضي المحرمة…”.

وأشارت إلى أن  “حسابات أزوادية سربت بعض المعطيات التي تقول بأن الجزائر، ومنذ يناير قامت باستقطاب مجموعة من المرتزقة من شمال مالي للقتال مع ميليشيات الوبليساريو، وأن الاستقطاب كان يقوم به شخص أزاوادي يعيش في موريتانيا، يدعى “السيد بيلا”، وأن الدفعة الأولى من الأزواديين حاولوا التموقع بمنطقة بئر لحلو وتحويلها إلى قاعدة خلفية لهم، بعدما وفَّر لهم الجيش الجزائري شاحنات من الحجم الكبير، هاجمتها الدرونات الشيطانية من فوق السحاب وحولتها إلى بقايا معدنية”.

أصبحت تلك العناصر في عزلة وقد حرمتهم  “الدرونات” كل الإمدادات، وأضافت تلك الحسابات أن المرتزقة الأزواديين وقَّعوا عقدا مع الجيش الجزائري أهم أهدافه اختراق الجدار الأمني، واستهداف معبر الكركرات الحدودي، والتسلل خلف الجدار وأسر  بعض جنود القوات المغربية المغربية.

غير أن المرتزقة الأزواديين المتورطين في حرب بيانات الدّكّ والأقصاف الفيسبوكية، اكتشفوا أن الجيش الجزائري استدرجهم إلى أم المهالك وحولهم إلى أهداف مكشوفة، بعدما أيقنوا أنهم انخرطوا في حرب غير متكافئة وأن الجيش المغربي لا يخوض حربا تقليدية كتلك التي تعوَّدوا عليها شمال مالي وفي ليبيا…، بل وجدوها محرقة وحربا غاية في الدقة والتفوق التكنولوجي.

اتهم الأزواد المرتزقة الجزائر أنها أخفت عنهم حقيقة ما سيواجهونه، حسب نفس المصدر، وأن الجزائر سعَتْ فقط إلى إراحة مرتزقة البوليساريو من الخسائر مؤقتا، وتعويضه في الميدان بمقاتلين مرتزقة سيتحملون عنهم الخسائر لفترة، إلى أن تعود الرغبة في القتال إلى شباب البوليساريو الذي أكتشف بدوره أنها ليست حرب بل مجرد اقتياد أعمى إلى الفخاخ حيث النَّزَّاعة تعبث بالأرواح…، لكن يبدو أن ما واجهه الأزواديون عجَّل بخروجهم من الاتفاق مع الجيش الجزائري، الذي منع نقل أخبار خسائرهم في وسائل الإعلام الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي…، بدعوى أنها لا تعني  جمهورية تندوف ولا الشعب الجزائري في شيء.

إضافة إلى مرتزقة الأزواد يجند النظام العسكري الجزائري المارق الجماعات الإرهابية بالساحل سبق أن  أشارت  وكالة “أوروبا بريس” في مقال صادر لها في 16 فبراير 2020 ، إلى أن جبهة “بوليساريو” مرتبطة بما يسمى “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” التي أصبحت تشكل اليوم التهديد الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل حيث قامت بسلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد جيوش بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وأضافت أن هذه الجماعة الإرهابية أصبحت تشكل مصدر قلق حقيقي لقوات الأمن مشيرة إلى إنشاء خلال قمة “بو” التي جمعت في يناير الماضي بين فرنسا ودول الساحل “مجموعة الخمسة” تحالفا من أجل محاربة الإرهاب يستهدف كأولوية الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، حيث  أصبحت هذه المجموعة الإرهابية أصحبت ،الآن، محور تركيز القوات الفرنسية وقوات المنطقة.

وأضاف نفس المصدر  أن هذه المجموعة  كان يتزعمها “عدنان أبو وليد الصحراوي” وهو عضو بجبهة “البوليساريو”  وأحد القادة الرئيسيين ل ” حركة الوحدة والجهاد ” في غرب إفريقيا “موجاو” الجماعة الجهادية التي كانت تسيطر على شمال مالي في عام 2012 والتي أصبحت في عام 2013 تحمل اسم “المرابطون” .

من جهة أخرى، لم يكتف جنرالات ثكنة بن عكنون بالجزائر بهذا بل وظفت مقاتلي حزب الله اللبناني الإيراني الإرهابية حيث سبق إن   كلّ الدلائل تشير  إلى وجود جنود إيرانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني الإرهابي في مدينة تندوف بالجزائر من أجل تدريب  وتقديم الدعم  لمرتزقة “البوليساريو”، وهو ما أكده تصريح ابن بطوش الجزائري  الملقب بإبراهيم غالي  دمية الجنرالات زعيم الانفصاليين في حوار تلفزيوني، نقلته مزبلة الأنباء الجزائرية وقنوات الصرف الصحي الجزائرية، “أن قوات الجبهة باتت مرغمة على تطوير كفاحها المسلح، وأن عملية تطوير الكفاح ستكون بطريقة تتماشى مع التطورات التي يشهدها النزاع في الصحراء الغربية.” ورأى أنه من الضروري عدم استباق الأحداث نظرا لأن الحرب تفرض قانونها الذي يتماشى مع الأساليب الجديدة“.

أحد المواقع الإلكترونية الموالية لجبهة “بوليساريو” أكد بما ليس فيه شكٌّ إرسال بعثات إلى إيران ولبنان بهدف الدراسة والتدريب على استعمال أنواع من الأسلحة حيث عنون مقاله ب” من الشيوعية إلى التشيّع: أدلة تقنية تكشف إرسال القيادة الصحراوية لبعثات إلى إيران من أجل الدراسة والتدريب…. !!”.

ومما جاء في المقال الذي يدين المرتزقة والنظام العسكري الجزائري:” تورط القضية الصحراوية لا يقف عند هذه الحدود، والمغامرة التي تقودها القيادة الصحراوية والحليف الجزائري بتوزيع أسهم الدولة الصحراوية على الدول المارقة والكيانات الشيطانية، تزداد كلما ضعف حضور القضية السياسي في المجتمع الدولي وكلما زادت الرباط من الضغوط أمميا..”.

وأضاف : “قيادة بوليساريو والحليف الجزائري تعاقدا سرا مع طهران، كي تعوض كوبا وليبيا في تكوين المقاتلين، وفتح أبواب الثكنات والجامعات في وجه من لم يستطع اللحاق بالجامعات الجزائرية، بعدما تخلت دول كثيرة عن القضية الصحراوية بينها كوبا وفنزويلا وليبيا وسوريا ونيجيريا وحتى جنوب إفريقيا…، التي انطفأت جمرتها وبردت نارها ولم نعد نجد فيها ذلك الدعم القوي“.

واختتم الموقع مقاله الذي يدين بصراحة ووضح قيادة بوليساريو وعرابها النظام العسكري الجزائري ب:” يكشف تورط  قيادتنا الصحراوية بمباركة من الجزائر في التطبيع مع إيران، ويبرر للمغرب تطبيعه العسكري بصفقات مجنونة مع تل أبيب، ويفضح وجود رابط قوي بين الدولة الصفوية والقضية الصحراوية، والمثير للخوف أن الجالية الكبيرة التي تتابع دراستها وتكوينها العسكري بإيران، ستعود  عما قريب إلى المخيمات من أجل تحويل العقيدة العسكرية للجيش الشعبي الذي سيصبح تكوينه قريبا من الشكل “الحوثي” في اليمن، والمصيبة أن المقاتلين سينقلون إلى المخيمات كل مظاهر التشيع وسيقضون على العقيدة السنية و سيمنحون لطهرن الذريعة للتواجد بعيدا عن حدودها بآلاف الأميال، وستنحرف قضيتنا عن مسارها لتصبح قضية تصلح فقط لتصفية الحسابات بين الشيعة والسنة“.

كشفت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، عن تزويد إيران لجبهة البوليساريو بصواريخ أرض-جو، والإشراف على معسكرات تدريب انفصاليي الجبهة في الجزائر بتعاون مع حزب الله.

وذكرت الصحيفة في مقال تحليلي، أن إيران مستمرة في التوسع في إفريقيا، بمساعدة جماعة حزب الله، التي تدعمها، خصوصا في إفريقيا الوسطى والكاميرون وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

 وأضافت، أن هناك مجموعات مدعومة بالفعل من طرف إيران وتشن حملات ضد مصالح الغرب والعرب السنة وإسرائيل، وأصبح ذلك جليا ومعروفا خلال تفكيك الخلايا الإرهابية في إثيوبيا وأوغندا.

وأوضحت “تاغس شبيغل”، أن دعم إيران لجبهة البوليساريو نابع من بحثها عن اكتساب نفوذ بالمناطق غير المستقرة، مضيفة، أن الجبهة ستتوصل من إيران بصواريخ أرض-جو، وأيضا تحضر لمعسكرات تدريب مع حزب الله في الجزائر لتدريب انفصاليي الجبهة.

وحذرت الصحيفة، من إستراتيجية طهران التوسعية، وقالت إن قضية الصحراء هي مجرد مؤشر آخر للمجتمع الدولي من أجل التحرك لاستئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي.

وفي ماي 2018، قررت المملكة المغربية، قطع علاقاتها الدبلوماسية بإيران، كرد فعل على تورط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا.

وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن أكد “أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها لـ “البوليساريو” من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة “للهجوم الذي تشنه طهران في إفريقيا“.

وأوضح بوريطة في حديث للموقع الإخباري الأمريكي “بريتبار” في شتنبر 2018، أن “إيران ترغب في استخدام دعمها لـ البوليساريو لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب إفريقيا، وخاصة في الدول الواقعة بالساحل الأطلسي“.

وأبرز أن “البوليساريو” ليست سوى جزء من “نهج عدواني” لإيران اتجاه شمال وغرب إفريقيا، مشيرا إلى أن الجبهة الانفصالية تعد منظمة “جاذبة” بالنسبة لطهران وحزب الله، محذرا  من “الارتباط” القائم بين حزب الله و”البوليساريو”، والذي يكتسي، بحسبه، طابعا “جد خطير” بالنسبة لشمال إفريقيا، وموضحا” أن “البوليساريو”، التي تعتبر حركة عسكرية، تمثل “عاملا إيجابيا لإيران لكونها تعرف المنطقة. وهم (عناصر البوليساريو) مهربون (..) وملمون بالطرق“.

كما لفت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الانتباه إلى أن إيران حاولت إيجاد حضور لها في المغرب، قائلا :”اليوم، هم (الإيرانيون) يقومون بنفس الجهود بباقي دول شمال إفريقيا. ويستقطبون بعض شبابنا عن طريق تمكينهم من منح دراسية”، مضيفا أن طهران تطلق أعمالا “تبشيرية” لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لاسيما في بلجيكا“.

من جهة أخرى، سبق أن أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن الأمن الروحي للمغاربة وللقارة الإفريقية يعتبر من بين الأولويات للتصدي للأطماع الإيرانية في القارة.

ولفت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، خلال مناقشة عدد من الاتفاقيات الدولية بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، حسب تقرير نشرته لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، إلى أن إيران تحاول الدخول إلى غرب إفريقيا لنشر المذهب الشيعي.

كما شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على أن “مساندة المغرب لما تعرضت له إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة كان رسالة واضحة للتنديد بتجاوزات الحوثيين وبسياسة إيران التي تقف خلفهم“.

بوريطة تطرق كذلك إلى أهمية البعد الثقافي في إفريقيا، والحضور القوي للمغرب من خلال بعده الإفريقي العميق، مبرزا أن “الاتفاقيات ذات البعد الثقافي يمكن أن تساهم في استرجاع المآثر الثقافية المتواجدة بالقارة الإفريقية“.

وكان المغرب أعلن سنة 2018 قطع علاقاته مع إيران، بسبب إشرافها على تدريبات عسكرية لجبهة “البوليساريو” عبر عناصر من حزب الله الموالي لها في لبنان.

من جهة أخرى، اعتبر بوريطة أن للمغرب “العديد من الأدوات للتأثير على المستوى الدولي من خلال آليات الدين والثقافة والأمن”، مشيرا إلى أن “هذا يعكس مدى تنوع أدوات التأثير الدولي التي تتيح له العطاء والاقتراح في مجموعة من الاتفاقيات الموقعة“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *