كوارث الجزائر لا تنتهي: انهيار سقف مرآب باخرة “طاسيلي 2” وتسرب المياه إلى فضاءات الركاب (فيديو)

كوارث الجزائر لا تنتهي:  انهيار سقف مرآب باخرة “طاسيلي 2” وتسرب المياه  إلى فضاءات الركاب (فيديو)

عبدالقادر كتــرة

سجلت باخرة “طاسيلي 2” لنقل الركاب الجزائرية، مرة أخرى، خلال نهاية الأسبوع الماضي،  إلى حادث كاد يتحول إلى كارثة عظمى وخطيرة على مئات المسافرين الجزائريين  المغتربين القادمين من مختلف دول أوروبا إلى الجزائر لقضاء عطلتهم الصيفية ومشاركة أهاليهم فرحة مناسبة عيد الأضحى، والتي كادت أن تتحول إلى مأتم، بعد انهيار سقف مرأب السيارات للباخرة وتسرب المياه إلى الغرف وقاعات وفضاءات الركاب الذين أصابهم الفزع والهلع والرعب.

واعترفت الشركة الجزائرية للنقل البحري بالتصدع الذي طال باخرة “طاسيلي 2” بعد رحلتها الأخيرة من ميناء “أليكانت” بإسبانيا نحو وهران، وأكدت في منشور على صفحتها الرسمية على الفايسوك، أن الخلل التقني الذي طال الباخرة لم يتسبب في أضرار وخسائر، والباخرة تواصل رحلتها بشكل عادي، ولم تشر الشركة إلى طبيعة الخلل التقني وأسبابه، غير أنها طمأنت أن الأمر تم تجاوزه وسفينة “طاسيلي 2” باشرت رحلاتها البحرية في نقل المسافرين بين مختلف الموانئ الأوروبية والجزائر.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور لانهيار جزئي وانزلاق الطابق العلوي لمرآب السيارات، ما تسبب في خوف وتذمر كبيرين وسط المسافرين، كما أكد شهود عيان أن سبب التصدع هو ركن عدد كبير من السيارات المحملة بالبضائع في الطابق العلوي، مقابل خلو الطابق السفلي من المركبات، حيث أدى هذا الخطأ في ركن السيارات إلى تصدع وانزلاق المرآب العلوي، وتم أيضا تداول فديوهات لتسربات كبيرة للمياه داخل نفس الباخرة، والتي أغرقت السلالم وتسربت إلى الغرف وتسببت في جدل كبير حول إجراءات السلامة في هذه السفينة .

وسبق أن سجلت  نفس الباخرة، خلال نهاية شتنبر 2019 ، حادث تسرب مياه إلى جوفها تسبب في إعلان  حالة طوارئ بميناء وهران.

المياه تسرت إلى جوف الباخرة “العجوز” “طاسيلي 2”  على مستوى غرفة المحركات الأمر الذي استدعى من الطاقم البحري تأجيل الرحلة من وهران إلى أليكانت الإسبانية.

وكان من المفروض أن تبحر باخرة “طاسيلي 2” في حدود الساعة العاشرة مساء، من ميناء وهران باتجاه اليكانت الاسبانية لكن لم تتمكن بسبب عطب ناتج عن تسرب للمياه إلى جوفها، بعد تفطن الطاقم  للعطب من قبل انطلاقها، مع الإشارة على أن العديد من ركاب الباخرة من أصل 800 مسافر رفضوا الإبحار على متنها بعد حالة من الإستياء والقلق متابعة الرحلة خوفا من غرقها رغم تأكيد طاقمها على إصلاح العطب.

كارثة باخرة “طاسيلي2 ”  تنضاف على فضائح أخرى  سبقتها كانت آخرها حجز باخرة جزائرية أخرى بميناء “أنفرس” (Anvers) البلجيكي بعد حجز سابق  لثلاثة سفن بفرنسا وإسبانيا وبلجيكا قبل  تسوية وضعيتها خلال سنة 2021، في الوقت الذي لا زالت وضعية السفينة الخامسة المسماة “تيمقاد” المحتجزة تنتظر تسوية  وضعتها لإطلاق سراحها، وقد تعرف طريقها على عملية البيع بالمزاد العلني.

وتقبع هذه السفن الستة،  “الساورة” و”تمنراست” و”قسنطينة” و”خراطة” و”تين زيران” و”سدراتة”  دون الحديث عن باخرة “طارق بن زياد” التي وضعت في المزاد العلني بعد شيخوختها  وإهمال صيانتها لعدم توفير ميزانية لذلك والتي تذهب إلى جيوب مرتزقة بوليساريو وأبنائهم وأسرهم وتنقلاتهم  وتسليحهم وصرف أموال طائلة على لوبيات في مختلف مناطق العالم لدعم أوهامهم وأحلامهم، في الوقت الذي يقضي الجزائريون أوقاتهم في طوابير لا متناهية بحثا عن شكارة حليب أو قنينة زيت أو كيس سميد…إن وجدت.

حجزت السلطات البلجيكية، خلال شهر أبريل الجاري، باخرة “سدراتة”  التابعة للمؤسسة الوطنية للملاحة البحرية شمال، وهي سادس باخرة يتم الحجز عليها، بميناء “أنفرس   (Anvers)” ببلجيكا، بسبب انتهاء عقود التأمين الخاصة بها، وهذه المرة الثانية التي يتم الحجز فيها على باخرة جزائرية من طرف السلطات البلجيكية بعد حجز سفينة “تيمقاد” خلال شهر شتنبر الماضي.

وفي عملية غريبة وعجيبة  لا يمكن أن تقع إلا في بلاد الجزائر، قام أحد المهربين بتهريب سفينة “امدغاسن” خارج الجزائر في وقت كانت محل حجز قضائي إثر التحقيق في قضية فساد، كما تم إصدار أمر بالإيداع في حق المتهم المتورط في هذه الواقعة ووضع متهم ثان تحت الرقابة القضائية.

وفي خطوة أخرى غير غريبة على الجزائر، قررت الدولة الجزائري بيع باخرة “طارق بن زياد “الراسية بميناء الجزائر حديدا بالميزان، بعد توقفها عن الإبحار ونقل المسافرين لما تشكله من أخطار وعجز الدولة عن إصلاحها.

وتشكل باخرة طارق بن زياد الخاصة بالشركة الوطنية  الجزائرية للنقل البحري للمسافرين خطرا على مسافريها وعلى الشركة على حد سواء، اعتبار من سنة 2015 بسبب قدمها، الأمر الذي جعل مدير المؤسسة يدق ناقوس الخطر ويؤكد على أن التوقف من استغلال الباخرة سيقلص من عدد بواخر الأسطول البحري، ويؤثر مباشرة على خدمات المؤسسة.

وتقرّر إخراج الباخرة من الملاحة البحرية بعد 4 سنوات على أكثر تقدير، لتحوّل إلى الأسواق العالمية لبيع الخردة، بسبب الخطورة التي أصبحت تشكلها هذه “الباخرة العجوز” على سلامة المسافرين، بسبب الأعطاب الكثيرة والمتكررة التي أصابت الباخرة حتى في عرض البحر.

وكانت الشركة الوطنية  الجزائري للنقل البحري للمسافرين، قد قررت إحالة الباخرة الأسطورة “طارق بن زياد” على التقاعد، واقتناء باخرة جديدة لنقل المسافرين خلفا لباخرة “طارق بن زياد” التي دخلت للخدمة منذ أكثر من 20 سنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *