الإبداع المغربي يتألق في ملتقى الحرف الفنية “إيحاءات باريس”
افتتحت النسخة الخامسة من معرض ملتقى الحرف الفنية والإبداع “إيحاءات باريس”، البينالي الدولي للمهن الفنية والحرفية، يوم الخميس 9 يونيو 2022، بمشاركة رسمية للمغرب لأول مرة، من خلال ثمانية حرفيين ومبدعين تحت شعار “حرفيو النور، نظرة جديدة للحرف اليدوية”.
ويعد نموذج مقصورة داخلية لطائرة خاصة بمشغولات نحاسية “ببراعة استثنائية”، من إبداع “دار مفتاح” لشركة تصنيع الطائرات “داسو”، “تجسيدا ممتازا” لهذه المقاربة، تماما كما المنسوجات اليدوية الثمينة لسمية جلال المعروفة بابتكارها أفخم الديكورات الداخلية.
وأبدى زوار الجناح المغربي إعجابهم بقطع الأثاث الخشبي من ابتكار حمزة القادري وجميل بناني، بالإضافة إلى عمل “La Mer (e) Origine du monde” لغزلان سهلي، وأعمال سيراميك ليونس سرغيني، وسجاد لسفيان زريب، ومنضدة مصنوعة من الخرسانة والفولاذ، مزينة بنقوش حناء لسليمة شاوي عزيز، والتي تم الاشتغال عليها من خلال استوديو كنزة بن شريف.
وأكد المدير العام لدار الصانع طارق صديق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المشاركة المؤسساتية الأولى للمملكة تعد شهادة قوية واعترافا عالميا بعمق الثقافة والتراث الحرفي المغربي، الذي يستلهم من عدة قرون من الخبرة والمعرفة.
وسلط صديق الضوء على أهمية دعم الوزارة الوصية ومؤسساتها للمعلمين الحرفيين والمبدعين المغاربة الذين من جهة، يحافظون من خلال أعمالهم على التراث الحرفي المغربي، ومن جهة أخرى، يعملون على تحديثها للتكيف مع عالم اليوم.
وقال إن “خير دليل على ذلك يتمثل في دخول الحرف اليدوية المغربية إلى عالم الطيران”، مبرزا الأصداء الإيجابية سواء في المعرض المخصص للصحافة أو عند الافتتاح الرسمي أمس الخميس.
وشدد على أن الهدف يتمثل في المساهمة في إشعاع المغرب بقيادة الملك محمد السادس، ولكن أيضا للاستفادة من فرص الأعمال التي يوفرها هذا النوع من المعارض.
وقد أثار جناح المغرب اهتماما كبيرا من قبل الصحافة الدولية والمهنيين، خاصة خلال معرض الصحافة الذي نظم مساء الأربعاء، مما يدل على تميز إبداعات المعلمين الحرفيين والمبدعين المغاربة.
يذكر أن النسخة الخامسة للمعرض افتتحت من قبل أود تاهون رئيسة “أوراش الفنون لفرنسا”، بحضور العديد من الممثلين الرسميين لـ20 دولة في البينالي، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات رفيعة المستوى من عالم الحرف الفنية والفخامة.
وتوقفت أود تاهون وممثلة اليونسكو ومدير “موبليي دو فرنس” وشخصيات رفيعة أخرى مطولا أمام معروضات الحرفيين والمبدعين المغاربة في جناح المملكة.
وبصمت إبداعات الحرف الفنية المغربية على حضور لافت طيلة اليوم الأول من البينالي، المخصص للصحفيين والمهنيين القادمين من جميع أنحاء العالم لحضور هذا الحدث البارز الذي من المتوقع أن يستقبل ما لا يقل عن 45 ألف زائر.
ويهدف البينالي إلى إتاحة فضاء حقيقي للمبادلات الاقتصادية واللقاء بين هواة جمع القطع الأثرية والقطع الاستثنائية والمديرين الفنيين والمهندسين المعماريين ومصممي الديكور وأصحاب المعارض ومكاتب الشراء.
بالإضافة إلى ذلك يشكل البينالي لنحو 400 عارض، فرصة للتعرف على المزيد من العملاء وتوسيع شبكة أعمالهم، وبحث مشاريع كبرى مع متخصصين من جميع القارات.