بعد هجرة الطفل الجزائري “أيمن”، العثور على جثتي شابين داخل أجزاء طائرة جزائرية
عبدالقادر كتــرة
في مشهد مريع ومؤثر، عثر عمال مطار هواري بومدين الدولي، الجزائر العاصمة، اليوم السبت 4 يونيو 2022، على جثتين لشابين جزائريين بأحد أجزاء طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، حيث كانت متوقفة على أرضية مطار هواري بومدين الدولي.
وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري، في بيان لها ، أن الأمر يتعلق بشخصين تتراوح أعمارهما بين 20 و23 سنة، مشيرة في نفس البيان، إلى أن التحقيق مفتوح تحت إشراف وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء الجزائر لتحديد ظروف الحادث، والتي تشير كلها إلى رغبة الشابين الهالكين في مغادرة الجزائر عبر عملية “حريك” جوية بحثا عن آفاق أخرى في أوروبا لحفظ كراكتهم وصون شرفهم وهروبا من القمع والفقر والحرمان والبطالة.
وسبق أن سجلت الجوية الجزائرية فضائح أدخلتها لكتاب غينس للأرقام القياسية، في عالم الطيران الدولية، بعد أن رصدت شرطة مطار رواسي شارل ديغول بفرنسا، طفلا جزائريا، لا يتجاوز عمره 16 عاما، تمكن من السفر عبر طائرة تابعة للجوية الجزائرية قادمة من مدينة قسنطينة، في الجزء السفلي لطائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية.
وحسب الفيديو الذي نشره موقع “فيزا”، فإن هذا المسافر القاصر اليتيم المسمى “أيمن” تم اكتشافه لحظة وصول الطائرة إلى مطار شارل ديغول بفرنسا، حيث ظهر في الجزء السفلي للطائرة وعلى وجهه علامات الخوف.
وكانت هذه الطائرة قد أقلعت، الأربعاء 9 مارس 2022، من مطار محمد بوضياف بقسنطينة نحو مطار رواسي شارل ديغول بباريس.
مصالح الشرطة القضائية بقسنطينة بفتح تحقيق حول قيام الطفل جزائري بالتخفي في الجزء السفلي الخاصة بالأمتعة لطائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية.
هذا وأبدى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، استغرابهم من هذه الحادثة، حيث راح يتساءل البعض عن كيفية وصول “الحراك” (المهاجر السري الجزائري) إلى منطقة الصعود إلى الطائرة، التي أصبحت مفتوحة على مصرعيها للجميع، وما يشكل ذلك من أخطار لا تحمد عقباها قد تصل إلى عمليات إرهابية .
ويغامر الأطفال والشبان والنساء الجزائريون بحياتهم بركوبهم قوارب الموت وأجنحة الهلاك هروبا من جحيم النظام العسكري لجنرالات ثكنة بن عكنون وأزلامهم كهنة معبد قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية، في الوقت الذي يخصص هذا النظام بواخر وطائرات لنقل قادة مرتزقة بوليساريو وأسرهم من مختلف دول أوروبا أين يقضون عطلهم ويتابعون دراساتهم ويبنون مشاريعهم بأموال الشعب الجزائري وقوته اليومي من خزينة الدولة التي يتم إفراغها من عائدات البترول والغاز لتذهب إلى جيوبهم بعد جيوب عصابة النظام.
وسبق أن رفضت السلطات المالطية، يوم السبت 30 أبريل 2022، السماح لطائرة جزائرية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بالبقاء ثانية واحدة على أراضيها بالمطار الدولي، وأمرت بطردها بمجرد نزولها، بعد أن أقلعت فارغة تمامًا من الجزائر العاصمة لتصل إلى “فاليتا”، واستطاعت السلطات الجزائرية تأكيدها خلال تحقيقاتها.
واعتبر موقع “ألجيري بارت” المقرب من الجنرال خالد نزار والذي يديره ابنه، الأمرَ غريبا تمّ التكتم عليه من قبل السلطات الجزائرية، ووصف الحادث ب”قضية تخفي نغمات سياسية ودبلوماسية مقلقة، ولسبب وجيه“.
الرحلة كانت خاصة وبَرْمجتها السلطات الجزائرية بهدف إعادة بعض “سكان المخيمات والأعضاء النشطين في جبهة البوليساريو” إلى المخيمات، حسب نفس المصدر دون أن يتمكن من تأكيد السبب، مضيفا أن هؤلاء الركاب كانوا في مالطا، الأرخبيل الصغير الواقع في وسط البحر الأبيض المتوسط بين صقلية وساحل شمال إفريقيا، وكانت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية مهمتها إعادتهم إلى مخيمات تندوف.
ورفضت السلطات المالطية منح موافقتها على الإذن بعملية الإعادة هذه، وأمرت الطائرة الجزائرية بالإقلاع فورا بمجرد نزورها بالأراضي المالطية، كما رفضت السلطات المحلية السماح لطاقم الخطوط الجوية الجزائرية بمغادرة المطار .
وتسببت هذه العملية المريبة والفاشلة في خسائر مالية كبيرة للشركة نظرًا لتعبئة طاقم كامل وطائرة وكيروسين لرحلة تعود خاوية الوفاض.
وتساءل الموقع عن سبب رفض السلطات المالطية بشدّة وقوة، طلب السلطات الجزائرية لمُهمَّة الرحلة الجوية الخاصة التي قدمتها الخطوط الجوية الجزائرية، ومن هم مسافرو البوليساريو الغامضون الذين أرادتهم الجزائر بأي ثمن لإعادتهم إلى تندوف.
ويسود صمت مثير للفضول والغرابة في الجزائر العاصمة إزاء هذه الأسئلة التي تعتبرها جميع المصادر “مزعجة” والتي أعطيت بشأنها تعليمات واردة من أعلى السلطات العسكرية في الجزائر أن تبقى سرية للغاية.