لاعب دولي جزائري محلل رياضي: “الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بؤرة فساد”
عبدالقادر كتــرة
في خرجة قوية وجريئة اتهم اللاعب الدولي الجزائري السابق والحائز على الكرة الفضية الأفريقية (1978) والمحلل الرياضي في قناة رياضية جزائرية “علي بن الشيخ”، نفى الاتهامات القائلة ب”الكولسة” التي قد يمارسها ممثلو الاتحادات الإفريقية ومسؤولو الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكاف” لتفضيل منتخباتهم ونواديهم وتسهيل مأموريتهم من أجل ضمان الانتصارات في الوقت الذي برّأ ممثل الجامعة الملكية المغربية من التُّهم الموجهة إليه من طرف الإعلام المصري أو الإعلام الجزائري، وطالب من الإعلاميين الجزائريين التوقف عن تحميل فشل الاتحاد الجزائري لكرة القدم واندحار المناخب الجزائري المسؤولية للآخرين، وأثنى على عمل ومجهودات فوزي لقجع لفائدة كرة القدم المغربية وأشاد بإنجازاته وحتى ما قدَّمه ويُقدمه للكرة الأفريقية وأشار إلى أنه من حقّه أن يدافع عن بلده كما هو حقّ أي رياضي الدفاع عن بلده.
وعند مناقشة أسباب إقصاء المنتخب الوطني الجزائري من المشاركة في مونديال قطر 2022، في إحدى حلقات برنامج رياضي بقناة عمومية جزائرية، أرجع ذلك إلى تقصير الاتحاد الجزائري لكرة القدم وللناخب الوطني وللشعارات الفارغة والزائفة المرفوعة هنا وهناك لتضخيم قوة المنتخب ورفعه إلى مستوى القمة إلى جانب المنتخبات العالمية القوية والتاريخية إلى أن جاءت الصدمة.
ونفى بالمناسبة أن تكون هناك “كولسة ” داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لكن أكد في نفس الوقت أن شراء الحُكّام كان عُملة متداولة وممارسة معمول بها منذ أن كان الاتحاد الافريقي اتحادا، وهذا يعلمه الجميع بمن فيهم ممثلو الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) (وهو ما صرح به وأكده عميد نادي الزمالك المصري ولاعب “فريد جعفر” ومدرب مصري الأمر الذي أثار ضجة في مصر والجزائر والمغرب بتصريحاته عن “رشوة” الحكام الأفارقة).
وطالب “بن الشيخ” من مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم الجدد تطهير الكرة الجزائرية من الفساد والرشوة ومعاقبة الفاسدين والراشين والمرتشين بالسجن “لا يمكن للمارقين أن يكونوا مدربين ومشرفين على الكرة، ولا يمكن لمارق ولا لفاسد أن يكون رئيس ناد…صفيوا الرياضة بصفة عامة والكرة بصفة خاصة… عليكم أن تجلبوا العارفين بالكرة … وَفِّروا البنية التحتية الرياضية وطَوِّروا كرة القدم…وهذا من اختصاص رئيس الاتحادية ولا نريد رئيسا أو مسؤولا يذهب للكاف للنوم ويتقاضى الملايين بالدولار… نريد رئيسا يُطور الكرة في بلدنا وحكاما نزهاء“.
واختتم مداخلته بغضب قائلا :”نحن أبطال في الكولسة وتحصلنا على جوائز وشهادات في الكولسة… نحن أهملنا كرتنا… وكلّ دقيقة نذكر لقجع …لقجع …لقجع …الله يعاونو راه يخدم بلادو…أيا بركات… رحنا نكذبو من الصباح حتى الليل …الفساد هو اللي راه عندنا”.
من جهة أخرى، لم يستسغ الاعلام الرياضي الجزائري، إلى حدّ الساعة، إقصاء المنتخب الجزائري من المشاركة في مونديال قطر، على يد المنتخب الكاميروني ولا زال يتهم، يمينا وشمالا وشرقا وجنوبا، أيا كان ويحمله المسؤولية ويتهمه بالفساد والكولسة وسرقة التأهيل، ولم يسلم من لسانهم الفيفا والطاس والكاف والفاف والاتحاد الكاميروني والاتحاد المغربي لكرة القدم ورؤساء الاتحاديات والمدربين والحكام بمن فيهم الحكم باكاري كاساما الذي أدار اللقاء وتقنية الفار (VAR) وعشب الملعب والمناخ والفندق و..و.. ولم ينفع ما جندوه من رقاة ومشعوذين وشيوخ والدعوات والحروز ورش ماء زمزم و”التقواس” وشرب “حليب السلاحف” و”حليب الدجاج”…لكن لم تؤدِّ جميع هذه الخزعبلات إلى “قطر” رغم أن “جميع الطرق تؤدي إلى روما “…
ولا زالت نفس الأسطوانة المشروخة تتردد وتتكرر إذ خرجت مرة أخرى مزابل من مزابل الإعلام الجزائري الناطقة باسم جنرالات النظام العسكري بثكنة بن عكنون وقناة الصرف الصحي بمقال تتهم فيه مرة أخرى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولاي لكرة القدم والحكم باكاري كاساما، جاءت فيه :” لا يمرُّ يومٌ واحد إلا ونسمع عن فضائح كروية مصدرها الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أصبح يجامل اتحادات كروية على حساب أخرى، ويمنح مزايا وتسهيلات لمنتخبات وأندية، ويقهر من تسول له نفسه انتقاد أو كشف بؤر الفساد التي انتشرت بقوة وهزت عرش الكرة الإفريقية التي أصبحت أضحوكة في العالم، من دون أن تتحرك “الفيفا” باعتبارها المسؤول الأول عن الكرة في العالم.
وزادت بغباء وحقد وانتكاسة : “بعد فضيحة الحكم الغامبي بكاري غاساما الذي أقصى بطريقته المنتخب الجزائري لكرة القدم من التأهّل إلى مونديال قطر، كان يظن الجميع أن هذا الفاسد لن يعود إلى سلك التحكيم وسيُحال حتما على التقاعد، لكن “الفيفا” وبمباركة “الكاف” اعتمدته ليشارك رسميا في كأس العالم، وهو الذي طبّق مخطط إقصاء “الخضر” بحذافيره، وتم تعيينه مؤخرا في لقاء نصف نهائي كأس “الكاف” بين الاتحاد الليبي وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، وبقي وفيا لتقاليده حين ذبح النادي الليبي من الوريد إلى الوريد وأقصاه بطريقة فاضحة، وهو ما جعل الليبيين ينتفضون ويعتبرونه “سيء السمعة” و”خائنا للأمانة”، كما كان وراء العديد من المهازل أهمها إدارته السيئة لنهائي رابطة أبطـال إفريقيـا سنة 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي، إذ ألغى هدفا للوداد وتسـبَّـب فـي إيقاف المباراة وانسحاب فريق الوداد وفاز الترجي على إثرها بالمباراة والكأس. ناهيك عن إدارته لمباراة مالي وغينيا الاستوائية فـي بطولـة الأمم الإفريقية الأخيرة 2022 وارتكب فيها أخطاء عديدة ضد منتخب مالي، إضافة إلى مباراة ربع النهائي للأندية الأبطال نسـخة 2017 بـين الأهلي المصري وصن داونز الجنوب إفريقي إذ ألغى هدفا للأهلي”.
إقصاء المنتخب الجزائري في ثلاث ثوان أعمى بصيرة الجزائريين وأصبحوا يرون فسادهم في الجميع إذ استطردت هذه المزبلة الجزائرية في هرطقتها (ولا بدّ أن يكون المغرب قاتل النظام العسكري المارق حاضرا) بقولها ” فساد الكرة في إفريقيا ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، خاصة بعد أن نشرت مجلة “الأهرام” المصرية في عدد سابق صورة لرئيس الجامعة المغربية لكرة القدم معتبرة إياه “الآمر الناهي” الذي يتحكم ويتلاعب بكل المسؤولين الكرويين وعلى رأسهم رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي وعضو اللجنة التنفيذية لـ”الكاف” هاني أبو ريدة، ونائب رئيس “الفيفا”، السنغالية فاطمة سامورا، على طريقة “عرائس الماريونات”.. خاصة بعد أن أثّر بطريقته على اختيار المغرب لاحتضان نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري، وتقزيم الهيئة القارية وكل أعضائها الذين يقبلون ملء جيوبهم على التفكير في مستقبل الكرة في إفريقيا…”.
وتساءلت هذه المزبلة الإعلامية الجزائرية رغم أنها لم تتساءل عن فساد النظام العسكري الجزائري والاتحاد الجزائري لكرة القدم ولا عن فساد الاعلام الجزائري الشيات للعسكر: “من يحمي “الكاف”؟ ولماذا السكوت عن المهازل التي تحدث، والتي تؤثر على مستقبل الكرة الإفريقية؟ الإجابة على هذه التساؤلات لا تحتاج إلى جهد وتخمين، لأن “الفيفا” وعلى رأسها أنفانتينو تريد مثلما هو متفق عليه الحصول على أصوات “الكاف” والمقدرة بـ54 صوتا، أي ربع المصوتين.. فمن يضمن أصوات إفريقيا يضمن بقاءه الأبدي على رأس الهيئة الدولية التي تتعهَّد بحمايته من الفاسدين الذين سوّدوا صورة الكرة الإفريقية التي أصبحت دمية يتلاعب بها من يدفعون أكثر على حساب النزاهة والأخلاق والروح الرياضية الغائبة منذ سنوات عن الكرة في قارتنا الإفريقية.“