بدل دعم استصدار بيان العرب لإدانة إسرائيل، الجزائر تنقل شَغَبَها للتشويش على لجنة القدس
عبدالقادر كتــرة
لا يتوقف النظام العسكري الجزائري عن محاولاته لتفجير وحدة الجامعة العربية بكلّ ما أوتي من قواه منفذا أوامر ملاة وآيات إيران الشيعيين ومن يدور في فلكهم متاجرا بقضية فلسطين العربية التي هي قضية كلّ العرب والمسلمين، وجعلها رسما تجاريا يرفعها كما يرفع مليون ونصف شعارا على ٍاسها “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” دون أن يقدم دينارا واحدا دعما للفلسطينيين إلى حدّ طالب الفلسطينيون من حكام الجزائر التوقف عن مهازلهم وهرطقاتهم وتخريفهم.
هذا النظام العسكري الخبيث لا يخجل ولا يستحيي من ممارساته الخسيسة ولو على حساب شهداء فلسطين ومآسي الفلسطينيين ويُظهر ما يُضمره إذ اجتمعت فيه صفات المنافق لينطبق عليه الحديث النبوي الشريف “آيات المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان”، وآخر فضيحة غرق فيها تلك التي باح بها الرئيس الجزائري المُعين من طرف العسكر عبدالمجيد تبون، لكاتب الدولة في الخارجية الأمريكية بعظمة لسانه :”لقد تم اتخاذ قرار في الجامعة العربية بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل، وأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين ، وهذا ما نتبعه في الوقت الحالي. إذاً فهو سلام بين جميع المناطق، لكن ليس لدينا شيء ضدهم – المشكلة الوحيدة التي لدينا هي فلسطين ولا شيء آخر على الإطلاق.”، وهو اعتراف صريح بإسرائيل خلافا للشعار الذي يرفعه هذا النظام المنافق.
لم يدخر جنرالات ثكنة بن عكنون بالجزائر أي جهد للإضرار بالوحدة العربية وتشتيت دولها بدءا بالمطالبة بنقل مقر الجامعة العربية من جمهورية مصر العربية إلى الجزائر ومحاولة فرض التناوب على رئاستها وتغيير ميثاقها وقوانينها، وسبق أن اتخذوا موقفا إلى جانب إثيوبيا ضد كلّ من مصر والسودان الدولتين العربيتين عضوين في الجامعة، في قضية سدّ النهضة، كما حاولوا جمع الفصائل الفلسطينية ضدا على مصر مأواهم بلدهم الثاني بحكم الحدود الجغرافية، كما حاولوا فرض عودة النظام السوري بشار الأسد إلى حظيرة الجامعة بإشراف النظام الإيراني رغم عدم استيفائه للشروط المطلوبة، وعملوا ويعملون على زعزعة المملكة المغربية الشريفة وتجزيء وحدتها الترابية بل صاروا يدافعون عن إسبانية المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المغربية ضدا على عروبتهم وإسلاميتهم..
ومن نتائج زندقة النظام العسكري الجزائري أن رفضت دول الجامعة العربية عقد مؤتمر قمة ملوكها ورؤسائها في الجزائر وتمّ تأجيلها للمرة الثالثة في تاريخ الجامعة وانتهت بإلغائها، وعاف القادة العرب أن يقضوا ولو دقيقة في بيت هذا النظام والاستماع إلى هذيانه.
لقد أعربت المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس ، لجنة القدس الشريف التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة تعتبر أن “هذا الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج خلال شهر رمضان المبارك على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، من شأنه أن يقوي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في المنطقة“.
وأضاف المصدر ذاته أن المملكة المغربية تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته.
وأشار إلى أنه “بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فقد تم تبليغ هذا الشجب والتنديد مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط”.
لكن في الوقت الذي كان يجب على النظام العسكري الجزائري الاصطفاف إلى جانب الدول العربية لاستصدار بيان إدانة لدولة إسرائيل، لم يجد النظام العسكري الجزائري العدواني ، مرة أخرى، سوى الخروج عن النص والإجماع وإقحام بدون هدف ولا رؤية، “اقتراحا جزائريا بضرورة تفعيل عمل لجنة القدس ودعوتها للاجتماع”، لا لشيء إلا هوس وهلوسة واسكيزوفرنيا المغرب.
لكن تدخل الوفد العماني الرئيس الحالي للمجموعة العربية ومندوب فلسطين قمعا الوفد الجزائري وأفهماه أن الظرف ليس للهرطقات والهذيان وأسكتاه، وتم الاتفاق على صيغة للمشروع وعرضها في صيغتها النهائية.
وأدانت الجزائر، كباقي الدول العربية، الاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها الفلسطينيون فجر الجمعة 15 أبريل 2022، في المسجد الأقصى، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك فاضح لقدسية وحرمة المسجد وتعدي سافر على كل القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
ليكن في علم النظام العسكري الجزائري أن احتضان الجزائر مقر الجامعة العربية أكبر منها، وترأس لجنة القدس غير مؤهلة لها كما لا يشرفها أن يكون على رأسها تجار القضايا وأبطال جرائم الحرب الأهلية في العشرية السوداء الدموية بالجزائر، كما لن يقدروا على مجاراة المملكة المغربية الشريفة ولا منافستها ولا حتى تقليدها، لأن الأقزام لا تنمو قامتها ولن ترتفع درجاتها ولو ركبت ظهور شعوبها، وبالمناسبة نذكر هؤلاء الخائضين في المياه العكرة بقصة الضفدع المغرور والثور علّهم يتعظوا مع تذكيرهم بالآيتين الكريمة “ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” و” وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه”:
“كان ضفدع ضخم في مرج بجانب جدول، وكان فخورًا بحجمه، وكانت كل الضفادع الأخرى يخشونه، وكانوا يعاملونه باحترام كبير .
وذات يوم سمع الضفدع المغرور الضفادع الصغيرة تتحدث عن كائن هو أكبر وأضخم مخلوق سبق ورأوه، وله قرون ضخمة على رأسه طويلة للغاية، لدرجة أن ضربة واحدة من قرونه كافية لتدمر حياة الكثير من المخلوقات بجوار الجدول .
لم يصدق الضفدع أي كلمة مما سمع، وقال: كيف يمكن أن يكون هناك أي مخلوق أكبر مني؟، لا يمكن أن يكون هناك أكبر من أكثر ضفدع مدهش في العالم كله. وفي نفس الأثناء مرّ الثور بجوار الجدول، وكان يشعر بالعطش، ابتعدت الضفادع الصغيرة بسرعة وفي خوف بعيدًا عن الثور، بعيدًا عن قرونه الكبيرة وذيله الطويل، وشرب الثور حتى شبع وقرر أخذ قيلولة بجوار الجدول .
ورأى الضفدع الثور الكبير، وسأل نفسه لماذا كل هذه الجلبة، فهذا الوحش المخيف ليس إلا ثور كبير سخيف ليس كبيرًا كما يقول الآخرين .
فصرخ الضفدع في الضفادع هل هذا هو الوحش الكبير؟ .فردّت عليه بخوف نعم، هل رأيتَ كَمْ هو كبير؟ . فضحك الضفدع بسخرية، قال كبير ؟، وهل تعتقدون أن هذا الثور كبير؟ لماذا ؟، أنا أستطيع أن أكون ضعف حجمه إن أردت ذلك ، شاهدوني .
أخذ الضفدع نفسًا كبيرًا وظل ينفخ وينفخ، حتى انتفخ مثل البالون الكبيرة، وقال الضفدع هل رأيتم؟ ألست كبيرا مثله ؟ .
كان الضفدع يسأل والضفادع ترد: “لا يا ضفدع لم تصل بعد إلى حجمه، الوحش أكبر بكثير، أنظر له كيف ينام على العشب، ويبدو ضخمًا للغاية” .
فقال الضفدع : حسنًا ، سترون، أخذ الضفدع نفسًا أخر عميقا، ونفخ مجددًا أكثر من مرة وقال لابد وأن أكون أكبر منه الآن ، فردت عليه “لا ليس بعد، الوحش أكبر من هذا بكثير “.
قال الضفدع : “شاهدوني”. وأخذ نفسًا عميقًا بصعوبة كبيرة، وكان النفس بأقصى قوة يستطيعها الضفدع، وبدأ ينفخ وينفخ وينفخ وبدأ يكبر ويكبر ويكبر وفجأة صوت فرقعة: لقد انفجر الضفدع نتيجة لكبره . وكبريائه”.